«داعش» يزج بمراهقين اثنين لتنفيذ عملية انتحارية في بغداد

TT

«داعش» يزج بمراهقين اثنين لتنفيذ عملية انتحارية في بغداد

علقت نقاط التفتيش عند منطقة الكاظمية شمال بغداد صور اثنين من المراهقين لغرض التعريف بهما بعدما أفادت مصادر أمنية بأن تنظيم داعش ينوي تنفيذ عملية انتحارية في هذه المنطقة التي تضم مرقدي اثنين من أئمة الشيعة.
وطبقاً للمصادر الأمنية فإن «مداخل منطقة الكاظمية وسيطراتها علقت صوراً ومعلومات تفيد بإرسال انتحاريين اثنين، من قبل تنظيم داعش الإرهابي، للقيام بعملية انتحارية ضمن مداخل المنطقة المذكورة». وأضاف المصدر، أن «الانتحاريين الاثنين تم إيصالهما إلى ساحة عدن قبل أيام، وأعمارهما تتراوح بين (16 - 17) سنة»، مبيناً أنه «تم «اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة وتدابير الحيطة والحذر تحسباً لأي طارئ». وتضم مدينة الكاظمية مرقد الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد.
ويأتي ذلك قبل أقل من أسبوعين على ما تبقى للولايات المتحدة الأميركية من وجود قتالي في العراق نتيجة الضغوط الكبيرة التي مارستها القوى الشيعية وفي المقدمة منها الفصائل المسلحة الموالية لإيران من أجل انسحاب الأميركيين. وتتذرع هذه القوى بالقرار غير الملزم للحكومة الذي أصدره البرلمان العراقي بأغلبية شيعية مع رفض السنة والكرد في السادس من يناير (كانون الثاني) 2020 بعد ثلاثة أيام من تنفيذ الولايات المتحدة عملية اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري وأبو مهدي المهندس قائد الحشد الشعبي العراقي. وعلى إثر ذلك بدأت الحكومة العراقية على عهد رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي أولى جولات الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة للوصول إلى صيغة لتنظيم العلاقة بين بغداد وواشنطن. وبينما سقطت حكومة عبد المهدي نتيجة مظاهرات أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019 فإن رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي عقد ثلاث جولات من الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة تم على إثرها توقيع اتفاق يقضي بمغادرة القوات القتالية الأميركية نهاية عام 2021 مع بقاء المدربين والمستشارين طبقاً للاتفاقية الإطارية الموقعة بين العراق وأميركا عام 2008.
وكان الأميركيون قد انسحبوا من العراق نهاية عام 2011 لكن الحكومة العراقية على عهد رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وعلى إثر احتلال تنظيم داعش مدينة الموصل ومساحات واسعة من العراق بما في ذلك تهديد العاصمة بغداد، طلبت عودة الأميركيين للمساعدة في قتال «داعش». وبالفعل فقد قادت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً مكوناً من أكثر من 60 دولة انتهى بهزيمة «داعش» أواخر عام 2017.
وعما إذا كان تنظيم داعش لا يزال يمثل خطراً، أكد المستشار السابق في وزارة الدفاع العراقي معن الجبوري لـ«الشرق الأوسط» أن «العراقيين تمكنوا عبر عمليات نوعية من كسر شوكة تنظيم داعش بعد أن كان قد احتل عام 2014 نحو ثلث مساحة العراق وما ترتب عليه من تهجير ونزوح وما إلى ذلك من تداعيات» مضيفاً أنه «كان ينبغي إدامة الزخم الهجومي على التنظيم الإرهابي واستثمار النصر الذي تحقق من أجل القضاء على (داعش) نهائياً بحيث لا تبقى له حواضن هنا وهناك يتمكن من خلالها من إعادة تنظيم خلاياه واستئناف هجماته». وأشار إلى أن «التحالف أسهم في القضاء على داعش إلى جانب القوات المسلحة العراقية وبالتالي فإن الانسحاب المقرر نهاية الشهر الحالي سوف يؤثر نسبياً على حجم التعاون بين العراق وبين الولايات المتحدة الأميركية من ناحية، كما يؤثر على تأخير عمليات القضاء على داعش وعلى زيادة الثمن والكلفة التي سيتحملها العراق وحده في القضاء على هذا التنظيم الإرهابي إذا ما افتقدنا الدعم الدولي».



فيروس «HMPV»... ما هو؟ وهل يتحوّل إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

فيروس «HMPV»... ما هو؟ وهل يتحوّل إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.