قالت منظمة الصحة العالمية أمس (السبت) إن 89 دولة رصدت إصابات بالمتحور أوميكرون من فيروس كورونا، مضيفة أن عدد الإصابات تضاعف خلال ما يتراوح بين يوم ونصف وثلاثة أيام في المناطق التي تشهد تفشيا محليا. وذكرت المنظمة في بيان أن أوميكرون ينتشر على نحو سريع في البلدان التي بها مستويات مرتفعة من التطعيم بين السكان، لكن لم يتضح إن كان السبب هو قدرة الفيروس على مقاومة اللقاح أم قدرته المتزايدة على الانتشار أم الأمران معا.
وصنفت المنظمة المتحور أوميكرون على أنه متحور مثير للقلق في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) فور اكتشافه لأول مرة، ولا يزال الكثير غير معلوم عنه بما في ذلك شدة الأعراض الناتجة عنه. وقالت «لا تزال البيانات محدودة بشأن خطورة أعراض أوميكرون. مطلوب مزيد من البيانات لفهم مدى شدته ومدى تأثر هذه الشدة بالتطعيم والمناعة الموجودة بالفعل».
ورغم ذلك، وبعد عامين على خط المواجهة ضد وباء كوفيد - 19، يواصل مايكل راين المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية إبداء تفاؤله. مؤكدا أن البشرية ستغير مسارها وتتخذ التدابير اللازمة للجم الفيروس. لكن راين يدرك أن الأزمة قد تسوء لأن المتحوّرة أوميكرون تبدو قادرة على رفع معدل الإصابات بكوفيد - 19 بشكل حاد وملء المستشفيات. كذلك، قد يواجه العالم متحوّرات جديدة أكثر خطورة قد تؤدي من خلال موجات متتالية إلى انهيار الأنظمة الصحية.
وقال مايكل راين في مقابلة حديثة مع وكالة الصحافة الفرنسية، «إنه مستقبل محتمل إذا لم نتعامل مع الفيروس بشكل صحيح». لكن أضاف «لا أرى أن هذا السيناريو الآن. أرى مستقبلا أفضل». ويقدّر عالم الأوبئة والجراح السابق البالغ 56 عاما، أنه إذا «أخدنا التدابير الصحية بجدية وازدادت تغطية اللقاحات» فسيكون ممكنا التغلب على الجائحة.
وفي حين أنه من غير المرجح أن يختفي فيروس سارس كوف-2، يعتقد راين أنه قد يصبح مجرد فيروس تنفسي مزمن آخر، مثل الإنفلونزا. لكن يبدو أن هذا المنظور المتفائل يتعارض مع طبيعة الوضع على الأرض. فقد أودى الوباء بحياة 5.3 مليون شخص في كل أنحاء العالم، إلا أن العدد الفعلي قد يكون أكثر بثلاث أو أربع مرات. لا تغير موجة الإصابات المرتفعة التي تتسبب بها المتحورة أوميكرون المعطيات بشكل جذري وفقا لمايكل راين الذي أوضح «كنا نواجه صعوبات قبل وقت طويل من أوميكرون». والأشخاص الذين يقولون عكس ذلك «يستخدمون المتحورة عذرا»، مشيرا إلى انعدام المساواة في اللقاحات وتسييس الجائحة والتضليل المنتشر والرفع المبكر للقيود الصحية التي ساهمت كلها في انتشار المتحوّرة دلتا.
لكنه اعتبر أن العالم يمكنه أن يغير المسار، لافتا إلى «المرونة المذهلة» للمجتمعات والخدمة المتفانية للعاملين الصحيين والتعاون العلمي غير المسبوق منذ بداية الجائحة التي تسببت بأسوأ أزمة صحية منذ مائة عام.
«الصحة العالمية»: «أوميكرون» يتضاعف بسرعة
مخاوف من متحوّرات جديدة أكثر خطورة
«الصحة العالمية»: «أوميكرون» يتضاعف بسرعة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة