وزير الاقتصاد الفلسطيني: سنبحث مع الأميركيين تعديل اتفاق باريس

حطاب من رام الله يجهز كميات من الحطب لعرضها بالسوق مع الأجواء الباردة (وفا)
حطاب من رام الله يجهز كميات من الحطب لعرضها بالسوق مع الأجواء الباردة (وفا)
TT

وزير الاقتصاد الفلسطيني: سنبحث مع الأميركيين تعديل اتفاق باريس

حطاب من رام الله يجهز كميات من الحطب لعرضها بالسوق مع الأجواء الباردة (وفا)
حطاب من رام الله يجهز كميات من الحطب لعرضها بالسوق مع الأجواء الباردة (وفا)

قال وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي إن الحوار الفلسطيني الأميركي الثنائي الذي ينطلق اليوم الثلاثاء، يهدف إلى مناقشة عدة قضايا تصب في النهاية في دعم الاقتصاد الفلسطيني، بينها «بروتوكول باريس» الاقتصادي الذي يحكم العلاقة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف العسيلي «نناقش عدة قضايا، في مجالات دعم مشاريع الطاقة المتجددة والبيئة، وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاستثمار، والتجارة، والأداء المالي للحكومة الفلسطينية، والاندماج في الاقتصاد الرقمي، وغيرها من القضايا الهامة التي تصب في دعم الاقتصاد الفلسطيني».
ويتطلع الفلسطينيون خلال هذا الحوار إلى إنجاز عدة اتفاقات، من بينها عودة الدعم الأميركي المباشر للخزينة الفلسطينية وهو دعم توقف في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، كما يتطلعون إلى ضغط أميركي على إسرائيل من أجل وقف الاقتطاعات الضريبية وتعديل بروتوكول باريس الاقتصادي.
وتمر الحكومة الفلسطينية بوضع مالي صعب اضطرت معه لدفع 75 في المائة من رواتب موظفيها عن الشهر الماضي، بعد تراجع الدعم الخارجي ومواصلة إسرائيل اقتطاع أموال من العوائد الضريبية. وقال العسيلي: «سنضع المسؤولين الأميركيين في صورة السياسات والإجراءات التي تمارسها حكومة الاحتلال الإسرائيلية بحق اقتصادنا، ومجموعة المشاريع التي نحتاجها لمواجهة معدلات البطالة التي تبلغ حالياً نحو 26.4 في المائة، وخلق فرص تشغيل للشباب، مع التركيز على أن «بروتوكول باريس» الاقتصادي الذي يحكم العلاقة مع حكومة الاحتلال ـلم يعد صالحاً».
وتطرق الوزير إلى محاولة وضع خطط مشتركة للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني، الذي سجل خلال العام الماضي تراجعاً بنسبة 11.5 في المائة، مقارنة مع عام 2019». واصفاً الحوار المرتقب بـ«الهام والاستراتيجي»، لجهة بحث آليات دعم الاقتصاد الفلسطيني، ووضع التصورات اللازمة لدعم استراتيجية الحكومة الفلسطينية. وقال: «نظراً لما يعانيه اقتصادنا من تداعيات سياسات وإجراءات الإدارة الأميركية السابقة، وإمعان حكومة الاحتلال بسياساتها التعسفية في خنق اقتصادنا، إلى جانب تداعيات جائحة (كورونا) السلبية على اقتصادنا، نعول على هذا الحوار».
وتتطلع السلطة الفلسطينية، إلى أن تقوم الحكومة الأميركية بمعالجة سياسات وإجراءات الإدارة الأميركية السابقة، وإعادة دعم موازنة خزينة الدولة، وزيادة أوجه الدعم للاقتصاد الفلسطيني، إلى جانب الاستمرار في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، بعد أن تم استئنافها مؤخراً، علاوة على تنفيذ وعود الرئيس الأميركي جو بايدن للرئيس محمود عباس، بشأن فتح القنصلية، وحل الدولتين واستئناف المساعدات في مختلف المجالات.
وكان الدعم الأميركي قد عاد بشكل جزئي للسلطة من خلال أطراف ثالثة في قضايا إنسانية وتطويرية، لكن الدعم التشغيلي المباشر لم يستأنف بسبب قوانين أميركية تحد من الدعم المباشر للحكومة الفلسطينية، وخصوصاً الدعم التشغيلي لخزينة الموازنة الذي كان يذهب للرواتب. وفوق ذلك يوجد تبادل تجاري فلسطيني أميركي سيسعى الفلسطينيون إلى توسيعه.
وبلغت قيمة الصادرات السلعية الفلسطينية للسوق الأميركية 14.5 مليون دولار أميركي خلال عام 2020. وقد تراجعت بنسبة 26.8 في المائة مقارنة مع عام 2019. ومن أهم السلع التي يتم تصديرها للسوق الأميركية، زيت الزيتون، والتمور، والأعشاب الطبية، في حين بلغت الواردات السلعية الفلسطينية من أميركا 84.7 مليون دولار أميركي خلال عام 2020، وارتفعت بنسبة 7.1 في المائة مقارنة مع العام السابق، ومن أبرز هذه الواردات: المواد الأولية الخام، والمركبات، والمواد الغذائية، والمعدات والأدوات الطبية.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.