الكونغرس يعزز الشراكة الدفاعية مع اليونان

أقر مشروعاً للتدريب العسكري

جنديان أميركيان في ميناء الكسندروبولي شمالي اليونان في 3 ديسمبر (أ.ف.ب)
جنديان أميركيان في ميناء الكسندروبولي شمالي اليونان في 3 ديسمبر (أ.ف.ب)
TT

الكونغرس يعزز الشراكة الدفاعية مع اليونان

جنديان أميركيان في ميناء الكسندروبولي شمالي اليونان في 3 ديسمبر (أ.ف.ب)
جنديان أميركيان في ميناء الكسندروبولي شمالي اليونان في 3 ديسمبر (أ.ف.ب)

أقر الكونغرس الأميركي مشروع قانون يعزز الشراكة الدفاعية مع اليونان، وصوّت مجلس الشيوخ بأغلبية 89 صوتاً لتمرير المشروع الذي تم إدراجه ضمن قانون موازنة الدفاع للعام المقبل، بعنوان «الشراكة البرلمانية الدفاعية بين أميركا واليونان للعام 2021».
وقد رحّب رئيس لجنة العلاقات الخارجية السيناتور الديمقراطي بوب منانديز بإقرار المشروع الذي طرحه، فوصفه بالدليل القوي على «التزام الكونغرس بتعزيز العلاقات الدفاعية الثنائية مع اليونان». واعتبر أنه يعكس «تقدير الولايات المتحدة لدور اليونان الأساسي في الحفاظ على الأمن في المنطقة والازدهار الاقتصادي في منطقة البحر المتوسط».
وقال منانديز: «كداعم قوي للعلاقات الأميركية القوية مع اليونان وقبرص وإسرائيل، أنا فخور للغاية برؤية الكونغرس يتخذ خطوة ضرورية من هذا النوع لإعادة التأكيد على شراكة الـ 3+1 كدعامة للديمقراطية والاستقرار في منطقة البحر المتوسط وكحلف ثمين للولايات المتحدة».
ومباشرة بعد إقرار المشروع الذي سيصبح نافذ المفعول بمجرد توقيع الرئيس الأميركي جو بايدن عليه، غرّد رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس مرحباً بخطوة الكونغرس، فقال: «إنه يوم رائع لليونان والولايات المتحدة! نشكر السيناتور منانديز وأصدقاءنا في الكونغرس على اعتماد قانون الشراكة البرلمانية الدفاعية!»
ويتضمن المشروع المذكور دعماً لتحديث الجيش اليوناني عبر الدفع نحو استعمال برنامج التحفيز الأوروبي لمساعدة انتقال اليونان بعيداً عن المعدات العسكرية الروسية الصنع.
كما يخصص 1.8 مليون دولار سنوياً للتدريب العسكري الدولي للقوات اليونانية. ويدعو الإدارة الأميركية إلى تقديم قروض مباشرة لليونان كي يستحوذ على مواد وخدمات دفاعية وغيرها من الخدمات المخصصة لتطوير القوات العسكرية اليونانية، بحسب نص المشروع.
إضافة إلى ذلك، يشير المشروع في نصه إلى أن الرئيس الأميركي لديه صلاحية تسريع تسليم طائرات إف-35 التي طلبتها اليونان.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية اليوناني أن إقرار مشروع القانون يدل على أهمية اليونان الاستراتيجية «كدعامة للاستقرار في المنطقة» وعلى «التزام الولايات المتحدة بأمن اليونان وازدهارها في ظل الشراكة الاستراتيجية القوية بين البلدين».
وكانت الولايات المتحدة واليونان قد وقعتا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على اتفاق يوسع أطر التعاون الدفاعي الثنائي، الأمر الذي منح القوات الأميركية استخداما أوسع للقواعد العسكرية اليونانية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيها المنطقة توتراً كبيراً بين اليونان وتركيا، في حين أكد وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس بعد التوقيع على الاتفاق الثنائي أنه «ليس اتفاقا ضد أحد»، إلا انه لمّح في الوقت نفسه إلى أن الاتفاق الجديد سيسمح بوجود عسكري أميركي على بعد كيلومترات من تركيا.
إلى جانب تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة، كانت اليونان قد صادقت كذلك على صفقة دفاعية تاريخية مع فرنسا تتضمن بنداً للمساعدة المتبادلة في حال وقوع هجوم مسلح ضد أي منهما، الأمر الذي أثار غضب تركيا.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.