{حماس} تتهم السلطة باستهدافها في الضفة

اشتباكات واعتقالات... والأجهزة الأمنية: يريدون حرف البوصلة

توترات بين الأمن الفلسطيني ومسلحين محليين شهدتها نابلس الاثنين (أ.ف.ب)
توترات بين الأمن الفلسطيني ومسلحين محليين شهدتها نابلس الاثنين (أ.ف.ب)
TT

{حماس} تتهم السلطة باستهدافها في الضفة

توترات بين الأمن الفلسطيني ومسلحين محليين شهدتها نابلس الاثنين (أ.ف.ب)
توترات بين الأمن الفلسطيني ومسلحين محليين شهدتها نابلس الاثنين (أ.ف.ب)

قال مسؤولون في حركة حماس، إن السلطة الفلسطينية تشن حملة ضد الحركة في الضفة الغربية، تتمثل في اعتقالات ومنع ومهاجمة مواكب استقبال أسرى الحركة ومنع رفع راياتها في أي تجمعات في الضفة، في تصعيد جديد، قالت السلطة، إنه مفتعل من قبل عناصر مسلحة في حماس وغيرها لزعزعة الاستقرار.
واتهم عضو المكتب السياسي لحركة حماس، زاهر جبارين، السلطة، بالعمل ضد منح حماس أي فرصة أو متنفس في الضفة، وقال إن حركته تتعرض لـ«جز عشب» بشكل مستمر، فيما قال القيادي في حركة حماس، محمود مرداوي، إن السلطة تمارس تغولا ضد حماس لعدة أسباب، أبرزها التدخلات الخارجية، كذلك الضغط من قبل قوى معادية للشعب الفلسطيني، «بالإملاء على السلطة طبيعة الممارسات المراد القيام بها».
وجاءت الاتهامات للسلطة، بعد عدة حوادث شهدتها الضفة في أعقاب تنظيم عناصر من حماس مسيرات للحركة، رفعت خلالها أعلامها الخضراء، أثناء استقبال أسرى تابعين لها.
واشتبكت السلطة مع عناصر من الحركة، في أريحا وطولكرم وبيت لحم، تخللها مهاجمة عناصر الأمن في بيت لحم، بالحجارة والزجاجات ومتفجرات محلية الصنع، أدت إلى إصابة رجل أمن فلسطيني، في أكبر تحد للسلطة منذ زمن، ورافقتها دعوات لمواصلة التصدي ورفع راية الحركة رغما عن السلطة.
وبدأت المواجهة الجديدة عمليا الشهر الماضي، بعد ظهور العديد من مسلحي حماس بشكل علني في مدينة جنين شمال الضفة في جنازة القيادي في حماس، وصفي قبها، في حدث غير عادي. ومعلوم أنه لا يسمح لحماس باستعراض قوتها في الضفة، كما لا يسمح لفتح باستعراض قوتها في غزة، وذلك منذ الانقسام الفلسطيني في العام 2007.
وكانت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، قالت بعد استعراض حماس اللافت، بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرر وضع حد للفوضى الأمنية في جنين. بعد ذلك أطلقت السلطة عملية هناك كانت مخططة قبل عام ونصف، لكنها ألغيت بعد تفشي فيروس الكورونا. واعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن السلطة الفلسطينية فقدت سيطرتها، في الآونة الأخيرة، على جزء كبير من مناطق مثل جنين ونابلس، بسبب تزايد قوة العصابات المسلحة المرتبطة مع الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى، التابعتين لفتح وحماس، والذين لم يترددوا في الاشتباك مع أجهزة الأمن الفلسطينية، وإطلاق النار مرات عديدة، بعد ذلك ظهرت حماس نفسها في مناطق أخرى.
وقالت إسرائيل بأن الحركة تحاول رفع رأسها مجددا في الضفة، ليس فقط ضد السلطة، بل وتحاول تنفيذ عمليات لإشعال المنطقة. وفي الوقت الذي اعتقلت فيه إسرائيل عناصر من حماس ومسؤولين فيها، اعتقلت السلطة أيضاً عناصر من الحركة. وقال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية، بأن على السلطة أن تتوقف عن استهداف الفلسطينيين في الضفة، وأن توقف الاعتقال السياسي وتغادر مربع التنسيق الأمني.
لكن السلطة رفضت اتهامات حماس. وقال المفوض السياسي العام، المتحدث باسم الأجهزة الأمنية، اللواء طلال دويكات، بأن ما جرى في مناطق في الضفة الغربية «يأتي في إطار حرف البوصلة عن سياقها الطبيعي لخدمة أجندة الاحتلال، عن قصد أو غير قصد».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.