إبراهيم ناجي في «زيارة حميمة تأخرت كثيراً»

الأكاديمية سامية محرز تكتب سيرة جدها شاعر الأطلال

إبراهيم ناجي في «زيارة حميمة تأخرت كثيراً»
TT

إبراهيم ناجي في «زيارة حميمة تأخرت كثيراً»

إبراهيم ناجي في «زيارة حميمة تأخرت كثيراً»

احتاجت الدكتورة سامية محرز أستاذة الأدب العربي مديرة مركز دراسات الترجمة بالجامعة الأميركية بالقاهرة، أكثر من نصف قرن لتزور جدها الشاعر إبراهيم ناجي (1898 - 1953) أحد رموز الرومانسية في الشعر المصري والعربي المعاصر، وتستدعيه وتتعرف عليه من جديد في كتابها «إبراهيم ناجي - زيارة حميمة تأخرت كثيراً»، الصادر حديثاً عن دار الشروق بالقاهرة.
تتردد أصداء سرديات العائلة في سيرة الشاعر: الميلاد والرحيل، الحضور والغياب، الشعر والحب، وتجليات الأثر المُقيم، عبر 274 صفحة يضمها الكتاب، وفيه تتأمل محرز حالة الرحلة التي قطعتها لبلوغ هذه الزيارة، ومكابدات لملمتها وكتابتها، وكأنها تشن «حملة تفتيش»، حسب تعبير الراحلة لطيفة الزيات، تقوم في ظلالها بالتفتيش والنبش في أوراقه الشخصية ومسودات أشعاره وذكريات كثيرة، تقول إنها «فاجأتها بحضورها بعد أن كنت إما نسيتها أو لم أفهم معناها. فآثرت أن أبحث عما قد يجمعنا - جدي وأنا - في هذه الزيارة الحميمة التي تأخرت كثيراً».
وفي إيقاع مونولوج مفعم بالشجن، تروي محرز: «مات إبراهيم ناجي قبل أن ألقاه، تأخرت في المجيء إلى العالم عامين. كنت لم أطأ الدنيا بعد عندما رحل في عامه السادس والخمسين فإذا بي اليوم أكبره سناً».
بهذه الروح تتنقل محرز بين سنوات العمر، تزور سنوات طفولتها التي لم تشهد فيها حضور الجد أبي أمها، بينما تنشأ على اعتياد ذلك الثناء المعهود عنه كإنسان وطبيب وشاعر بارز في أوساط الأدب العربي، تتأمل كيف يُجاور هذا الثناء فجيعة عائلتها بذلك الغياب المفاجئ للجد.
يتقاطع كل هذا مع ملامح دقيقة لحياة الجد الشاعر يرسمها الكتاب، تعززها باقة من الصور الفوتوغرافية والوثائق والمخطوطات النادرة والمراسلات بخط يد ناجي، كما يقدم معلومات جديدة مثيرة عنه، بخاصة ملهمته الأولى الغامضة التي آثر عدم ذكر اسمها في مخطوطاته، مكتفياً بالأحرف الأولى، والتي يشاع أنها وراء إلهامه بقصيدة «الأطلال».
ويعرض الكتاب أثر نجاح هذه القصيدة على أسرته بعد أن شدت بها كوكب الشرق أم كلثوم، ويوضح الفارق الكبير بين «الأطلال» المكتوبة والمغناة ودور الشاعر الكبير أحمد رامي في صناعة ذلك الفارق... وما هي القصيدة الأخرى التي دُمجت بعض أبياتها مع «الأطلال» ليصبح الناتج: أغنية أم كلثوم الشهيرة. ويكشف الكتاب مؤلفاته الأخرى في الطب وعلم النفس والأدب والترجمة، وكيف كانت حفيدة شاعر الأطلال لا تحمل وداً لجدها ولا فخراً بشهرته بسبب مناهج الحكومة لدراسة الأدب العربي في الستينات.

صالون برجوازي

يبدو «التأخر» أحد مفاتيح كتابة تلك السيرة التي تتقاطع فيها سيرة الجد إبراهيم ناجي والحفيدة سامية محرز، فولادتها جاءت بعد عامين من وفاة جدها، مروراً بفكرة تأملها لشعره الذي كان مقرراً عليها في المدرسة، وانتباهها مع العمر للأواصر التي تربطها به، بما في ذلك الأواصر الجينية التي جعلت ملامحها شديدة الاقتراب من ملامح الجد، وهي الملاحظة التي تبرزها محرز في مطلع الكتاب، على لسان الكاتب الراحل جمال الغيطاني، الذي لفت انتباهه صورة كبيرة لإبراهيم ناجي تتوسط صالون بيت الأسرة، يسأل سامية محرز عما جاء بإبراهيم ناجي لبيت عائلتها! وعندها فقط يعلم عن صلة قرابته به ويُعلق على الشبه الكبير بين ملامحهما، تقول محرز «غادر جمال منزلنا، فتوقفت أتأمل - وقد يكون للمرة الأولى - صورة جدي التي قد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المنزل وجدرانه: حاضرة غائبة في كل أوان.
لا تستوقفني أبداً في تنقلاتي داخل المنزل بل إنني لم أكن أحبها. فأمي كانت قد بالغت في تكبير حجم الصورة فاعتبرتها أنا مُقحمة على صالون أهلي البرجوازي، لذا، كنت أتجاهل وجودها».
تتوقف سامية أمام تلك الصورة الفوتوغرافية و«حجمها المبالغ فيه» لتنطلق منها لوصف ذاتي حول تدرج تلقيها لأشعار الجد إبراهيم ناجي، التي كانت تقف على النقيض من انطباعات الآخرين عنه، ذلك التلقي الشخصي المبكر لشعره الذي كان يسوده النفور، وانعكس على تلقيها السلبي للأدب العربي بشكل عام.

موقف من اللغة

تزور محرز في الكتاب، سنوات طفولتها، تعليمها الأجنبي، ومادة اللغة العربية التي كان مُقرراً فيها قصيدة لجدها إبراهيم ناجي بعنوان «العودة»، تعترف أنها كانت واحدة من بين أسباب نفورها من اللغة العربية لسنوات طويلة: «لم تكن قصيدة (العودة) وحدها هي المشكلة، بل كانت هناك مجموعة من الأسباب والظروف والملابسات شكلت علاقتي المتوترة بالأدب العربي بشكل عام، وباللغة العربية بشكل خاص. صحيح أننا كنا نتكلم بالعامية المصرية في المنزل طوال الوقت، إلا أنني قرأت أول ما قرأت وكتبت أول ما كتبت بالفرنسية ثم بالإنجليزية؛ كنت أتعجب من اختيار المحفوظات ومواد القراءة في منهج العربية على مدى المراحل الدراسية، وهي القراءات التي تعد المدخل الأول بل الأساسي إلى الأدب العربي والثقافة العربية. كنا نقرأ - أو بالأحرى نحفظ دون فهم. وفي المقابل في فصول الأدب الإنجليزي نقرأ ونحلل ونناقش قصصاً مبسطة وملخصة لتتواءم مع أعمارنا وخيالاتنا».
تضع محرز يدها على منطق ما وصفته بـ«النفور» من الأدب العربي في سنوات الطفولة، وصولاً لاختيارها الأدب الإنجليزي لدراسته في الجامعة الأميركية بالقاهرة، ليكون لقاؤها بالدكتورة فريال غزول، أستاذة ورئيسة قسم اللغة الإنجليزية والأدب المقارن بالجامعة، نقطة تحول كبيرة في مسار علاقتها بالأدب العربي، بعد أن دلتها على إميل حبيبي ومحمد عفيفي مطر ومحمود درويش وصنع الله إبراهيم وبدر شاكر السياب وجمال الغيطاني وغيرهم من الأسماء: «أسماء لم أكن قد سمعتُ عنها من قبل، فالأدب العربي في تجربتي المدرسية كان قد توقف عند (الكبار) ومنهم جدي بالطبع. الكبار الذين أسيئ تدريسهم واختيار أعمالهم في المراحل التعليمية المختلفة فحملتهم أنا مسؤولية غربتي عن لغتي وعن ثقافتي». وكان هذا الاقتراب أول عتبة على طريق حصولها على الماجستير في الأدب المقارن بإشراف فريال غزول، وصولاً لرحلتها مع الدكتوراه مع أساتذة الأدب العربي في جامعة لوس أنجليس كلود أودبير، وكانت رسالتها عن أدب جمال الغيطاني عام 1984، لتكون الرواية الحديثة بوابتها للأدب العربي، لتجاور جدها في حقل آخر في الأدب العربي.

أوراق ومسودات

يحمل الكتاب على غلافه الخلفي كلمة للروائي المصري صنع الله إبراهيم حول الكتاب، يلفت فيها إلى مفارقة دراسة الحفيدة سامية محرز «على مضض» لأشعار جدها في المدرسة، الذي لم تعره اهتماماً طيلة حياتها إلى أن ورثت من خالتها أوراقاً لناجي تضم خطابات ومذكرات شخصية تلفت انتباهها لتلك الزيارة.
وعلى محطات في حياة ناجي يمر الكتاب، ما بين تفنيد لعلاقته بأسرته، واللغط المثار حول علاقاته العاطفية، وحلمه الكبير بالكتابة لكوكب الشرق أم كلثوم، والمفارقة القدرية بأن تُغني له «الأطلال» بعد رحيله بأكثر من عشر سنوات؛ تلك القصيدة التي ستصبح أشهر ما تغني أم كلثوم على مسارح الشرق والغرب على السواء.
تلتقط محرز المفارقة في الكتاب «سيكتسب جدي فجأة اسم شهرة جديداً يختزل إسهاماته أثناء حياته القصيرة، إذ سيصبح (شاعر الأطلال)، وستتهافت الجرائد والمجلات على أمي وخالتي ضوْحية (التي كانت تكتب الشعر بالفرنسية)، وستبدأ معركتهما على صفحاتها مع (الملهمات) الجديدات اللاتي ملأن الجرائد بدورهن لاقتناص الأضواء وادعاء أن تلك القصيدة كتبت من أجلهن».
تُضمن محرز الكتاب وثائق بخط ناجي، من بينها مسودات قصيدة الأطلال، علاوة على ترجمات أدبية ومشاريع كتب غير مكتملة، كما يكشف الكتاب عن الأزمات المالية التي تعرض لها الجد وظلت ترافقه حتى موته. يقول الأديب صنع الله إبراهيم في كلمته المرفقة بالكتاب، إن تلك المسودات تلقي الضوء على جوانب مطموسة ومجهولة من حياة إبراهيم ناجي، منها «معاناته المادية وصراعاته مع البيروقراطية وعلاقاته العاطفية التي طالما حرصت عائلته على إبقائها طي الكتمان. وكانت النتيجة تلك الزيارة الحميمة بين الحفيدة الناقدة وجدها الطبيب الشاعر تنبئ في طياتها عن تشكل علاقة جديدة بينهما».
ولد ناجي في حي شبرا بالقاهرة، وكان ترتيبه الثاني بين 7 أشقاء، أتم تعليمه الثانوي بمدرسة التوفيقية الثانوية، والتحق بمدرسة الطب، ليتخرج عام 1922، وعمل عقب تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات، ثم وزارتي الصحة والأوقاف.
عشق ناجي الشعر منذ صغره، وقام بترجمة أشعار الشاعرين الفرنسيين لموسييه وتوماس، ونشرها بمجلة «السياسة» الأسبوعية. وانضم إلى جماعة «أبولو» التي ضمت نخبة من أشهر الشعراء في ذلك الزمان، خصوصاً أصحاب الاتجاه الرومانسي، منهم أبو القاسم الشابي وعلي محمود طه وأحمد زكي أبو شادي مؤسس المدرسة. وأصدر ناجي العديد من الأعمال الأدبية والدواوين الشعرية، منها «وراء الغمام»، و«ليالي القاهرة»، و«في معبد الليل»، و«الطائر الجريح».
ويعد كتاب «إبراهيم ناجي - زيارة حميمة تأخرت كثيراً» هو الكتاب الأول الذي يصدر باللغة العربية للدكتورة سامية محرز، وصدر لها من قبل العديد من المقالات في مجال الترجمة والنقد الثقافي، علاوة على كتب باللغة الإنجليزية منها: «أطلس القاهرة الأدبي»، «الكاتب المصري بين التاريخ والرواية: دراسات في أدب نجيب محفوظ، صنع الله إبراهيم وجمال الغيطاني».



الفن بوصفه وسيلة للتعريف بقضايا المناخ

الفن بوصفه وسيلة للتعريف بقضايا المناخ
TT

الفن بوصفه وسيلة للتعريف بقضايا المناخ

الفن بوصفه وسيلة للتعريف بقضايا المناخ

يعد التغير المناخي من المواضيع المُقلقة والمهمة عالمياً، وهو من الملفات الرئيسية التي توليها الدول أهمية كبرى، حيث تظهر حاجة عالمية وشاملة واتفاق شبه كُلِّي من دول العالم على أهمية الالتزام بقضايا التغير المناخي والاستدامة لحماية كوكبنا للأجيال القادمة.

هذه القضية المهمة عبَّر عنها بعض الفنانين الذين استخدموا الفن لرفع الوعي بالقضايا البيئية. حيث كان الفن إحدى وسائل نشطاء البيئة للتعريف والتأثير في قضايا المناخ والاحتباس الحراري، لاعتقادهم أن الحقائق العلمية وحدها قد تكون غير كافية، ولأهمية التأثير في العاطفة، وهو ما يمكن للفن عمله.

ومن فناني البيئة العالميين الفنان الدنماركي أولافور إيلياسون، الذي عيَّنه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سفيراً للنوايا الحسنة للطاقة المتجددة والعمل المناخي عام 2019م، حيث تركز أعماله المعاصرة والتفاعلية على التعبير عن ظواهر الاحتباس الحراري، وكان أحد أشهر أعماله «مشروع الطقس» الذي عُرض في متحف «تيت مودرن» في لندن، وجذب أعداداً هائلة من الجماهير، إذ هدف هذا العمل التفاعلي إلى الإيحاء للمشاهدين باقترابهم من الشمس، ولتعزيز الرسالة البيئية لهذا العمل ضمِّن كتالوج المعرض مقالات وتقارير عن أحداث الطقس المتغيرة.

المناخ والبيئة

إن التعبير عن قضايا المناخ والبيئة نجده كذلك في الفن التشكيلي السعودي، وهو ليس بمستغرب، حيث يعد هذا الاهتمام البيئي انعكاساً لحرص واهتمام حكومة المملكة بهذه القضية، والتزامها الراسخ في مواجهة مشكلة التغير المناخي، حيث صادقت المملكة على اتفاقية باريس لتغير المناخ في عام 2016، وهو أول اتفاق عالمي بشأن المناخ. كما أطلقت المملكة مبادرتَي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، لتسريع العمل المناخي وحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة. وهو ما يجعل الفرصة مواتية للفنانين السعوديين للمشاركة بشكل أكبر في التعبير عن القضايا البيئية، مما يسهم في عكس جهود المملكة تجاه هذه القضايا ومشاركة الجمهور في الحوار حولها.

فعلى سبيل المثال، عبَّرت الفنانة التشكيلية منال الضويان عن البيئة في عمل شهير أنتجته عام 2020م، في معرض DESERT-X في مدينة العلا، بعنوان «يا تُرى هل تراني؟»، حيث كان العمل عبارة عن منصات تفاعلية للقفز في صحراء العلا، في إيحاء غير مباشر بالواحات الصحراوية والبِرَك المائية التي تتكون في الصحراء بعد موسم الأمطار، لكنها اختفت نتيجة للتغير المناخي والري غير المسؤول، وتأثيره البيئي في الطبيعة من خلال شح المياه واختفاء الواحات في المملكة.

الفن البيئي

كما نجد الفن البيئي بشكل واضح في أعمال الفنانة التشكيلية زهرة الغامدي التي ركزت في تعبيرها الفني على المواضيع البيئية من خلال خامات الأرض المستمدة من البيئة المحلية؛ مثل الرمال والأحجار والجلود والنباتات المأخوذة من البيئة الصحراوية كالشوك والطلح، وكيفية تحولها نتيجة العوامل المؤثرة فيها كالجفاف والتصحر والتلوث البيئي، كما في عملها «كوكب يختنق؟» الذي استخدمت فيه أغصان الأشجار المتيبسة وبقايا خامات بلاستيكية، لمواجهة المتلقي والمشاهد بما يمكن أن تُحدثه ممارسات الإنسان من تأثير بيئي سلبي، وللتذكير بالمسؤولية المشتركة لحماية كوكب الأرض للأجيال القادمة.

إن الفن البيئي لدى زهرة الغامدي يتمثل في نقل المكونات الطبيعية للأرض والبيئة المحلية وإعادة تشكيلها في قاعة العرض بأسلوب شاعري يستدعي المتلقي للانغماس في العمل الفني والطبيعة والشعور بها والتفاعل معها لتعزيز الارتباط بالأرض، فمن خلال إعادة تشكيل هذه الخامات البيئية يتأكد التجذر بالأرض والوطن والارتباط به.

وقد نجد التعبير عن المواضيع البيئية أكثر لدى التشكيليات السعوديات من زملائهن من الرجال، وقد يكون ذلك طبيعياً نتيجة حساسية المرأة واهتمامها بمثل هذه القضايا. وهو ما يثبته بعض الدراسات العلمية؛ إذ حسب دراسة من برنامج «ييل» للتواصل بشأن التغير المناخي، بعنوان «اختلافات الجنسين في فهم التغير المناخي» تظهر المرأة أكثر ميلاً إلى الاهتمام بالبيئة، كما أن للنساء آراء ومعتقدات أقوى مؤيدة للمناخ وتصورات أعلى للمخاطر الناتجة عن التغيرات المناخية، وقد فسر الباحثون هذه الاختلافات بأنها نتيجة اختلافات التنشئة الاجتماعية بين الجنسين، والقيم الناتجة عن ذلك كالإيثار والرحمة وإدراك المخاطر.

ومع أن الفن استُخدم كثيراً للتوعية بالقضايا البيئية، إلا أن بعض نشطاء البيئة حول العالم استخدموه بطريقة مختلفة للفت النظر حول مطالبهم، مثل أعمال الشغب والتخريب لأهم الأعمال الفنية في المتاحف العالمية، وقد استهدف بعض هؤلاء الناشطين أشهر الأعمال الفنية التي تعد أيقونات عالمية كلوحة «دوار الشمس» لفان غوخ، ولوحتي «الموناليزا» و«العشاء الأخير» لدافنشي. تخريب هذه الأعمال ليس لأنها مناهضة للبيئة بقدر ما هي محاولة لفت النظر نحو قضاياهم، لكن لتحقيق التغيير المطلوب، أيهما أجدى، التعبير الإيجابي من خلال الفن، أم السلبي من خلال تخريبه؟

إن الفن التشكيلي ليس مجرد وسيلة للتعبير، بل له دور حاسم ومؤثر في تشكيل الوعي بالقضايا البيئية، فهو يدعو لإعادة التفكير في علاقتنا بها، والعمل معاً لمستقبل أكثر استدامة. إضافةً إلى دوره بصفته موروثاً ثقافياً للأجيال المقبلة، إذ يسجل تجربتنا في مواجهة هذا التحدي العالمي.

* كاتبة وناقدة سعودية