لبنان: معارضو «الوطني الحر» يرون انتقاداته لـ«حزب الله» ذات أهداف انتخابية

TT

لبنان: معارضو «الوطني الحر» يرون انتقاداته لـ«حزب الله» ذات أهداف انتخابية

يبرز مجدداً الخلاف بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، وهذه المرة على خلفية مقاربة قضية المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، بعدما أدت ضغوط «الثنائي الشيعي» («أمل» و«حزب الله») إلى تعليق جلسات مجلس الوزراء.
ففي حين يقف «حزب الله» مع «حركة أمل» خلف الضغوط للإطاحة بالبيطار، وتعطيل جلسات مجلس الوزراء، يرفض «التيار» ومن خلفه رئيس الجمهورية ميشال عون، هذا الأمر، ووصل إلى حد دعوة عون لانعقاد جلسة الحكومة حتى لو قاطعها «حزب الله».
ومع أن هذا الاختلاف لم يتحول إلى خلاف علني أو مواجهة بين الحليفين. وفي ظل التزام «حزب الله» الصمت، فقد بدأ يظهر من خلال مواقف نواب «التيار» المنتقدة للحزب وسياسته، والهجوم على رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، واصفين إياه بـ«الوكيل»، وهو ما قاله صراحة النائب عن «التيار» جورج عطالله، واستدعى رداً وسجالاً مع نواب «أمل»، حيث وضع النائب علي بزي كلام عطالله ضمن «مفاعيل جهنم (العهد) التي أوصلت اللبنانيين إلى ما وصلوا إليه».
وتستمر الانتقادات من قبل «التيار» لـ«حزب الله» التي كان آخرها يوم أول من أمس على لسان النائب أسعد درغام، الذي قال إن «حزب الله» يخطئ ولا هم له سوى بيئته، متهماً «الثنائي الشيعي» باللامبالاة بأوجاع الناس. وقال في حديث إذاعي إن «الأخطر من الأفق المسدود، هو عدم المسؤولية التي يمارسها الثنائي الشيعي، واللامبالاة بأوجاع الناس، فمن غير المقبول ربط لقمة عيش المواطن بموقف من قاضٍ، أو ربط عمل السلطة الإجرائية بالقضائية».
وفي حين رأى درغام أن «البلد أهم من المواقع النيابية والتحالفات، خصوصاً أننا على أبواب سقوط البلد بالجوع والشلل الأمني والفوضى»، قال في عرض لمسار التحالف مع «حزب الله»: «في عملية بناء الدولة (حزب الله) كان يقف على الحياد، ولم يقف معنا، بل كان يحمي ساحته وبيئته، وهكذا وصلنا إلى خراب البلد وكأنه لا هم له سوى بيئته».
وأضاف: «حليفنا (حزب الله) يخطئ ونحن متحالفون معه في القضايا الاستراتيجية، لكن نختلف حول الملفات الداخلية، وانتقادنا هو من باب الحرص على استمرار العلاقة معه، لكن بالطريقة الراهنة لا يمكن ذلك».
وفي حين يعتبر الطرفان (حزب الله والتيار) أن الاختلاف طبيعي، وهو لا ينسحب على القضايا الاستراتيجية، يضع البعض وتحديداً خصومهما ما يحصل في خانة الاستفادة والمصالح المتبادلة، لا سيما من جهة «التيار» الذي يستخدم هذا الخلاف سياسياً وطائفياً، خصوصاً قبل الانتخابات النيابية.
ويشبه النائب في «حزب القوات اللبنانية» وهبي قاطيشا، ما يحصل اليوم بين «حزب الله» و«التيار» بـ«العرض السينمائي قبل الانتخابات النيابية»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «التيار الذي خسر شعبية كبيرة نتيجة تحالفه مع (حزب الله)، ويدرك تأثير هذا التحالف السلبي في الشارع المسيحي، يحاول قبل الانتخابات النيابية استرجاع خسارته عبر الإيحاء أنه على خلاف مع (حزب الله)». لكن حسب قاطيشا «فإن المسيحيين لمسوا تداعيات هذا التحالف ليس فقط في طائفتهم، بل في كل لبنان الذي وصل إلى ما هو عليه اليوم، وبالتالي فإن كل ما يقوم به (الوطني الحر) لن يؤثر على قناعتهم».
ويرى قاطيشا أن صمت «حزب الله» على «حملة» التيار ضده هو لعلمه بخلفية ما يقوم به حليفه وأهدافه التي يتفهمها مقابل استفادته المستمرة من الغطاء المسيحي الذي يؤمنه لسلاحه، وبالتالي النتيجة تبادل مصالح بين الطرفين.
من جهته يقول القيادي السابق والمستقيل من «التيار» أنطوان نصرالله، لـ«الشرق الأوسط»، «لم تكن يوماً العلاقة بين (التيار) و(حزب الله) قائمة على الصراحة، بل على المصالح، لا سيما من ناحية (الوطني الحر) الذي يتعامل مع (حزب الله)، كما يتعامل مع مختلف الأحزاب بحيث يريد منه ولا يعطيه، وهو كما يحصل مثلاً مع (حزب الطاشناق) وحصل مع (تيار المستقبل)». ويضيف «في علاقته مع (حزب الله) يستفيد (التيار) في السياسة والانتخابات النيابية مقابل شد العصب المسيحي في الوقت عينه عبر هذه المواقف التي تحمل صفة الانتقاد». وفي حين يعتبر نصر الله أن «حزب الله» لا يمكن ولا يستطيع أن يعطي للتيار كل ما يريده، يجزم أن موقف «حزب الله» من الخلاف بين حليفيه (بري والتيار) سيكون بالتأكيد إلى جانب بري لأسباب مرتبطة بالدرجة الأولى بالبيئة الشيعية، وبالدرجة الثانية بأن رئيس البرلمان يبقى المتنفس له أمام المجتمع الدولي.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.