«الخارجية» اللبنانية تقر خطة تقشف تشمل خفض رواتب الدبلوماسيين وإغلاق بعثات

نفقات زيارات الضيوف الأجانب يغطيها أصدقاؤهم

الرئيس نبيه بري مستقبلاً أمس وزير الخارجية عبد الله بو حبيب (الوطنية)
الرئيس نبيه بري مستقبلاً أمس وزير الخارجية عبد الله بو حبيب (الوطنية)
TT

«الخارجية» اللبنانية تقر خطة تقشف تشمل خفض رواتب الدبلوماسيين وإغلاق بعثات

الرئيس نبيه بري مستقبلاً أمس وزير الخارجية عبد الله بو حبيب (الوطنية)
الرئيس نبيه بري مستقبلاً أمس وزير الخارجية عبد الله بو حبيب (الوطنية)

استسلمت وزارة الخارجية اللبنانية لعملية «ترشيد نفقات» أجبرها عليها «مصرف لبنان» بعد أكثر من سنتين على اندلاع أسوأ أزمة مالية تضرب لبنان، وصلت تداعياتها إلى السلك الدبلوماسي متأخرة بعد أن امتنع المصرف المركزي عن تحويل الأموال إليه وفق السعر الرسمي الذي يقل بكثير عن سعر الصرف الفعلي.
وطرحت الخارجية خطة تقشف تقضي بخفض موازنة السلك الدبلوماسي وخفض تقديمات الدبلوماسيين، وخفض مستوى إنفاقهم على السكن والسفر والرواتب، وسعى وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى تسويق هذه الخطة لدى السياسيين أملاً بدعمهم وحصولها على موافقة المصرف المركزي الذي يعاني من شح في احتياطاته من العملات الأجنبية.
وزار بو حبيب أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، معلناً عن خطة لترشيد الإنفاق بالعملة الصعبة بعدما كانت ميزانيتها تقدر بنحو 115 مليون دولار أميركي.
وقال بو حبيب: «رغم النسبة الضئيلة لميزانية الوزارة من إجمالي الموازنة العامة المقدرة بنحو 115 مليون دولار أميركي (95 مليون دولار أميركي موازنة البعثات في الخارج و20 مليون دولار أميركي موزعة على المساهمات ونفقات سفر الوفود الرسمية من كافة إدارات الدولة ونفقات الوزارة التشغيلية)، باشرنا تطبيق خطة شاملة لترشيد الإنفاق في بعثاتنا وفي الإدارة المركزية ترتكز إلى أمرين، هما، زيادة الواردات من خلال رفع قيمة الرسوم القنصلية المستوفاة في البعثات اللبنانية في الخارج من 13 مليون دولار أميركي إلى نحو 20 مليون دولار أميركي أي بزيادة نحو 7 ملايين دولار ونسبة مقدرة بـ54 في المائة سنوياً وتخفيض النفقات. وأوضح أن الخطوة الثانية تتمثل بخفض بدلات إيجار المكاتب ودور السكن المستأجرة للبعثات في الخارج من نحو 13.6 مليون دولار أميركي إلى نحو 7.9 مليون دولار، أي نحو 5.7 مليون دولار أميركي ونسبة مقدرة بنحو 40 في المائة.
وأعلن بو حبيب أنه تقرر «خفض رواتب الدبلوماسيين في الخارج بنحو 2.6 مليون دولار وربطها بمؤشر الغلاء الصادر عن الأمم المتحدة بنسبة تخفيض مقدرة بنحو 9 في المائة وسطياً، علماً بأن تخفيض رواتب بعض الدبلوماسيين وصل إلى 25 في المائة»، مشيراً كذلك إلى توقف «صرف إجازات الدبلوماسيين في الخارج على نفقة الخزينة اللبنانية»، كما خفض «بدلات التمثيل لتنظيم حفلات ودعوات وأعياد وخلافه في الخارج من 1.8 مليون دولار إلى 100 ألف دولار في الحالات الطارئة وعند الضرورة القصوى».
وكشف عن بدء العمل «على مشروع إغلاق بعثات وقد حُددت في المرحلة الأولى 11 بعثة، وستتقدم الوزارة بمشروع مرسوم يُرفع إلى مجلس الوزراء، لإقفالها وينتظر بأن يكون مجموع الوفر خلال خمس سنوات 21.4 مليون دولار».
كما أعلن «العمل مع الجهات الرسمية المختصة على تخفيض مساهمات لبنان السنوية في المؤسسات الإقليمية والدولية البالغة حالياً 7.4 مليون دولار ونقل اعتمادات هذه المساهمات إلى الوزارات المعنية بهذه المنظمات لتحسين عملية التفاعل معها والاستفادة من إمكاناتها، ما يخفض موازنة الوزارة في مساهمات المؤسسات الإقليمية والدولية إلى 2.4 مليون دولار». ومن بين الإجراءات، بحسب بو حبيب «توقيف إصدار موافقات على سفر الوفود الرسمية من كافة إدارات الدولة إلى الخارج للمشاركة في ندوات واجتماعات ومؤتمرات قبل الحصول على الموافقة المسبقة لمجلس الوزراء بغية الحد من السفر إلى الخارج واقتصاره على ما هو ضروري جداً وملح»، كما «الإيعاز للدبلوماسيين لا سيما السفراء بتجنب السفر بداعي العمل في درجة رجال الأعمال على نفقة الخزينة واقتصار السفر على الدرجة السياحية».
في المقابل يتم تكريم «الضيوف وكبار الزوار الأجانب من وزراء ومسؤولين عند الحاجة والضرورة من خلال تغطية أصدقاء لهذه النفقات نظراً لوضع الخزينة الصعب»، بحسب وزير الخارجية.
وخلص الوزير إلى القول، إننا «باشرنا تطبيق خطة إعادة هيكلة موازنة البعثات لتحقيق وفر يقدر بأكثر من 18 مليون دولار ويشكل نحو 18 في المائة من موازنة البعثات اللبنانية في الخارج والمقدرة بنحو 95 مليون دولار، كما أننا ندرس أيضاً الجدوى الاقتصادية والسياسية الاغترابية لبعض السفارات والقنصليات تمهيداً لاتخاذ التدابير المناسبة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.