صناعة الدواء تواجه تحديات في منطقة الخليج

شركات القطاع العالمية تنفق نحو 20 % من أرباحها على الأبحاث الطبية

صناعة الدواء تواجه تحديات في منطقة الخليج
TT

صناعة الدواء تواجه تحديات في منطقة الخليج

صناعة الدواء تواجه تحديات في منطقة الخليج

اتفق باحثون في صناعة الدواء على أن منطقة الخليج تعد من أكثر المناطق صعوبة في إجراء البحوث الطبية المعتمدة على دراسة الحالات بسبب مشاكل تتعلق بقصر المدة الزمنية التي يجرى فيها البحث، وقلة عدد المتطوعين لإجراء تلك البحوث.
وقال الدكتور محمد مشرف، المدير الطبي في شركة «بوهرنجر إنجلهايم» لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا خلال دراسة متخصصة «إن شركات صناعة الأدوية تنفق ما بين 15 و20 في المائة من أرباحها على تطوير الأبحاث المتعلقة بالأمراض الخطيرة والحديثة للمساهمة في كشف الأدوية المناسبة لها مما يعزز فرصة الصحة المستدامة للأفراد والمجتمعات وحمايتهم من الأمراض الخطيرة مثل متلازمة الشرق الأوسط».
وأضاف: «إن الأبحاث الطبية تعد هي المحرك الرئيسي للأدوية الجديدة المبتكرة التي تساعد في تحسين حياة المرضى وتلبية الاحتياجات العلاجية التي لم تجرِ تلبيتها حتى الآن، واعتمادا على سنوات خبرتنا الطويلة في البحث والتطوير على مستوى العالم في مجال علاج الأمراض التنفسية».
وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط تشهد حراكا كبيرا في مجال الأبحاث من حيث الندوات والمؤتمرات التي تناقش تطوير الأبحاث الطبية، مبينا أن المؤتمر الرابع في تركيا بحث الكثير من المستجدات، مطالبا الأطباء خلاله بمضاعفة الجهود في منطقة الشرق الأوسط وتجاوز بعض الإجراءات البيروقراطية التي قد تؤخر القيام بالبحوث التي تعاني من الأمراض التنفسية مثل متلازمة كورونا وغيرها من الفيروسات الجديدة التي تؤثر على الجهاز التنفسي.
من جهته، أوضح الدكتور مدحت عبد الخالق، استشاري في الأمراض الرئوية وطب العناية الحرجة، ورئيس وحدة ارتفاع ضغط الدم الرئوي في كلية الطب في جامعة القاهرة أن «الأبحاث الطبية تعمل على اكتشاف الكثير من الأدوية وتطبيقها على العينات للتأكد من فاعليتها وتحليل نتائجها».
وأشار المختصون إلى أن من أشد الأمراض التي تحتاج إلى بحوث ودراسة في منطقة الشرق الأوسط مرض الانسداد الرئوي المزمن وهو من الأمراض الرئوية الشائعة التي يحدث فيها ضيق تدريجي في المسالك التنفسية مما يؤدي إلى صعوبات في التنفس، حيث يصنف المرض على أنه رابع الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم، وتوقعوا زيادة في معدلات انتشاره ووفياته في العقود المقبلة ليصبح ثالث أسباب الوفاة في العالم بحلول عام 2030.
وتشير التقديرات إلى أن دولة الإمارات قدرت التكلفة المباشرة الإجمالية لعلاج 139.092 مريضا من مرضى الربو بنحو (29 مليون دولار أميركي) في أبوظبي، بالمقارنة بمبلغ 24 مليون دولار في دبي. أما التليف الرئوي مجهول السبب فهو مرض رئوي نادر ولكنه موهن للصحة ومميت بمعدلات وفاة مرتفعة وهو يصيب المرضى فوق سن الخمسين ويصيب الرجال أكثر من النساء.
وتتسم السيطرة على الأعراض في حالة مرض الربو بأنها ليست على المستوى المثالي بكثير في منطقة الخليج والشرق الأدنى في ظل ارتفاع معدلات زيارة المرضى لأقسام الطوارئ، حيث تصل نسبتها في الإمارات إلى 28 في المائة، وفي عمان 58 في المائة، وفي لبنان 21 في المائة، وفي الكويت 89 في المائة، وفي الأردن 63 في المائة.
ويعد الانسداد الرئوي المزمن والتليف الرئوي مجهول السبب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على أنه قد يعود إلى تلوث الهواء، والغازات السامة، والمواد الكيماوية، والتدخين (السجائر، النارجيلة، الشيشة) والعواصف الرملية.



«ستاندرد آند بورز»: المصارف الكويتية ستحافظ على احتياطات رأسمالية قوية في 2025

«ستاندرد آند بورز»: المصارف الكويتية ستحافظ على احتياطات رأسمالية قوية في 2025
TT

«ستاندرد آند بورز»: المصارف الكويتية ستحافظ على احتياطات رأسمالية قوية في 2025

«ستاندرد آند بورز»: المصارف الكويتية ستحافظ على احتياطات رأسمالية قوية في 2025

توقعت وكالة «ستاندرد آند بورز» أن تحافظ المصارف الكويتية على احتياطات رأس مال مستقرة وقوية وأنماط تمويل قوية في عام 2025.

وقالت الوكالة، في تقرير حول آفاق القطاع المصرفي الكويتي في عام 2025 وتحت عنوان «التعافي الاقتصادي لتعزيز الأداء»، إنها تعتقد أن النظام المصرفي الكويتي في وضع جيد للتعامل مع التصعيد المحتمل للضغوط الجيوسياسية.

وشرحت أن المصارف الكويتية تتمتع بمراكز رأسمالية قوية، حيث إنها تعمل باحتياطات رأسمالية قوية وتحتفظ عادة بنسبة 50 في المائة أو أكثر من صافي أرباحها، وهو ما يدعم رأسماليتها. وقالت: «لا تزال جودة رأس المال قوية، مع وجود حصة متواضعة من الأدوات الهجينة. اعتباراً من نهاية سبتمبر (أيلول) 2024، شكلت الأدوات الإضافية من الفئة الأولى 10.8 في المائة فقط من إجمالي رأس المال المعدل». أضافت: «يوفر انخفاض أسعار الفائدة للبنوك فرصة لتعزيز الإصدارات الهجينة وإصدار أدوات جديدة بتكلفة أقل عند حلول مواعيد استحقاق الأدوات الحالية».

وبالتوازي، فإن القطاع المصرفي الكويتي في وضع قوي من حيث صافي الأصول الخارجية، وفق «ستاندرد آند بورز». وقد تعززت صافي الأصول الخارجية إلى 30.6 في المائة من القروض المحلية على مستوى القطاع في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024؛ حيث ظلت فرص الإقراض المحلية محدودة، وهذا يجعل المصارف أقل عرضة لتدفقات رأس المال المحتملة إذا تصاعدت المخاطر الجيوسياسية.

وتوقعت أن ينتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي في الكويت إلى 3 في المائة هذا العام بعد انكماش متوقع بنسبة 2.3 في المائة عام 2024، وذلك مع تخفيف القيود المفروضة على إنتاج النفط من قبل «أوبك بلس» تدريجياً، وتحسن زخم تنفيذ المشاريع والإصلاح.

وقالت: «يمكن للإصلاحات المتسارعة التي أعقبت التغييرات السياسية في العام الماضي أن تعمل على تحسين وتيرة الإصلاح وآفاق النمو للاقتصاد، مما سيدعم بدوره نمو الإقراض للنظام المصرفي. كما سيتلقى الأخير دفعة من انخفاض أسعار الفائدة».

ورأت أن خسائر الائتمان في القطاع المصرفي تقترب من أدنى مستوياتها الدورية، متوقعة أن تلجأ المصارف إلى عمليات شطب للحد من الزيادة في نسبة القروض المتعثرة بمساعدة احتياطات قوية من المخصصات. وأضافت: «على الرغم من استمرار المخاطر الناجمة عن التعرض الكبير للعقارات والبيئة الجيوسياسية، فإننا نعتقد أن البنوك الكويتية ستكون مرنة نسبياً في حالة الضغوطات ذات الصلة».

وفي ظل تراجع أسعار الفائدة عالمياً، تتوقع «ستاندرد آند بورز» انخفاض ربحية المصارف الكويتية، إلا أنها لفتت إلى أن هذا «يمكن أن يتعزز جزئياً من خلال نمو الإقراض وعودة الودائع إلى الأدوات غير مدفوعة الأجر وانخفاض تكلفة المخاطر».