مستشفى سعودي يسجل سبقاً طبياً بعلاج مرض وراثي نادر

يُعدّ نقلة نوعية في هذا النوع من الأمراض

الطفلة «غيم» بعد تماثلها للشفاء (الشرق الأوسط)
الطفلة «غيم» بعد تماثلها للشفاء (الشرق الأوسط)
TT

مستشفى سعودي يسجل سبقاً طبياً بعلاج مرض وراثي نادر

الطفلة «غيم» بعد تماثلها للشفاء (الشرق الأوسط)
الطفلة «غيم» بعد تماثلها للشفاء (الشرق الأوسط)

تمكن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من تسجيل سبق علمي جديد، بعلاج طفلة تعاني من مرض وراثي نادر من أمراض اضطرابات التمثيل الغذائي، بزراعة للقلب؛ وبذلك تُعدّ الطفلة «غيم» أول حالة جرى تسجيلها تتلقى العلاج لهذا النوع النادر من الأمراض الوراثية.
يأتي هذا الإنجاز بالتعاون بين قسم الطب الوراثي ومركز القلب بقيادة استشارية الأمراض الوراثية الدكتورة رقية الطاسان وكبير استشاريي جراحة القلب الدكتور زهير الهليس.
وأوضحت استشارية الأمراض الوراثية الدكتورة رقية الطاسان أن «هذا المرض الوراثي نادر جداً، ويندرج تحت أمراض (اختلال الجليكوزيل الوراثية)، والذي يؤثر على أعضاء مهمة في الجسم منها عضلة القلب».
وأضافت الدكتورة أن الطفلة «غيم» جرى تحويلها لقسم الطب الوراثي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض في شهورها الأولى «للاشتباه في إصابتها بمرض وراثي استقلابي، وبعد الفحص السريري جرى تشخيصها بمرض آخر؛ الأمر الذي استدعى فحوصات دقيقة للتأكد من التشخيص، مما أضاف نوعاً من التحدي لمزامنة وباء (كورونا) لقبول الحالة، بالإضافة إلى محدودية الفحوصات المختصة خلال الوباء، ولكن بحمد الله جرى تأكيد التشخيص الطبي في وقت قياسي».
وتابعت الدكتورة الطاسان أنه «بعد التأكد من التشخيص الدقيق، وبدء العلاج الطبي، لوحظ تحسن ملموس في وظائف الأعضاء، عدا عضلة القلب، التي كانت تعاني من قصور حاد يستدعي الزراعة بشكل عاجل. وتلقت الطفلة (غيم) الزراعة في وقت قياسي جداً قبل بلوغها عامها الأول، وبذلك تُعدّ أول مريضة؛ من أصل 57 مريضاً مصاباً بهذا المرض النادر، تُجرَى لها عملية زراعة قلب بنجاح. وهي اليوم تُكمل عامها الأول بعد الزراعة، وتتمتع بصحة جيدة بفضل الله».
وأكدت الدكتورة الطاسان أن «هذا الإنجاز يُعدّ نقلة نوعية في علاج هذا النوع من الأمراض الوراثية النادرة، كما يعمل الفريق الطبي على إضافة هذا الخيار العلاجي للتوصيات العلاجية العالمية المعتمدة لأحد أمراض (اختلال الجليكوزيل الوراثية)».



رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.