زيادة حالات الوفاة بين الحوامل غير الملقحات خلال تفشي «دلتا»

امرأة حامل تتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا (أرشيفية-رويترز)
امرأة حامل تتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا (أرشيفية-رويترز)
TT

زيادة حالات الوفاة بين الحوامل غير الملقحات خلال تفشي «دلتا»

امرأة حامل تتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا (أرشيفية-رويترز)
امرأة حامل تتلقى جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا (أرشيفية-رويترز)

مع انتشار متحوّر «دلتا» من فيروس «كورونا» في جميع أنحاء الولايات المتحدة هذا الصيف، بدا أن الفيروس كان له أثر خاص على الحوامل غير الملقحات، مع زيادة الوفيات بشكل كبير في أشهر الصيف، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».
ارتفع عدد الحوامل اللواتي توفين بسبب «كوفيد - 19» بشكل حاد في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول)، حيث تم تسجيل أكثر من عشرين حالة وفاة في كل من هذين الشهرين، وفقاً للبيانات الصادرة هذا الأسبوع من قبل المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وتظهر البيانات أن أكثر من 40 في المائة من الوفيات البالغ عددها 248 بين الحوامل منذ بداية الجائحة حدثت منذ أغسطس.
كما زاد عدد الحوامل المصابات بـ«كورونا»، بشكل حاد، خلال أشهر الصيف، وفقاً لبيانات «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها»، حيث وصل إلى عدد الحالات التي لم يتم رؤيتها منذ ما قبل إتاحة اللقاح على نطاق واسع في وقت سابق من هذا العام.
والآن، وسط انتشار متغير «أوميكرون» في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مع ما يعتقد أنه درجة عالية من القابلية للانتقال، قالت مديرة «مراكز السيطرة على الأمراض» إنها «قلقة للغاية» بشأن أولئك الذين لم يتم تلقيحهم. وقالت الدكتورة روشيل والينسكي، لشبكة «إيه بي سي نيوز»: «عندما أسمع عن امرأة حامل في المجتمع لم يتم تطعيمها، فأنا شخصياً ألتقط الهاتف وأتحدث معها».
وعن عدد الحوامل اللواتي توفين على وجه التحديد في أغسطس، قالت والينسكي: «إنه أمر صادم»، بعد شهر واحد من تحول «دلتا» إلى السلالة السائدة في الولايات المتحدة.

* مخاطر تواجهها الحوامل

تم إدخال أكثر من 25 ألف امرأة حامل إلى المستشفى منذ بداية الوباء، وتم تأكيد أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ«كورونا» لدى الحوامل، وفقاً لـ«مراكز السيطرة على الأمراض».
يتم تضمين الحمل في القائمة للحالات الطبية الأساسية التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بأعراض شديدة من «كورونا».
يسبب الفيروس خطراً مضاعفاً لدخول وحدة العناية المركزة، و70 في المائة زيادة بخطر الوفاة للحوامل، ويزيد من خطر ولادة جنين ميت أو الولادة المبكرة، وفقاً لـ«مراكز السيطرة على الأمراض».
يُعتبَر «كوفيد - 19» خطيراً بشكل خاص على الحوامل، لأن أجهزتهن المناعية تكون أقل نشاطاً بالفعل لأنهن يدعمن الأجنة المتنامية. قالت الدكتورة لورا فريشيلا، اختصاصية في طب الأم والجنين في مستشفى ميرسي بسانت لويس، إنه للسبب نفسه، فإن قلوب وكلى الحوامل تعمل بجهد أكبر، حيث شهدت المستشفى وغيرها ارتفاعاً في عدد الحوامل المصابات بـالفيروس.
ويجب على الحوامل أيضاً الحفاظ على مستويات الأكسجين أعلى بشكل عام لدعم الأجنة، التي قد تكون مهمة شاقة يجب القيام بها عندما يدخل «كورونا» للجسم، وفقاً لفريشيلا.

* اللقاحات آمنة

على الرغم من عدم تجنيد الحوامل للتجارب السريرية الأولية للقاحات «كورونا»، فإن البيانات على مدى الأشهر الكثيرة الماضية، أظهرت أنها آمنة للحوامل.
في إرشاداتها الصحية التي تحث الحوامل على التطعيم، أشارت «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» على وجه التحديد إلى البيانات الجديدة التي تظهر أن اللقاحات لا تزيد من خطر الإجهاض. كما لا يعتقد أن للقاحات أي «تأثير كبير» على الخصوبة.
يستخدم لقاحا «فايزر» و«موديرنا» تقنية «إم آر إن إيه» التي لا تدخل نواة الخلايا ولا تغير الحمض النووي البشري. بدلاً من ذلك، ترسل دليل التعليمات الجينية الذي يحث الخلايا على تكوين بروتينات تشبه الفيروس، كطريقة للجسم لتعلم وتطوير الدفاعات ضد العدوى المستقبلية. وتعتبر أول لقاحات «إم آر إن إيه» آمنة نظرياً أثناء الحمل لأنها لا تحتوي على فيروس حي.
وقال خبراء الصحة إنه مع اللقاح أو من دونه، يجب على الحوامل الاستمرار في حالة التأهب القصوى عندما يتعلق الأمر بـ«كورونا»، من خلال اتباع بروتوكولات السلامة، بما في ذلك ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين.


مقالات ذات صلة

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك الحمل قد ينشط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات (رويترز)

الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي

اكتشفت مجموعة من الباحثين أن الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات، وذلك لزيادة الاستجابة المناعية التي تزيد من إنتاج كرات الدم الحمراء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مريضة بالسرطان (رويترز)

وسيلة لمنع الحمل قد تزيد خطر إصابة النساء بسرطان الثدي

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يستخدمن اللولب الرحمي الهرموني وسيلةً لمنع الحمل قد يكون لديهن خطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
صحتك توصي الإرشادات الدولية النساء الحوامل بالحد من كمية القهوة التي يقمن بتناولها (أ.ب)

هل يتسبب شرب النساء الحوامل للقهوة في إصابة أطفالهن بفرط الحركة؟

هل يتسبب شرب النساء الحوامل للقهوة -حقّاً- في إصابة الأطفال ببعض الاضطرابات العصبية، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك إصابة الأم بعدوى فيروسية خلال الحمل قد تؤدي إلى إصابة الطفل بالتوحد (أ.ب)

مرض الأم خلال الحمل قد يصيب الطفل بالتوحد

توصلت دراسة جديدة إلى أن إصابة الأم بعدوى فيروسية خلال الحمل قد تؤدي إلى إصابة الطفل بالتوحد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)
مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)
TT

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)
مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

أبدى المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان سعادته بردود الفعل التي لمسها لدى عرض فيلمه الجديد «ثقوب» في افتتاح مسابقة «آفاق عربية» ضمن فعاليات الدورة 45 من مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي»، مؤكداً أنه لم يتوقَّع اختياره للافتتاح.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه حاول خلال الأحداث التعبير عن فكرة «العنف المكبوت» التي تُرعبه، بكونها الأساس الذي يُنتج الإرهابيين، مشيراً إلى قناعته بأنّ الإرهاب ليس مجرّد خيار أو فعل، وإنما حالة داخلية متأصّلة تنبع من أعماق الفرد.

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة بعدما تغيَّرت أفكاره. لكن حياته على المستوى المادي لم تكن الأفضل في ظلّ معاناته الضيق، وعمله في ورشة إصلاح سيارات بجانب إشرافه على بعض أعمال المقاولات.

ورأى الضبعان أنّ المشاركة في المهرجانات السينمائية تمنح الفيلم فرصة أكبر للوصول إلى جمهور أوسع قد لا يشاهده حين يُطرح في دُور العرض المحلّية، بالإضافة إلى أنها تساعد العمل على تحقيق «سمعة أفضل»، مشيراً إلى أنّ تجاربه السابقة التي عُرضت في مهرجانات كانت إيجابية رغم اختلاف المهرجانات التي شارك فيها كل عمل.

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان يتطلّع لأفكار مختلفة (القاهرة السينمائي)

وعن أبطال الفيلم، أوضح أنّ «اختيار مشعل المطيري لدور البطل جاء مناسباً مع طبيعته بوصفه فناناً مثقّفاً، يتمتّع بوعي عميق حيال الفنّ ورسالته، وقد فرض نفسه على الدور منذ كتابته».

ووصف التعاون بينهما بـ«الممتع»، فالمطيري «يقدّم الدور كما يريد المخرج عندما يثق في رؤيته الفنّية؛ الأمر الذي سهَّل عليَّ كثيراً خلال التحضيرات، في ظلّ مناقشات مستفيضة بيننا حول الشخصية والتفاصيل قبل التصوير».

وأضاف: «الفيلم كان مليئاً بالصعوبات خلال التحضير والتصوير. لكن الأصعب ارتبط بميزانيته المُحدَّدة قبل 3 سنوات من بدء المشروع، أي قبل الجائحة. وبعد انتهائها واستئناف التصوير، واجهنا صعوبات أخرى مرتبطة بارتفاع الأسعار وتغيُّر تكلفة جوانب ضرورية لخروج الفيلم إلى النور».

وردّاً على انتقادات واجهت الفيلم لاستخدامه الرمزية في بعض المَشاهد، ثم إعادتها بالحوار بين الأبطال ضمن الأحداث، أكد المخرج السعودي أنّ «السينما تُوفّر أدوات عدّة لتقديم المضمون الذي يُريده المبدع، ولا يروقني شرح الفكرة»، مشيراً إلى أنّ المونتاج يمنحه، بوصفه مخرجاً، فرصة لإعادة اكتشاف الفيلم والثغرات والمَشاهد غير المفهومة.

فيلم «ثقوب» يتناول ظاهرة العنف المكبوت (القاهرة السينمائي)

وأوضح أنه بمجرّد شعوره بتكرار يتعلّق بالرسالة، سيتراجع على الفور، مؤكداً حرصه على الإخلاص للفكرة التي يقدّمها، وقناعته بأنه ينبغي تقديمها بصورة يعتقد أنها الأفضل.

وعن اختيار الأفكار، أكد بحثه عن أفلام تحتوي أفكاراً وعناصر غير مألوفة لتقديمها في تجاربه الجديدة. فهو لا يتعجَّل بخطوته السينمائية التالية بعد «ثقوب»، ويقول: «سأتابع عروض الفيلم في الفترة المقبلة والانطباعات حوله»، لافتاً إلى أنه سيرغب لاحقاً في الحصول على «فترة من التأمل»، والبحث عن مشروعات سينمائية تتناسب والتطوّرات، بجانب عمله على مشروعات لأعمال درامية.