مصر تكشف الاتهامات في قضية «التخابر مع تركيا»

محاكمة 81 شخصاً من بينهم مرشد «الإخوان» و8 أتراك

مسؤولون مصريون وأتراك في اجتماع القاهرة في مايو الماضي (الخارجية المصرية)
مسؤولون مصريون وأتراك في اجتماع القاهرة في مايو الماضي (الخارجية المصرية)
TT

مصر تكشف الاتهامات في قضية «التخابر مع تركيا»

مسؤولون مصريون وأتراك في اجتماع القاهرة في مايو الماضي (الخارجية المصرية)
مسؤولون مصريون وأتراك في اجتماع القاهرة في مايو الماضي (الخارجية المصرية)

بعد نحو 4 سنوات من كشف تفاصيلها، أعلنت السلطات القضائية المصرية، أمس، عن تفاصيل إحالة 81 متهماً، من بينهم، محمد بديع، المرشد العام لـ«تنظيم الإخوان» (تصنفه السلطات إرهابياً) و8 مواطنين أتراك، في القضية المعروفة باسم «التخابر مع تركيا» والتي كشف عنها للمرة الأولى عام 2017، إلى محكمة الجنايات.
وخاضت مصر وتركيا خلال الشهور السبعة الماضية، جولتين من «المباحثات الاستكشافية» أقيمتا في القاهرة وأنقرة على الترتيب، بشأن تطبيع العلاقات بينهما، وتبادل وزيرا خارجية البلدين اتصالات هاتفية، لكنها لم تفض إلى تغيير معلن ملموس، باستثناء توقف بعض مقدمي البرامج الداعمين لتنظيم «الإخوان» عن العمل عبر القنوات التي تستضيفها تركيا، وهو ما اعتبرته مصر في حينها «مقدراً».
وضمت قائمة المتهمين عدداً من قيادات الإخوان، منهم؛ النائب الأول للمرشد خيرت الشاطر، والقياديان عبد الرحمن البر، ومحمود عزت. ووجهت نيابة أمن الدولة للمتهمين ارتكاب جرائم عدة منها «التخابر مع تركيا بقصد الإضرار بمركز البلاد السياسي والاقتصادي ومصالحها القومية».
ونقلت مواقع إخبارية مصرية، أمس، عن التحقيقات، أنها تضمنت اتهامات لكل من القياديين، محمود عزت ومحمود حسين، «بالعمل مع 3 عبر جمعيات ووكالات إخبارية، بهدف إنشاء كيانات إعلامية تتخذ واجهات تستر للتواصل بين أعضاء الإخوان في الداخل والخارج وعناصر معادية للبلاد. وتستخدم في الترويج لأغراض الجماعة ونشر الأخبار والشائعات الكاذبة، عبر حملات إعلامية منظمة تحرض ضد الدولة المصرية بما من شأنه الإضرار بمركزها السياسي».
وكان النائب العام المصري، أعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 توقيف 29 شخصاً لمدة 15 يوماً، على ذمة التحقيق في قضية «التخابر مع أنقرة»، ومنذ ذلك الحين تواصلت التحقيقات في القضية. وقالت تحقيقات نيابة أمن الدولة إن «التحريات رصدت اتفاق عناصر تابعة لأجهزة الأمن والاستخبارات التركية، مع عناصر من التنظيم الدولي للإخوان، على وضع مخطط يهدف إلى الاستيلاء على السلطة في مصر، عبر إرباك الأنظمة القائمة في مؤسسات الدولة».
وذهبت التحقيقات حينها إلى أن «المتآمرين اتخذوا لتحقيق أغراضهم محورين؛ الأول يقوم على تمرير المكالمات الدولية عبر شبكة المعلومات الدولية باستخدام خوادم في تركيا، تمكنهم من مراقبة وتسجيل المكالمات لرصد الأوضاع داخل البلاد وآراء فئات المجتمع المختلفة فيها، وجمع المعلومات عن مواقفهم، بينما يتمثل المحور الثاني في إنشاء كيانات ومنابر إعلامية تبث من الخارج، وتعمد لتوظيف كل ما يصل إليها من معلومات وبيانات لاصطناع أخبار، وشائعات بهدف تأليب الرأي العام ضد مؤسسات الدولة».


مقالات ذات صلة

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

أوروبا العلم الألماني في العاصمة برلين (أ.ب)

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

صادرت الشرطة الألمانية أجهزة كومبيوتر محمولة وأموالاً، خلال عمليات مداهمة استهدفت جمعية إسلامية تم حظرها حديثاً، ويقع مقرّها خارج برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان استقبل السيسي في مطار أنقرة في إسطنبول (من البث المباشر لوصول الرئيس المصري) play-circle 00:39

السيسي وصل إلى أنقرة في أول زيارة لتركيا

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، الأربعاء، في أول زيارة يقوم بها لتركيا منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قوات من الأمن بميدان التحرير في القاهرة (أ.ف.ب)

مصر: توقيف المتهم بـ«فيديو فيصل» وحملة مضادة تستعرض «جرائم الإخوان»

أعلنت «الداخلية المصرية»، الثلاثاء، القبض على المتهم ببث «فيديو فيصل» الذي شغل الرأي العام، مؤكدة «اعترافه» بارتكاب الواقعة، بـ«تحريض» من عناصر «الإخوان».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الإعلامي بقناة «الشرق» الإخوانية عماد البحيري تم توقيفه بسبب التهرب الضريبي (من حسابه على  «فيسبوك»)

تركيا توقف إعلامياً في قناة إخوانية لتهربه من الضرائب

أحالت السلطات التركية، (الخميس)، المذيع بقناة «الشرق» المحسوبة على «الإخوان المسلمين»، عماد البحيري، إلى أحد مراكز التوقيف بدائرة الهجرة في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة )
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

الجزائر: فصيل «الإخوان» يرشح الرئيس تبون لعهدة ثانية

أعلنت حركة البناء الوطني (فصيل الإخوان في الجزائر)، الجمعة، عن ترشيحها الرئيس عبد المجيد تبون للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في 7 سبتمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.