مقتل 140 حوثياً وتدمير 14 آلية عسكرية بضربات لـ{التحالف»

الجيش اليمني يكسر الميليشيات في مأرب ويخسر قائد عملياته الحربية

أحد الضباط في الجيش اليمني يحمل سلاحه على الخطوط الأمامية في القتال ضد الحوثيين قرب مأرب (أ.ب)
أحد الضباط في الجيش اليمني يحمل سلاحه على الخطوط الأمامية في القتال ضد الحوثيين قرب مأرب (أ.ب)
TT
20

مقتل 140 حوثياً وتدمير 14 آلية عسكرية بضربات لـ{التحالف»

أحد الضباط في الجيش اليمني يحمل سلاحه على الخطوط الأمامية في القتال ضد الحوثيين قرب مأرب (أ.ب)
أحد الضباط في الجيش اليمني يحمل سلاحه على الخطوط الأمامية في القتال ضد الحوثيين قرب مأرب (أ.ب)

خسر الجيش اليمني أمس (الاثنين) قائد عملياته العسكرية اللواء الركن ناصر الذيباني في معارك ضارية يخوضها ضد الميليشيات الحوثية في محافظة مأرب، في وقت أعلن فيه تحالف دعم الشرعية استمرار ضرباته المكثفة ضد الميليشيات وآلياتها العسكرية في سياق إسناده لعمليات الجيش اليمني وحماية المدنيين.
وفيما أكد الإعلام العسكري اليمني كسر هجمات الميليشيات الحوثية في جنوب مأرب وفي الجبهة الغربية منها، أعلن تحالف دعم الشرعية في بيان مقتضب بثته «واس» تنفيذ 28 استهدافاً ضد ميليشيا الحوثيين في مأرب والجوف خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأكد التحالف أن الاستهدافات التي نفذها دمرت 14 آلية عسكرية وأوقعت خسائر بشرية في صفوف الحوثيين تجاوزت 14 عنصراً إرهابياً، إلى جانب إعلانه تنفيذ استهداف واحد بالساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين. حيث استهدفت هذه العملية آلية عسكرية لميليشيا الحوثي.
وكان تحالف دعم الشرعية قد أفاد (الأحد) بأنه نفذ 35 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب وقال إن الاستهدافات دمرت 21 آلية عسكرية، وكبدت الميليشيات خسائر بشرية تجاوزت 200 عنصر إرهابي.
كما أكد في اليوم نفسه أنه نفذ ثلاث عمليات استهداف بالساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين، وقال إن الاستهدافات أدت إلى تدمير آليتين عسكريتين وكبدت الميليشيات الحوثية 15 عنصراً إرهابياً.
في غضون ذلك، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن القوات مسنودة بالمقاومة الشعبية شنت (الاثنين) هجوماً واسعاً تمكنت خلاله من دحر ميليشيا الحوثي الإيرانية من عدة مواقع جنوب مأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله: «إن الهجوم أسفر عن سقوط العشرات من عناصر ميليشيا الحوثي بين قتيل وجريح، بينهم قيادات ميدانية، إلى جانب خسائر أخرى في المعدات القتالية».
وأضاف المصدر «أن عناصر الجيش والمقاومة استعادوا أسلحة متوسطة وخفيفة وكميات من الذخائر المتنوعة خلفتها عناصر الميليشيا ولاذت بالفرار تحت ضربات الجيش، فيما تزامن ذلك مع استهداف طيران تحالف دعم الشرعية بعدة غارات تجمعات وتعزيزات للميليشيا في مواقع متفرقة جنوبي مأربها ما ألحق بها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح».
وفي الجبهة الغربية من محافظة مأرب، أفاد الإعلام العسكري بأن عناصر الجيش والمقاومة الشعبية نفذوا هجوماً خاطفاً استهدف مواقع تتمركز فيها ميليشيا الحوثي في جبهة الكسارة.
وأورد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية نقلاً عن مصدر عسكري تأكيده «أن الهجوم أسفر عن مصرع وجرح العديد من عناصر ميليشيا الحوثي كانت تستعد لمهاجمة مواقع عسكرية، إضافة إلى إعطاب معدات وآليات عسكرية متنوعة».
وبالتزامن مع الهجوم، أفاد المصدر بأن مدفعية الجيش دمرت ثلاث عربات كانت تحمل تعزيزات حوثية وبأن من كانوا على متنها سقطوا بين قتيل وجريح، في حين دمر طيران التحالف مخزن أسلحة تابعاً للميليشيا، إضافة إلى دبابة في الجبهة نفسها.
إلى ذلك ذكرت مصادر ميدانية أن قوات الجيش تمكنت من استعادة مواقع في الجبهة الجنوبية من مأرب في منطقة البلق الشرقي، وأن المعارك كبدت الميليشيات الحوثية خسائر كبيرة.
في السياق نفسه، نعت وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة هيئة الأركان في بيان قائد العمليات الحربية اللواء الركن ناصر الذيباني وقالت: «إنه قتل وهو يؤدي واجبه الوطني في الدفاع عن النظام الجمهوري والمكتسبات الوطنية ويقود معارك التصدي لميليشيا الحوثي في أطراف محافظة مأرب».
ووصف البيان الذيباني بأنه «كان أحد القادة الأوفياء الذين وهبوا حياتهم وكل أوقاتهم للوطن ومن أوائل الضباط الأحرار الذين لبوا نداء الواجب وهبوا للذود عن شرف الجمهورية» وبأنه «كانت له وقفات عظيمة في معركة استعادة الدولة والجمهورية، وبصمات خالدة في إعادة بناء القوات المسلحة، حيث بدأ مسيرته النضالية من صحراء الربع الخالي في وضع النواة الأولى لإعادة تشكيل هيئات ودوائر الجيش ووحداته وقيادته ومناطقه».
وأشار البيان إلى أن الذيباني «قاد عدداً من معارك التحرير في محافظات مأرب والجوف والبيضاء وصنعاء وشبوة، وكان مثالاً رائعاً في القيادة والجندية، ومدرسة في التخطيط والإدارة والعمل الميداني والتكتيك القتالي».
وتوعد بيان وزارة الدفاع اليمنية باستمرار العمليات العسكرية «حتى تحقيق كامل الأهداف الوطنية المنشودة وتحقيق تطلعات الأمة اليمنية والعربية في استعادة اليمن وسيادته وسلامته ودحر مخططات وأطماع الإرهاب الإيراني وميليشياته الانتقامية التي تهدد أمن اليمن والمنطقة».
من جهته وصف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذيباني بأنه «كان في مقدمة الصفوف متسلحاً بشجاعته وإيمانه الجمهوري بضرورة القضاء على المشروع الإيراني الطائفي المتمثل في ميليشيا الحوثي الانقلابية» وبأنه «كان صلباً متماسكاً مجسداً للشجاعة في أنقى صورها».
وأكد هادي في بيان نعى فيه الذيباني أن المؤسسة العسكرية «عازمة على الانتصار للمشروع الوطني واستعادة النظام الجمهوري ومؤسسات الدولة مهما كانت التضحيات».
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية كانت دفعت بأنساق متعددة من مسلحيها باتجاه مأرب في أوسع تصعيد عسكري ضمن استماتتها للسيطرة على المحافظة النفطية، مع استخدامها الصواريخ والطائرات المسيرة، غير أنها اصطدمت بدفاعات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية وتكبدت آلاف القتلى والجرحى خلال الأشهر الأخيرة.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.