رئيس تحالف شبوة لـ («الشرق الأوسط»): 4 ضباط إيرانيين شاركوا في معركة بيحان

الزحف نحو تحرير صنعاء ينطلق من مأرب بغطاء جوي من التحالف

جانب من الدمار بعد قصف طيران التحالف لمراكز الحوثيين في مدينة إب أمس (رويترز)
جانب من الدمار بعد قصف طيران التحالف لمراكز الحوثيين في مدينة إب أمس (رويترز)
TT

رئيس تحالف شبوة لـ («الشرق الأوسط»): 4 ضباط إيرانيين شاركوا في معركة بيحان

جانب من الدمار بعد قصف طيران التحالف لمراكز الحوثيين في مدينة إب أمس (رويترز)
جانب من الدمار بعد قصف طيران التحالف لمراكز الحوثيين في مدينة إب أمس (رويترز)

كشف الشيخ عوض العولقي، رئيس تحالف قبائل شبوة، في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط»، عن مشاركة أربعة ضباط إيرانيين تابعين للحرس الثوري الإيراني وإدارتهم الهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون ضد القبائل في مديرية بيحان في شبوة، واصفا الحوثيين بأنهم لا يساوون شيئا إذا ما انقطع عنهم دعم إيران ودعم الموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وأضاف أن طهران ليست صادقة في دعواها بالحياد في الملف اليمني.
وأشار إلى أن طائرة إماراتية زودت أخيرا القبائل بأسلحة نوعية قادرة على مواجهة توغل المتمردين نحو مزيد من المناطق، مؤكدا أن الرئيس المخلوع منح مبالغ مالية تقدر بملايين الدولارات لبعض شيوخ القبائل بهدف شراء ولائهم. وأضاف أن تلك الدولارات اتضح أنها مزورة، لافتا في سياق متصل إلى تهيئة مقار لتكون أماكن اعتقال لأسرى «أنصار الله»، ومن يقاتل معهم.
وأعرب العولقي عن استغرابه من الحالة التي يجدون عليها جنود جماعة الحوثي أثناء المعارك، مشددا على أن البعض منهم يتعاطون المخدرات ويتعرضون للتخدير أثناء خوضهم النزالات المسلحة، مبينا أن جنود شبوة مستعدون لمرحلة حرب الشوارع التي ستسهم في دحر الانقلابيين، ووضعوا التكتيكات المناسبة لها، إضافة إلى أنهم قد اشتروا المزيد من الدبابات العسكرية ويخضعون المقاتلين لتدريبات خاصة يشرف عليها خبراء أنهوا خدماتهم في الجيش يعملون أيضا على تأسيس كتائب وفصائل يكون أداؤها نوعيا في المرحلة المقبلة.
وفي سياق ذي صلة، شددت مصادر يمنية على أن مقاتلي قبائل محافظة مأرب شمال شرقي صنعاء سيطروا أمس على مواقع خاضعة لميليشيات الحوثي في مديرية صرواح. وأكدت تلك المصادر أن لجانا شعبية من قبائل جهم بدأت تتمركز في جبل هيلان لصد زحف المتمردين.
بينما كشفت معلومات أن اللواءين العسكريين 111 و112 ساندا القبائل في الدفاع عن المحافظة بعد إعلانهما الولاء للشرعية. ورجحت أن يسهم بسط القبائل سيطرتها في مأرب في الزحف نحو العاصمة صنعاء التي تبعد 170 كيلومترا، وتحريرها من خلال المعارك البحرية المدعومة بغطاء جوي من قوات التحالف.



مصر: تعويض خسائر قناة السويس عبر تنويع خدماتها

عبور الحوض العائم «دورادو» الجمعة الماضي كأكبر وحدة عائمة تعبر قناة السويس في تاريخها (هيئة قناة السويس)
عبور الحوض العائم «دورادو» الجمعة الماضي كأكبر وحدة عائمة تعبر قناة السويس في تاريخها (هيئة قناة السويس)
TT

مصر: تعويض خسائر قناة السويس عبر تنويع خدماتها

عبور الحوض العائم «دورادو» الجمعة الماضي كأكبر وحدة عائمة تعبر قناة السويس في تاريخها (هيئة قناة السويس)
عبور الحوض العائم «دورادو» الجمعة الماضي كأكبر وحدة عائمة تعبر قناة السويس في تاريخها (هيئة قناة السويس)

تتّجه قناة السويس المصرية إلى «تنويع مصادر دخلها»، عبر التوسع في تقديم الخدمات الملاحية والبحرية للسفن المارّة بالمجرى الملاحي، في محاولة لتعويض خسائرها الناتجة عن تراجع حركة السفن التجارية، بسبب توتّرات البحر الأحمر.

وأعلن رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، الاثنين، عن «استراتيجية لتحويل القناة إلى منصة إقليمية لتقديم الخدمات اللوجيستية»، في خطوة وصفها خبراء بالمهمة لتعويض التراجع في إيرادات القناة.

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، غيَّرت بعض شركات الشحن العالمية مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية السفنَ المارّة بالممرّ الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة».

وسبق أن أشارت مصر إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في سبتمبر (أيلول) الماضي، إن «بلاده فقدت ما بين 50 إلى 60 في المائة من دخل قناة السويس، بما قيمته أكثر من 6 مليارات دولار خلال 8 أشهر».

وتحدّث رئيس هيئة قناة السويس عن خطة لتوسيع خدمات القناة الملاحية والبحرية، خلال اجتماع مع وزير المالية المصري أحمد كجوك، الاثنين، لمناقشة موارد القناة المالية.

وقال ربيع إن «القناة تسعى لتنويع مصادر دخلها، وعدم الاقتصار على رسوم عبور السفن فقط»، مشيراً إلى أن الخطة تتضمن «تحويل القناة لمنصة إقليمية لتقديم الخدمات اللوجيستية، وتعزيز التوجه الوطني لتوطين الصناعات البحرية، بتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص».

وأوضح ربيع أن «قناة السويس حقّقَت تقدماً في دعم شركاتها العاملة بمجال خدمات صيانة وإصلاح السفن، وتقديم الخدمات البحرية»، وأشار إلى شركات حديثة للهيئة، منها «شركة تنمية الموانئ، وأخرى مختصة بصناعة اليخوت البحرية».

الفريق أسامة ربيع يبحث مع وزير المالية المصري استراتيجية تنمية إيرادات القناة (هيئة قناة السويس)

وبحسب رئيس هيئة قناة السويس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تراجعت أعداد السفن المارّة من 25887 سفينة خلال العام المالي الماضي (2022 - 2023)، إلى 20148 سفينة خلال العام المالي الحالي (2023 - 2024).

وباعتقاد مستشار النقل البحري المصري أحمد الشامي، فإن تنويع خدمات قناة السويس الملاحية «سيجذب شركات الشحن العالمية للعبور من القناة مرة أخرى»، مشيراً إلى أن «القناة بدأت في تحديث خدماتها بالمشاركة مع شركات عالمية في هذا المجال، ما سيُسهم في زيادة الموارد».

وأشاد الشامي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، باستمرار إدارة القناة في مخطط التطوير، وتنفيذ أعمال الازدواج الكامل للمجرى الملاحي، مشيراً إلى أن ذلك «يعزّز قدراتها في استيعاب كبرى الناقلات العالمية».

وشهدت قناة السويس، الجمعة الماضي، مرور الحوض العائم «دورادو» القادم من سنغافورة إلى تركيا، كأكبر وحدة عائمة تعبر القناة في تاريخها، حسب إفادة من القناة.

ودعا مستشار النقل البحري المصري إلى توسيع قناة السويس لشراكاتها الملاحية مع دول الجوار، وقال: «يمكن التوسع في خدمات القناة، بالتعاون عبر وسائط متعدّدة تشمل دولاً أخرى في المنطقة العربية، وفي منطقة الشرق الأوسط، مثل قبرص واليونان»، مشيراً إلى أن «التكامل مع هذه الدول سيُسهم في زيادة موارد الملاحة بقناة السويس، وأيضاً الموانئ البحرية المصرية».

وفي سبتمبر الماضي، بحث رئيس هيئة قناة السويس مع رئيس الهيئة العامة للنقل السعودي، رميح بن محمد رميح، «تعزيز التعاون في مجال تقديم الخدمات اللوجيستية والسياحة البحرية»، مشيراً إلى أن «القناة اتخذت إجراءات للتعامل بمرونة مع تحديات الملاحة في البحر الأحمر، منها استحداث حزمة جديدة من الخدمات الملاحية لم تكن تُقدَّم من قبل، كخدمات القَطْر والإنقاذ وصيانة وإصلاح السفن، ومكافحة التلوث والانسكاب البترولي، وخدمات الإسعاف البحري، وغيرها».

وبمنظور الخبير الاقتصادي المصري، وليد جاب الله، فإن «قناة السويس تمر بمرحلة صمود، في ضوء تأثرها بالأوضاع الإقليمية»، وقال إن «إدارة القناة تبحث عن بدائل لمواردها غير رسوم عبور السفن، من أجل تجاوز تلك المرحلة، عن طريق تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في الخدمات التي تقدّمها».

وعدّ جاب الله، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «توسّع القناة في تنوّع مصادر دخلها، هدف قائم منذ فترة وتسعى لتحقيقه، من خلال مشروع المنطقة الاقتصادية، لاستثمار موانئ وأراضي المنطقة»، مشيراً إلى أن «نجاح تلك الإجراءات مرهون بزيادة أعداد السفن العابرة للقناة»، وتوقّع في نفس الوقت انفراجة في أزمة حركة الملاحة البحرية بالبحر الأحمر، العام المقبل، مع تولّي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مهامه رسمياً، وتنفيذ تعهّده بإنهاء التصعيد والصراعات العالمية، ومنها التوتر في البحر الأحمر.