«من أعاجيب الخلق»... اكتشاف أول دودة «ألفية الأرجل» في أستراليا

الدودة الشاحبة اللون تشبه الخيط من ذوات الألف رجل وطولها يصل إلى 95 ملليمتراً وعرضها حوالي 0.95 ملليمتر (رويترز)
الدودة الشاحبة اللون تشبه الخيط من ذوات الألف رجل وطولها يصل إلى 95 ملليمتراً وعرضها حوالي 0.95 ملليمتر (رويترز)
TT

«من أعاجيب الخلق»... اكتشاف أول دودة «ألفية الأرجل» في أستراليا

الدودة الشاحبة اللون تشبه الخيط من ذوات الألف رجل وطولها يصل إلى 95 ملليمتراً وعرضها حوالي 0.95 ملليمتر (رويترز)
الدودة الشاحبة اللون تشبه الخيط من ذوات الألف رجل وطولها يصل إلى 95 ملليمتراً وعرضها حوالي 0.95 ملليمتر (رويترز)

في حفرة عميقة بباطن الأرض في منطقة تعدين بأستراليا، اكتشف علماء دودة عمياء تملك أكبر عدد من الأرجل بين كل الحيوانات المعروفة، وبالتحديد 1306 أرجل، وفقاً لوكالة «رويترز».
الدودة الشاحبة اللون التي تشبه الخيط من ذوات الألف رجل، وطولها يصل إلى 95 ملليمتراً، وعرضها نحو 0.95 ملليمتر، ولها رأس مخروطي الشكل وفم على شكل منقار وقرون استشعار كبيرة، يعتقد العلماء أنها قد تكون واحدة من مصادر المدخلات الحسية لأنها من دون أعين.
وقال عالم الحشرات في جامعة فرجينيا للتقنية بول ماريك، الباحث الرئيسي في الدراسة التي نُشرت في مجلة «ساينتيفيك ريبورتس»: «في السابق لم يكن من المعروف وجود دودة ألفية تملك ألف رجل على الرغم من أن اسم الدودة الألفية يعني حرفيا ذوات الألف رجل».
وأُطلق على الدودة اسم «إيميليبيس بيرسيفوني»، ويعني «ألف قدم حقيقية»، أما بيرسيفوني فهو نسبة إلى ملكة العالم السفلي في الأساطير الإغريقية القديمة.
وعُثر على عدد منها على عمق 60 متراً تحت الأرض. وكانت للإناث أرجل أكثر من الذكور.
وحتى الآن، كان الحيوان المعروف بامتلاكه أكبر عدد من الأرجل هو دودة ألفية عثر عليها في كاليفورنيا وتملك 750 رجلا. وعادة ما يكون للدودة الألفية ما بين مائة ومائتي رجل.

* «من أعاجيب الخلق»
وقال الباحث المشارك في الدراسة برونو بوزاتو، عالم الأحياء في بينيلونجيا للاستشارات البيئية في بيرث بأستراليا «في رأيي، إنه حيوان مذهل... أعجوبة من أعاجيب الخلق».
وأضاف: «إنها أطول دودة عُثر عليها حتى الآن بين الديدان الألفية، وهي أول الحيوانات التي تستوطن الأرض. وتمكن هذا النوع على وجه الخصوص من التكيف مع العيش على عمق عشرات الأمتار في التربة... في بيئة قاحلة وقاسية».
وتعيش الفصيلة الجديدة في ظلام دامس في موئل يزخر بالحديد والصخور البركانية. ونظراً لعدم امتلاكها أعيناً، تستخدم حواس أخرى مثل اللمس والشم للتعرف على البيئة المحيطة بها. وهي تنتمي إلى فصيلة من الديدان آكلة الفطريات، لذلك يعتقد الباحثون أن هذا هو غذاؤها الرئيسي.
وعثر الباحثون على الدودة «إيميليبيس بيرسيفوني» في ولاية أستراليا الغربية في منطقة ينقب فيها عمال المناجم عن الذهب ومعادن أخرى منها الليثيوم والفاناديوم.
وظهرت الديدان الألفية لأول مرة منذ أكثر من 400 مليون سنة، وهي من مفصليات الأرجل البطيئة الحركة المرتبطة بالحشرات والقشريات.
ويُعرف منها حالياً 13 ألف نوع تعيش في جميع أنواع البيئات وتتغذى على النباتات والفطريات المتحللة. وتلعب دورا مهما في النظام البيئي من خلال تحطيم المادة التي تتغذى عليها وتحرير الأجزاء المكونة لها مثل الكربون والنيتروجين والسكريات البسيطة.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة ماريك: «يمكن بعد ذلك استخدام الأجيال القادمة لهذه العناصر الغذائية».


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الضوء الاصطناعي يهدد قدرة النحل على تلقيح المحاصيل (رويترز)

الضوء الاصطناعي يهدد نوم النحل

توصَّل الباحثون إلى أن الضوء الاصطناعي يمكن أن يعطل دورات النوم لدى نحل العسل، وهو ما يؤثر سلباً على دوره الحيوي بصفته مُلقحاً للنباتات والمحاصيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق الجمهور يُحفّز الشمبانزي على أداء أفضل في المهمّات الصعبة (جامعة كيوتو)

الشمبانزي يُحسِّن أداءه عندما يراقبه البشر!

كشفت دراسة يابانية أن أداء الشمبانزي في المهمّات الصعبة يتحسّن عندما يراقبه عدد من البشر، وهو ما يُعرف بـ«تأثير الجمهور».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».