العثور على «كميات كبيرة» من المياه في «أخدود المريخ العظيم»

«فاليس مارينيرس» أطول 10 مرات وأعمق بخمس مرات وأوسع 20 مرة من الأخدود العظيم (سي إن إن)
«فاليس مارينيرس» أطول 10 مرات وأعمق بخمس مرات وأوسع 20 مرة من الأخدود العظيم (سي إن إن)
TT

العثور على «كميات كبيرة» من المياه في «أخدود المريخ العظيم»

«فاليس مارينيرس» أطول 10 مرات وأعمق بخمس مرات وأوسع 20 مرة من الأخدود العظيم (سي إن إن)
«فاليس مارينيرس» أطول 10 مرات وأعمق بخمس مرات وأوسع 20 مرة من الأخدود العظيم (سي إن إن)

يمتلك المريخ نسخته الخاصة من الأخدود العظيم «غراند كانيون»، وقد وجد العلماء أن هذه الميزة الدرامية هي موطن «لكميات كبيرة من الماء» بعد اكتشاف قامت به مركبة مدارية تدور حول الكوكب الأحمر، وفقاً لوكالة الفضاء الأوروبية.
اكتشف مسبار «إكسومارس تريس غاز أوروبيتير»، الذي تم إطلاقه في عام 2016 كمهمة مشتركة بين وكالة الفضاء الأوروبية و«روسكوموس» المياه في «فاليس مارينيرس» على سطح المريخ. نظام الوادي هذا أطول 10 مرات، وأعمق بخمس مرات وأوسع 20 مرة من «غراند كانيون»، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
https://twitter.com/esa/status/1471076899153760257?s=20
ويقع الماء تحت سطح نظام الوادي، وقد تم اكتشافه بواسطة أداة «فرند» الخاصة بالمركبة المدارية، أو كاشف النيوترونات ذي الدقة العالية. هذه الأداة قادرة على رسم خريطة للهيدروجين على عمق متر (3.28 قدم) من تربة المريخ.
وتقع معظم المياه على سطح المريخ في المناطق القطبية للكوكب وتظل مجمدة بشكل ماء جليدي. ويقع «فاليس مارينيريس» جنوب خط استواء الكوكب مباشرة؛ حيث لا تكون درجات الحرارة عادة باردة بما يكفي لبقاء الجليد.
وتم جمع الملاحظات بواسطة المركبة المدارية في الفترة ما بين مايو (أيار) 2018 إلى فبراير (شباط) 2021. في السابق، بحثت المراكب الأخرى عن الماء تحت سطح المريخ مباشرة واكتشفت كميات صغيرة تحت غبار المريخ.
وقال مؤلف الدراسة إيغور ميتروفانوف، الباحث الرئيسي في تلسكوب «فرند»، في بيان: «باستخدام مسبار (تريس غاز أوروبيتير) يمكننا النظر إلى الأسفل بمقدار متر واحد تحت هذه الطبقة ومعرفة ما يحدث بالفعل تحت سطح المريخ - والأهم من ذلك، تحديد الواحات الغنية بالمياه التي لم يتم اكتشافها في السابق».
وتابع: «كشف (فرند) عن منطقة بها كمية كبيرة بشكل غير عادي من الهيدروجين في نظام وادي فاليس مارينيريس الضخم: بافتراض أن الهيدروجين الذي نراه مرتبط بجزيئات الماء، يبدو أن 40 في المائة من المواد القريبة من السطح في هذه المنطقة هي ماء». ويبدو أن مساحة هذه المنطقة بحجم هولندا.
وهناك درجات حرارة أعلى بالقرب من خط الاستواء على المريخ، لذلك يعتقد الباحثون أنه يجب أن يكون هناك مزيج خاص من الظروف التي تسمح للماء بالبقاء والتجدد.


مقالات ذات صلة

كيف يمكن أن يبدو شكل المنازل على القمر أو المريخ؟

يوميات الشرق صورة نشرتها شركة «آكا» للهيكل البيضاوي

كيف يمكن أن يبدو شكل المنازل على القمر أو المريخ؟

طوّر رواد فضاء هنود هيكلاً بيضاوياً قالوا إنه يمثّل إلى حد كبير ما قد يبدو عليه شكل المنازل على القمر أو المريخ.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق مركبة «زورونغ» الصينية هبطت على المريخ في مايو عام 2021 (أ.ف.ب)

بحر قديم على المريخ؟ مسبار صيني يكشف التفاصيل

عثرت مركبة «زورونغ» الصينية على أدلة على وجود خط ساحلي قديم على كوكب المريخ.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق أرسلت «وكالة الفضاء الأوروبية» إشارة راديوية إلى الأرض بواسطة مسبار «إكسومارس» لرصد «الغازات النزرة» التابع للوكالة... وتحتوي هذه الصورة على 5 أحماض أمينية (كين وكيلي تشافين)

أب وابنته ينجحان في فك تشفير رسالة غامضة من المريخ

أفاد تقرير إخباري بأنه في عام 2023 أُرسلت رسالة مشفرة إلى الأرض من المريخ. وبعد أكثر من عام، فُكَّ تشفير هذه الإشارة الفضائية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا استكشاف المريخ يُعدّ أمراً صعباً للغاية (رويترز)

روبوتات بأدمغة حشرات قد تشق طريقها قريباً إلى المريخ

قد تشق روبوتات مدرّبة على العمل بطريقة أدمغة الحشرات نفسها طريقها عبر الفضاء قريباً، حيث يخطّط مطوّروها لاختبارها على المريخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق دراسة جديدة تشير إلى أن طبقة سميكة بما يكفي من الجليد على المريخ قد تحمي أي شيء يعيش داخلها (رويترز)

كائنات قد تعيش في جليد المريخ... ما القصة؟

كشفت دراسة جديدة أنه قد يتم العثور على حياة ميكروبية غريبة داخل الجليد على سطح المريخ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

فك لغز الحركات البارعة للأخطبوط

تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)
تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)
TT

فك لغز الحركات البارعة للأخطبوط

تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)
تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة شيكاغو الأميركية أن الدوائر العصبية التي تتحكم في حركة أذرع الأخطبوطات مجزأة، مما يمنح هذه المخلوقات تحكماً دقيقاً واستثنائياً عبر جميع أذرعها الثماني، وعبر مئات الممصات الموجودة على طول هذه الأذرع، لاستكشاف بيئتها والإمساك بالأشياء والتقاط الفرائس.

ووفق نتائج الدراسة التي نُشرت، الأربعاء، في دورية «نيتشر كومينيكيشين»، تحتوي كل ذراع من أذرع الأخطبوط على نظام عصبي ضخم، مع وجود عدد أكبر من الخلايا العصبية مجتمعة عبر الأذرع الثماني، مقارنة بدماغ الحيوان.

وتتركز هذه الخلايا العصبية في الحبل العصبي المحوري الكبير (ANC)، والذي يتعرج ذهاباً وإياباً أثناء انتقاله من الدماغ إلى أسفل الذراع.

وتتحرك أذرع الأخطبوط ببراعة لا تصدق، فتنحني وتلتف وتتراجع بدرجات لا نهائية من الدقة والحرية تقريباً.

وقال كليفتون راجسديل، أستاذ علم الأعصاب في جامعة شيكاغو والمؤلف الرئيس للدراسة، في بيان صادر الأربعاء: «نعتقد أنها سمة تطورت على وجه التحديد في رأسيات الأرجل ذات الجسم الرخو مع الممصات للقيام بهذه الحركات الشبيهة بحركات الديدان».

ويمكن للأخطبوطات أن تتحرك وتغير شكل ممصاتها بشكل مستقل. كما أن الممصات مليئة بمستقبلات حسية تسمح للأخطبوط بتذوق وشم الأشياء التي يلمسها -مثل الجمع بين اليد واللسان والأنف.

درست كاسادي أولسون، وهي طالبة دراسات عليا في علم الأعصاب الحاسوبي والتي قادت الدراسة، بنية الحبل العصبي المحوري واتصالاته بالعضلات في أذرع الأخطبوط ذي البقعتين الكاليفورني (Octopus bimaculoides)، وهو نوع صغير موطنه المحيط الهادئ قبالة ساحل كاليفورنيا.

وكانت هي والباحثة المشاركة بالدراسة جريس شولتز، وهي طالبة دراسات عليا في علم الأحياء التنموي والتجديدي والخلايا الجذعية، تحاولان النظر إلى المقاطع العرضية الدائرية الرقيقة للأذرع تحت المجهر، لكن العينات استمرت في السقوط من الشرائح. لقد جربوا شرائح طولية من الذراعين وكان حظهم أفضل، مما أدى إلى اكتشاف غير متوقع.

تمتلك الأخطبوطات ثماني أذرع ومئات الممصات على طول هذه الأذرع (جامعة شيكاغو)

وباستخدام العلامات الخلوية وأدوات التصوير لتتبع البنية والاتصالات بين أجزاء الحبل العصبي المحوري الكبير، رأوا أن أجسام الخلايا العصبية كانت معبأة في أعمدة تشكل أجزاء، مثل الأنبوب المموج. يتم فصل هذه الأجزاء عن طريق فجوات تسمى الحواجز، حيث تخرج الأعصاب والأوعية الدموية إلى العضلات القريبة. وتتصل الأعصاب من أجزاء متعددة بمناطق مختلفة من العضلات، مما يشير إلى أن هذه الأجزاء تعمل معاً في وحدة واحدة متسقة للتحكم في الحركة.

قالت أولسون: «بالنظر إلى هذا من منظور دراسات النمذجة الحاسوبية، فإن أفضل طريقة لإعداد نظام تحكم لهذه الذراع الطويلة والمرنة للغاية هي تقسيمها إلى أجزاء أصغر».

وأوضحت: «ولكن يجب أن يكون هناك نوع من الاتصال بين الأجزاء، مما يساعد في تنعيم أداء تلك الحركات بهذا الشكل الفريد».

وتشير النتائج إلى أن «الجهاز العصبي ينشئ خريطة مكانية أو طبوغرافية لكل ممص». ويعتقد الباحثون أن هذه «الخريطة الماصة»، كما أطلقوا عليها، «تسهل هذه القدرة الحسية الحركية المعقدة».

ولمعرفة ما إذا كان هذا النوع من البنية شائعاً بين رأسيات الأرجل ذات الجسم الرخو الأخرى، درسوا أيضاً نوعاً آخر شائعاً في المحيط الأطلسي من أنواع الحبار الساحلي طويل الزعانف، والذي يحتوي على ثماني أذرع ذات عضلات وممصات مثل الأخطبوط.

وفي حين انفصلت الأخطبوطات والحبار عن بعضهما البعض منذ أكثر من 270 مليون سنة، وفق نتائج دراسات التطور، فإن التشابهات في كيفية تحكمهما في أجزاء من أطرافهما باستخدام الممصات -والاختلافات في الأجزاء التي لا تفعل ذلك- تُظهر كيف يمكن التطور دائماً من إيجاد أفضل الحلول.

وهو ما علق عليه راجسديل: «إن الكائنات الحية التي تمتلك هذه الزوائد الممتلئة بالممصات والتي تتحرك مثل الديدان تحتاج إلى نوع مناسب من الجهاز العصبي. وقد تطورت لرأسيات الأرجل بنية مقطعية تختلف تفاصيلها وفقاً لمتطلبات بيئاتها».