مصر وروسيا... تعزيز التعاون من بوابة الزراعة

مشاورات لتأسيس شركة لتداول الحبوب

لقاء وزير الزراعة المصري ونائب وزير الزراعة الروسي في القاهرة أمس (موقع الحكومة المصرية)
لقاء وزير الزراعة المصري ونائب وزير الزراعة الروسي في القاهرة أمس (موقع الحكومة المصرية)
TT

مصر وروسيا... تعزيز التعاون من بوابة الزراعة

لقاء وزير الزراعة المصري ونائب وزير الزراعة الروسي في القاهرة أمس (موقع الحكومة المصرية)
لقاء وزير الزراعة المصري ونائب وزير الزراعة الروسي في القاهرة أمس (موقع الحكومة المصرية)

بحث مسؤولون مصريون وروسيون، في القاهرة، أمس، تعزيز التعاون بين الجانبين عبر ملفات زراعية وتجارية، فضلاً عن مناقشة تأسيس شركة بين البلدين لتداول الحبوب.
واستقبل، علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية المصري، نائب وزير الزراعة الروسي، سيرجي ليفين، ونقل بيان مصري عن الأول، إشارته إلى «الشراكة التجارية الكبيرة» بين البلدين، منوهاً أنه «ناقش ‏إمكانية تأسيس شركة مصرية - روسية مشتركة لتداول الحبوب في مصر، تكون نواة ‏لتحقيق الاستقرار في السلع الاستراتيجية وتحقيق الأمن الغذائي ‏لمصر وبعض الدول المجاورة عربيا وأفريقيا».
وقال أحمد كمال، معاون وزير التموين المصري، إن المناقشات «تطرقت إلى المشاركة فيما يتم تطويره من جانب ‏الشركة القابضة للصناعات الغذائية (المصرية) كمصانع الزيوت والأغذية ‏المحفوظة وشركات السكر، وكذلك عمل شراكة ‏روسية مصرية لإنشاء خزانات لزيوت الطعام، وإنشاء منطقة حرة لوجيستية ‏مع الجانب الروسي لتخزين الأقماح في مصر، كمرحلة أولى بمليون ‏طن في السنة داخل الصوامع المصرية لصالح مصر وبعض الدول ‏المجاورة».
ونقل البيان المصري عن نائب وزير الزراعة الروسي، أنه أكد على أن «العلاقات المصرية - ‏الروسية، تسمح بإقامة استثمارات كبيرة في الأسواق المصرية، مطالبا ‏بعمل لقاءات دورية مع وزارة التموين والجهات التابعة لها».
وأجرى المسؤول الروسي لقاءً آخر مع وزير الزراعة المصري، السيد القصير، لبحث سبل التعاون في المجال الزراعي بين البلدين. وأكد القصير، خلال الاجتماع، أن «هناك تعاونا مشتركا دائما ومستمرا على مر التاريخ بين مصر وروسيا»، منوهاً أن اللقاء بحث سبل زيادة التبادل التجاري بين البلدين في السلع والمنتجات الزراعية، وخاصة الموالح، والبطاطس.
كما أكد الجانبان، على أهمية الإسراع في إنهاء الإجراءات الخاصة للتوقيع على مذكرة التفاهم في مجال الحجر الزراعي، والتي يتم دراستها من الجانبين، والتي من شأنها تعزيز حركة التجارة بين البلدين وزيادة نسبة التبادل التجاري للسلع والمحاصيل الزراعية بينهما».
وعبر نائب وزير الزراعة الروسي، عن عمق العلاقات بين مصر وروسيا، معتبراً أن نمو العلاقات الزراعية دفع وزارته لاتخاذ قرار بتعيين مستشار زراعي بالسفارة الروسية في القاهرة «ليكون على تواصل دائم بكل الجهات والعمل مع المعنيين بوزارة الزراعة على تسهيل انسياب السلع الزراعية بين البلدين وزيادة كمياتها».
وتطرقت المباحثات كذلك إلى التعاون المشترك بمجال اللقاحات البيطرية، وذلك من خلال «معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية» في مصر، والمعهد الروسي لحماية الحيوانات، بحيث يتم «إعداد برنامج متكامل للتعاون بين المؤسستين العاملتين في نفس المجال، والاستفادة من التجربة الروسية ودعم صناعة الأمصال واللقاحات في مصر بالتكنولوجيات العالية والمتقدمة، بما يساهم في زيادة الإنتاج المصري منها».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.