مقتل 165 حوثياً بضربات «التحالف» وتدمير قدرات نوعية في صنعاء

TT

مقتل 165 حوثياً بضربات «التحالف» وتدمير قدرات نوعية في صنعاء

بالتزامن مع معارك ضارية يخوضها الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في جبهات مأرب واستمرار عمليات القوات المشتركة خارج حدود «اتفاق استوكهولم» في الساحل الغربي، كثف طيران تحالف دعم الشرعية من عملياته الإسنادية أمس (الأربعاء) بالتوازي مع ضربات حيدت قدرات نوعية للميليشيات الحوثية في صنعاء.
هذه التطورات جاءت في وقت ترفض فيه الميليشيات كل الدعوات الأممية والدولية والإقليمية لوقف القتال، مع القيام بحشد المزيد من المجندين وإطلاق الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة ضد الأعيان المدنية في اليمن وباتجاه الأراضي السعودية.
وأفاد تحالف دعم الشرعية في تغريدات بثتها «واس» بأنه نفذ 24 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب خلال 24 ساعة، مؤكدا أن الاستهدافات دمرت 15 آلية عسكرية، وكبدت الميليشيات خسائر بشرية تجاوزت 140 عنصراً إرهابياً.
وفي سياق العمليات الإسنادية للقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، أعلن التحالف تنفيذ خمس عمليات استهدفت أربع آليات عسكرية، ومخازن للذخيرة، كما كبدت الميليشيات خسائر بشرية تجاوزت 25 عنصرا إرهابيا.
إلى ذلك، أوضح تحالف دعم الشرعية في اليمن، في وقت مبكر من صباح (الأربعاء) أنه دمر أحد المواقع السرية للقدرات النوعية للميليشيات الحوثية بمديرية آزال بصنعاء. حيث أدت الضربات إلى تدمير كهفين جبليين تم إنشاؤهما لتخزين الصواريخ الباليستية، إضافة إلى تدمير أربعة مخازن سرية بالموقع مرتبطة بنشاط الطائرات المسيّرة.
وأكد التحالف أن تدمير القدرات وتحييد التهديد يتطلبان استمرار العملية لتحقيق أهدافها، وأن المحاولات العدائية لاستهداف المدنيين تتطلب عملية مستمرة لتحييد التهديد، مشيرا إلى أن عملياته «تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية».
وكان تحالف دعم الشرعية أعلن (الثلاثاء) أنه اعترض 4 مسيرات حوثية ودمرها في الأجواء اليمنية، وذلك بعد ساعات من اعتراض دفاعاته الجوية صاروخا باليستيا حاولت الميليشيات أن تستهدف به خميس مشيط جنوب السعودية كما أعلن تنفيذ 31 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب والجوف، وقال إن الاستهدافات دمرت 20 آلية عسكرية، وقضت على أكثر من 210 عناصر إرهابيين بينهم قياديون.
وفي سياق دعم القوات اليمنية بالساحل الغربي خارج مناطق نصوص اتفاق استوكهولم أعلن تحالف دعم الشرعية (الثلاثاء) تنفيذ عملية استهداف واحدة بالساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين، موضحا أن العملية استهدفت آلية عسكرية.
في سياق ميداني متصل أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيا الحوثي سقطوا مع تدمير آليات لهم بقصف مدفعي لقوات الجيش وغارات من طيران تحالف دعم الشرعية في مواقع متفرقة جنوب مأرب.
كما نقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصادر عسكرية قولها إن قوات الجيش استهدفت تجمعات وتحركات ميليشيا الحوثي بسلاح المدفعية في مواقع متفرقة بجبهة الكسارة غرب مأرب، وكبدت الميليشيات خسائر في العتاد والأرواح.
وفي حين تواصل القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي عملياتها، ذكر الإعلام العسكري أن عددا من عناصر الميليشيات الحوثية قتلوا (الأربعاء) وجرح آخرون مع تدمير آليات بضربات مركزة في مديريتي مقبنة والجراحي.
ونقل المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات الاستطلاع رصدت تحركات مكثفة للميليشيات الحوثية في مديرية مقبنة غرب تعز ومديرية الجراحي جنوب الحديدة، وسرعان ما تم التعامل معها بنجاح».
وأكد المصدر «تدمير ثلاث عربات في أطراف الجراحي وعربتين في أطراف مقبنة كع مصرع وجرح كل من على متنها، فيما ضاعفت مدفعية القوات المشتركة خسائر الميليشيات بقصف مركز حقق إصابات مباشرة في أوكار وتجمعات مسلحة في المناطق المشار إليها».
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية لا تزال تدفع بأنساق متعددة من مسلحيها باتجاه مأرب في أوسع تصعيد عسكري ضمن استماتتها للسيطرة على المحافظة النفطية، مع استخدامها الصواريخ والطائرات المسيرة، غير أنها اصطدمت بدفاعات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية وتكبدت آلاف القتلى والجرحى خلال الأشهر الأخيرة.
ولا تزال الميليشيات ترفض الدعوات الأممية والدولية والإقليمية لوقف شامل لإطلاق النار، في وقت يحاول فيه المبعوث الأممي الجديد تملس طريقه الخاصة لإنعاش فرص السلام المتعثرة.
وتتمسك الحكومة الشرعية بالمرجعيات الثلاث للوصول إلى حل شامل، بينما يسود الأوساط السياسية اليمنية حالة من عدم التفاؤل في ظل إصرار الميليشيات الحوثية على التصعيد العسكري.
وتقول الشرعية إن الطريق لاستعادة عملية السلام تبدأ «بالضغط على الميليشيات الحوثية لوقف عدوانها العسكري المستمر والقبول بوقف إطلاق نار شامل». وترى، أن تحقق هذا الأمر «سينعكس بإيجابية على مختلف الجوانب وخاصة تلك المرتبطة بتخفيف الآثار الاقتصادية والإنسانية الكارثية للحرب المدمرة التي تستمر الميليشيات الحوثية بإشعالها في مختلف المناطق والجبهات».


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.