تطورت قصة «السفير» الإيراني لدى الحوثيين في صنعاء القيادي في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو، الذي دخل العاصمة اليمنية المحتلة من قبل الميليشيات بالتهريب، وغادرها وفقاً لمصادر خاصة أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أنه توجه إلى العاصمة العراقية بغداد بعد وساطة عمانية وعراقية. وأوضحت المصادر، التي فضّلت حجب هويتها، أن الحوثيين ادعوا إصابته بفيروس كورونا.
وأضافت: «لقد خشيت إيران والحوثيون معاً أن يهاجم الشعب اليمني إيرلو أو أن يؤذوه أو أن يتم التظاهر أمام منزله، وبالتالي يجدون أنفسهم في موقف صعب جداً، ولهذا وجدوا أن أفضل وسيلة التوسط بالقيادتين العراقية والعمانية لنقله بعذر أنه مريض بفيروس كورونا».
وقالت المصادر إن جماعة الحوثي المدعومة من إيران تواجه تحديات كبيرة مع الشعب في المناطق التي تسيطر عليها، بعد الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها الجماعة بشرياً ومادياً خلال الأسابيع الأخيرة.
وكشفت المصادر ذاتها عن مقتل خمسة من ضباط الحرس الثوري الإيراني وأربعة من أفراد حزب الله اللبناني في معارك مأرب، إلى جانب استنزاف الحركة الحوثية بشرياً ومادياً ومالياً بحيث أصبحوا في وضع ضعيف جداً.
ونجح الجيش اليمني، بإسناد التحالف، في استنزاف جماعة الحوثي طيلة الفترة الماضية، وفقاً للمصادر التي قالت إنه «يقوم الآن بإعداد حملة عسكرية للهجوم بدلاً من الدفاع، ستؤدي إلى كسر الحوثي وربما محاصرة صنعاء»، على حد تعبيرها.
وتابعت المصادر: «يواجه الحوثيون تحديات كبيرة جداً مع الشعب اليمني في مناطق سيطرتهم، حيث خسروا خسائر كبيرة جداً في الأرواح والمعدات نتيجة رفضهم السلام وكانوا قد وعدوا القيادات القبلية والسياسية والاجتماعية في مناطقهم بالسيطرة على مأرب في رمضان الفائت، وأنهم تلقوا دعماً كافياً من إيران حتى إنهم أرسلوا خبراء من الحرس الثوري وحزب الله».
ولفتت المصادر إلى أن «النتيجة كانت فادحة جداً، ولم يتمكن (الحوثيون) من السيطرة على مأرب رغم كل شيء، وقُتل خمسة من ضباط الحرس الثوري وأربعة من حزب الله في جبهة مأرب».
وأفصحت المصادر عن أن «الجيش اليمني المدعوم من التحالف بعد تمكنه من استنزاف الحوثيين بشرياً وفي المعدات والأسلحة والذخائر والأموال، وبعد أن أصبحوا في وضع ضعيف جداً بدأ (الجيش اليمني) الآن في إعداد حملة عسكرية للهجوم، بدلاً من الدفاع، ستؤدي إلى كسر الحوثي وربما محاصرة صنعاء».
ويتهم مسؤولون يمنيون إيرلو بأنه دخل اليمن عن طريق التهريب، بعدما أعلنت طهران في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، وصول سفيرها إلى صنعاء من دون أن توضح تاريخ وصوله الفعلي أو كيفية حصول ذلك، لأن مطار صنعاء مغلق أمام الرحلات باستثناء رحلات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية، مع فرض تحالف عسكري بقيادة السعودية السيطرة على الأجواء اليمنية.
وتداولت مواقع إخبارية يمنية معلومات متباينة حول خروج إيرلو، لكن أغلبها يستبعد المسألة الصحية، وهو ما يطابق ما أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال» التي تحدثت في تقرير لها، أول من أمس، عن مزاعم إصابته بالفيروس، وذكرت أنه شوهد في بعض الاجتماعات، ما يضعف الاحتمالية ويؤكد أنها ليست دقيقة.
إيرلو يغادر صنعاء تحت ذريعة «كورونا» بوساطة عُمانية وعراقية
مصادر لـ «الشرق الأوسط» : الجيش اليمني يستعد للهجوم ومحاصرة العاصمة اليمنية
إيرلو يغادر صنعاء تحت ذريعة «كورونا» بوساطة عُمانية وعراقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة