مسؤول كردي يعتبر أن دمشق تريد {حواراً على مقاييسها}

TT

مسؤول كردي يعتبر أن دمشق تريد {حواراً على مقاييسها}

قال مسؤول كردي سوري بارز إن دمشق تسعى إلى إعادة الواقع إلى ما قبل الأزمة عبر تمسكها بالخيار العسكري، و«فرض حوار حسب مقاييسها ومعاييرها دون اتخاذ خطوات عملية تلامس الواقع الحالي وتلبية متطلبات المجتمع السوري».
وقال بدران جيا كرد نائب رئيس المجلس التنفيذي لـ«الإدارة الذاتية» لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نجد أن الحوار حل لجميع الأطراف في سوريا، والكل يعلم أن البلد مقسم بين الأطراف المتداخلة وأصبح السوريون أنفسهم ضحية الأجندات الخارجية». وأضاف «دمشق تريد فرض واقع ما قبل الأزمة عبر العسكرة، وتسعى لفرض حوار حسب مقاييسها ومعاييرها دون اتخاذ واقع جديد يلبي متطلبات المجتمع السوري بعين الاعتبار».
وطالب القيادي الكردي «باستعادة كافة المناطق المحتلة وضرورة عودة سكانها المهجرين وتحرير مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية بريف حلب الشمالي، إلى جانب استعادة مدينتي رأس العين بالحسكة وتل أبيض بالرقة». وزاد: «هذه المطالب من أولويات أي حوار أو اتفاقات مستقبلية ولا يمكن عقد اتفاق دون تحقيق ذلك، فجميع مناطق شمال شرقي سوريا هي ملف متكامل لا يمكن الاتفاق على إحداها دون الأخرى»، لافتاً إلى أن استكمال الحوارات والتوصل لاتفاق شامل وتسوية سياسية ترضي جميع الأطراف: «سيمهدان لانسحاب كافة القوى الخارجية من سوريا وعلى رأسها تركيا وهو ما نتطلع إليه بالإدارة الذاتية».
وأشار جيا كرد إلى أن المفاوضات بين الإدارة الذاتية مع دمشق متوقفة ولم تشهد اختراقاً، وقال: «سلطة دمشق تفتقد سياسة طويلة الأمد لخدمة مستقبل سوريا، وهو ما أسهم في عدم تطوير الحلول والحوارات بشكل عام، وتنتهج نفس العقلية القديمة المبنية على العسكرة والتحكم بكل شيء».
إلى ذلك، عقدت لجنة البلديات والبيئة في «مقاطعة الحسكة» اجتماعها السنوي وكشفت عن موازنتها للعام الجاري التي بلغت نحو 350 مليار ليرة سورية، (تعادل مليون دولار أميركي) أنفقتها على مشاريعها المنجزة على أن تضاعف موازنة العام القادم 2022 لتصل كلفتها إلى 700 مليار ليرة (تعادل 2 مليون دولار)، لتنفيذ مشاريع أكبر وتقديم خدمات أوسع ستنفقها على 22 بلدية موزعة في نواحيها وبلداتها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.