الأكراد يسيطرون على 7 قرى في معقل «داعش» بالرقة ويصدون هجماته في الحسكة

مقتل العشرات من عناصر التنظيم خلال يومين

الأكراد يسيطرون على 7 قرى  في معقل «داعش» بالرقة  ويصدون هجماته في الحسكة
TT

الأكراد يسيطرون على 7 قرى في معقل «داعش» بالرقة ويصدون هجماته في الحسكة

الأكراد يسيطرون على 7 قرى  في معقل «داعش» بالرقة  ويصدون هجماته في الحسكة

نجح المقاتلون الأكراد في اليومين الماضيين بالسيطرة أكثر من 7 قرى كان تنظيم «داعش» يحتلها في محافظة الرقة الواقعة شمال البلاد والتي تُعتبر معقلا له، بعد سلسلة هجمات شنّتها وحدات حماية الشعب الكردي وفصائل في الجيش الحر بالتعاون والتنسيق مع طائرات التحالف العربي - الدولي.
وقال المسؤول الكردي إدريس نعسان لـ«الشرق الأوسط»، إن مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» بالتعاون مع «وحدات حماية المرأة» وقوات «البيشمركة» وفصائل في الجيش السوري الحر المعارض، نجحوا في تحرير 7 قرى كردية كان يحتلها «داعش» جنوب شرقي كوباني، وهي قرى ملحقة إداريا بمحافظة الرقة. ولفت إلى أن المعارك مستمرة لتحرير عشرات القرى الأخرى الممتدة على مسافة خمسة كيلومترات إلى الغرب من منطقة تل أبيض الحدودية مع تركيا، والتي يستخدمها «داعش» معبرا لنقل المقاتلين القادمين من تركيا. وأشار نعسان إلى أن «العنصر الأبرز الذي ساعد في تحرير كوباني كما القرى التابعة لها واليوم القرى الكردية في الرقة، هو التنسيق مع طائرات التحالف الإقليمي - الدولي»، لافتا إلى أنه «لولا هذه الطائرات لما نجح المقاتلون بمهماتهم، فشجاعتهم غير كافية للتصدي لتنظيم إرهابي يمتلك أعتى الأسلحة». وقال: «طائرات التحالف أعادت التوازن في القتال نظرا إلى أننا لا نمتلك السلاح الكافي للتصدي للإرهابيين».
وأوضح نعسان أن «التنسيق مع الطائرات دائم، وقد انعكس فعليا على مجريات المعارك»، مشيرا إلى أنه وبعد تحرير مدينة كوباني «أصيب التنظيم الإرهابي بنكسة كبيرة إلا أنه لم يتخل عن حلم إعادة السيطرة عليها، لذلك نراه يحشد دوما قواته في محيط المدينة، إلا أن قواتنا تقوم بصد كل الهجمات وتقف بالمرصاد لأي محاولات جديدة لاقتحام كوباني».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بكتائب مقاتلة تمكنت من السيطرة على (معمل لافارج) الفرنسي للإسمنت شمال غربي عين عيسى داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، عقب اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش ترافقت مع تفجير عنصر من التنظيم المتطرف نفسه في المنطقة».
وأضاف المرصد أن «الوحدات الكردية مدعمة بالكتائب المقاتلة سيطرت على 3 قرى قرب المعمل، ليرتفع إلى 7 عدد القرى التي سيطرت عليها خلال اليومين الفائتين داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة».
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن «الاشتباكات أسفرت عن مقتل 6 عناصر على الأقل من عناصر داعش، ليرتفع إلى أكثر من 30 عدد عناصر التنظيم الذين لقوا مصرعهم منذ يومين».
وأكد نواف خليل، المتحدث باسم حزب «الاتحاد الديمقراطي» لوكالة «الصحافة الفرنسية»، أن المقاتلين الأكراد «سيطروا على مصنع كبير للإسمنت في الرقة بعد أن كانوا يحاولون منذ فترة طويلة السيطرة على هذه المنطقة».
ونقلت وكالة «آرا نيوز» التي تهتم بأخبار الأكراد عن سرحد عباس المقاتل في وحدات حماية الشعب، قوله، إن «فصائل من بركان الفرات مع مقاتلي وحدات حماية الشعب، تمكنوا من محاصرة معمل لافارج من جميع الجهات، وأن السيطرة على كامل المعمل كانت مسألة وقت فحسب»، لافتا إلى أن «القوات المشتركة وصلت أكثر من مرة خلال الشهرين الماضيين إلى محيط معمل لافارج وخاضت اشتباكات عنيفة هناك، إلا أن وصول تعزيزات لمسلحي تنظيم داعش، وقيامهم بتفجير أنفاق الوقود الواقعة أسفل المعمل، لم يكن يسمح بالسيطرة عليه».
أما أوميد خشمان، وهو مقاتل آخر في الوحدات فتحدث عن تفاصيل عملية تحرير المعمل، موضحا أن «القوات المشتركة اقتحمت مدخل الشركة من الجهة الغربية والشمالية مع قصفها، ومن ثم استطاعوا السيطرة على أجزاء واسعة من الشركة»، مشيرًا إلى «وجود عناصر للتنظيم محاصرين بداخل أنفاق الشركة، وإلى الاستيلاء على أسلحة خفيفة وذخائر، بالإضافة إلى قتلهم 17 مسلحا من التنظيم لا تزال جثث بعضهم في الأراضي الزراعية وبعضها الآخر بيد القوات المشتركة». ولفت خشمان إلى أن القوات المشتركة تقوم حاليا بـ«تنظيف المعمل من الألغام، والقرى التي تم تحريرها».
وبالتزامن مع المعارك التي يخوضها الأكراد في محيط كوباني، لا تزال «قوات حماية الشعب» في مواجهات يومية مع «داعش» في محافظة الحسكة، بمحاولة لاسترجاع عدد من القرى الكردية التي يسيطر عليها ومنع تقدمه باتجاه قرى أخرى. وفي هذا السياق، قال أحد المقاتلين في الوحدات لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارك تتركز حاليا في الريف الغربي للحسكة وبالتحديد في رأس العين ومحيط تل تمر وتل حميس والمناطق المحيطة بالقامشلي. وأضاف: «نحن نتصدى لهجة شرسة من التنظيم ونقاوم عناصره المرتزقة لكننا بحاجة لتكاتف الجهود الدولية معنا لمنع تمدده أكثر».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.