ياسين لـ«الشرق الأوسط»: حوار الرياض خلال أسابيع.. و5 شروط أساسية يتفق عليها

وزير الخارجية اليمني قال إن على الحوثيين إلقاء السلاح إذا أرادوا أن يكونوا جزءًا من الحوار * هادي عقد مقارنة بين الحوثي والظواهري خلال لقاء مع السفير الروسي

الدكتور رياض ياسين وزير الخارجية المكلف
الدكتور رياض ياسين وزير الخارجية المكلف
TT

ياسين لـ«الشرق الأوسط»: حوار الرياض خلال أسابيع.. و5 شروط أساسية يتفق عليها

الدكتور رياض ياسين وزير الخارجية المكلف
الدكتور رياض ياسين وزير الخارجية المكلف

كشف الدكتور رياض ياسين وزير الخارجية المكلف، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة اليمنية الشرعية، تعمل على إعداد بدء العملية السياسية وانطلاق الحوار اليمني في العاصمة السعودية الرياض، وذلك خلال الأسابيع القليلة المقبلة، خصوصا أن الأطراف اليمنية اتفقت على 5 شروط قبل بدء الحوار، واعتبرتها أساسية لا نقاش فيها، مشيرًا إلى أن أي اجتهادات أخرى غير واقعية من أطراف خارجة عن الشرعية غير مقبولة.
في المقابل، أكد ياسين أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بعث أول من أمس، برسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك خلال استقباله سفير موسكو في الرياض أوليغ أوزيروف.
وأوضح الدكتور ياسين في اتصال هاتفي من مكانه في جيبوتي، أن الحوار اليمني بالرياض الذي يقام تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، سيتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة، و«نعمل على الإعداد لبدء العملية السياسية تحت إطار الشرعية، لا سيما أن المخرج السياسي اليمني الوحيد هو حوار الرياض»، مؤكدًا أن «أي حوار آخر أو اجتهادات يعمل على ترويجها آخرون، هي غير واقعية، وأيضا غير مقبولة من الجميع».
وقال وزير الخارجية المكلف الذي وصل إلى جيبوتي لاستقبال طائرات محملة بالإغاثة إلى مدينة عدن، إن على الحوثيين في حال أرادوا أن يكونوا جزءا من الحوار، أن يلقوا سلاحهم، وأن يذهبوا إلى مناطقهم كمدنيين، وأن يكفوا عن قتل الشعب اليمني بلا ذنب، مشيرًا إلى أن المتمردين إذا لم ينفذوا الشروط بعد قرار تطبيق الميثاق السابع في الأمم المتحدة، فإن دول قيادة التحالف، ستتخذ الإجراءات اللازمة، لتثبيت الشرعية اليمنية، ودعمها على الأرض.
ولفت الدكتور ياسين إلى أن هناك رؤية وطنية واضحة يشترك فيها الجميع، وهي تمهيد لحوار الرياض، «تتضمن أولويات واضحة خلال المرحلة القريبة المقبلة، التي ترسم خريطة الطريق، خصوصا أن المرحلة المقبلة صعبة في إعادة الأمن والاستقرار والبناء، والتعمير، وروح التفاهم والتفاؤل والطمأنينة بين الناس، لا سيما أن المجتمع اليمني، كان شاهدا منذ انقلاب الحوثيين في السادس من سبتمبر (أيلول) الماضي، على ما يحصل من التهديد والانتقام الوحشي، وبالتالي تتطلب الرؤية إعادة اللحمة الوطنية».
وأكد وزير الخارجية اليمني المكلف، أن هناك 5 نقاط أساسية، اتفق عليها جميع الأطراف السياسية في اليمن، قبل بدء الحوار بالرياض، وتتضمن الشرعية اليمنية، من خلال وجود الرئيس، ونائب الرئيس، والحكومة اليمنية، وألا يكون هناك نقاش حولها، وانسحاب الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من المناطق التي يحتلونها، وكذلك تسليم السلاح الثقيل والخفيف للجيش اليمني الشرعي، وتخلي أي فصيل مسلح أو ميليشيا عن الانخراط في العملية السياسية.
وأضاف: «هذه الشروط ليست على الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع صالح، وإنما موجهة إلى أي جماعة أخرى في المستقبل، تفكر أن يكون العنف والسلاح والقوة، وسيلتها للهيمنة والسيطرة في اليمن».
ولفت الدكتور ياسين إلى أن روسيا تلقت اتصالات من خارج الحكومة اليمنية الشرعية، وذلك لإقحام موسكو وفتح حوار، مشابه للحوار السوري في روسيا، وعرض صورة غير حقيقية عما يجري في اليمن، من أجل أن يكون هناك نوع من التشكيك والبلبلة على الحوار الرئيسي للشرعية اليمنية بالرياض.
وذكر وزير الخارجية اليمني المكلف، أن الرئيس اليمني عبد ربه هادي، استقبل أول من أمس، أوليغ أوزيروف، السفير الروسي لدى السعودية، وشرح له الموقف الذي يحصل على الأراضي اليمنية، وحمله رسالة خطية إلى الرئيس فلاديمير بوتين.
وأضاف أن «السفير أوزيروف أبلغ الرئيس هادي أن عبد الملك الحوثي، زعيم المتمردين الحوثيين، شخصية دينية لا تُمس، فرد عليه الرئيس اليمني: إذا كان هذا مقياسكم، فيجب عليكم أن تعتبروا أن أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة في أفغانستان، شخصية دينية.. وأن تطرف السنة يتمثل في القاعدة وأعوانها، وتطرف الشيعة، يتمثل في زعيم الحوثيين».
وأكد وزير الخارجية اليمني المكلف، أن الموقف الروسي تفهم حقيقة الوضع الراهن في اليمن، وأن «تبني مجلس الأمن الدولي أمس، قرارا يدعو المتمردين الحوثيين في اليمن إلى الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها ويفرض عليهم عقوبات بينها حظر على الأسلحة، هو نصر سياسي، وسيتبعه أيضا نصر أكبر على الأرض، وما يحصل في بعض المدن على الأرض، من الميليشيات الحوثية، عمليات انسحاب واستسلام، سواء من داخل عدن أو في خارجها».
وكشف الدكتور ياسين، أن هناك عددا من المدنيين غادروا اليمن، خلال الفترة الماضية، معظمهم نواب وزراء في الحكومة اليمنية، وشخصيات نوعية، يفوق عددهم 25 شخصا، حيث تخلوا تماما عن الميليشيات الحوثية وموالاتهم للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وقاموا بالخروج من اليمن بالتنسيق مع دول قيادة تحالف «عاصفة الحزم»، بنقلهم عبر الطائرات الأجنبية التي تجلي رعاياها، وآخرين عبر القوارب. وقال: «كان هؤلاء نواب الوزراء والشخصيات النوعية في السابق، تحت ضغط الحوثيين والمتمردين على الجيش اليمني، حيث شعروا بأن الشرعية اليمنية في طريقها إلى النصر، وكذلك شعروا بأن ما يحصل في الميدان، من عمليات قصف من قبل طائرات دول التحالف، حقق نتائجه».
وذكر وزير الخارجية اليمني المكلف، أنه استقبل في جيبوتي، أول طائرتين محملتين بالأغذية والمواد الطبية، قادمتين من قطر، في طريقهما إلى مدينة عدن، «لإغاثة الشعب اليمني، حيث إن العمل الإنساني والإغاثي، ملازم للعمل العسكري، وبالتالي علينا محاربة المتمردين من جهة، وإغاثة المتضررين جراء العدوان المتمرد على الشرعية من جهة أخرى».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.