ماكغورك: أميركا لن تستخدم العراق ضد جيرانه

أكد التزام واشنطن مخرجات «الإطار الاستراتيجي» مع بغداد

TT

ماكغورك: أميركا لن تستخدم العراق ضد جيرانه

أكد منسق «مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»؛ بريت ماكغورك، خلال زيارة إلى بغداد، أمس الاثنين، أن بلاده «لن تستخدم سماء العراق وأرضه ومياهه منطلقاً للاعتداء على دول مجاورة»، بحسب بيان صادر عن مكتب مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي. وأتت زيارة ماكغورك بعد إعلان الحكومة العراقية، الخميس الماضي، انتهاء العمليات القتالية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في العراق.
وطبقاً لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لمستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي الذي استقبل ماكغورك، فإن الأخير قال تعليقاً على انسحاب القوات القتالية للتحالف الدولي من العراق إن بلاده «ملتزمة بمخرجات الإطار الاستراتيجي مع العراق»، وإنها «حسب الاتفاق؛ لن تستخدم سماء العراق وأرضه ومياهه منطلقاً للاعتداء على دول مجاورة له»، مجدداً التأكيد على دعم بلاده «لتقوية القدرات العراقية في مواجهة الإرهاب».
وأشار إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية لا تشكل أي تهديد على أي دولة، وأن العدو المشترك هو تنظيم (داعش) الإرهابي»، عادّاً أن «مصلحة الولايات المتحدة الاستراتيجية تكمن في حكومة عراقية قوية ذات سيادة وعراق قوي».
من جانبه، قال الأعرجي إن «الحوار مع الآخرين مهم، والحكومة العراقية تعمل مع الجميع. التهدئة تصب في مصلحة البلد، والعراق يسعى لتجاوز المرحلة والانطلاق نحو ترسيخ أمنه واستقراره وتعزيز قدراته في المجالات كافة».
إلى ذلك؛ اجتمع رئيس الجمهورية برهم صالح، أمس، مع منسق «مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» بريت ماكغورك، وشدد الجانبان على «ضرورة نزع فتيل أزمات المنطقة ودعم مسارات الحوار». وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إن الاجتماع «بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها، والدفع بها في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والبيئية عبر الحوار الاستراتيجي القائم بين البلدين وبما يحقق المصالح المشتركة، إلى جانب بحث إنهاء الدور القتالي للتحالف الدولي، وتعزيز قدرات قوات الأمن العراقية عبر المشورة».
وناقش الجانبان، بحسب البيان، «تطورات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث جرى التأكيد على ضرورة نزع فتيل الأزمات التي تكتنف المنطقة، ودعم مسارات الحوار والتلاقي لتخفيف توتراتها ومنع اندلاع الصراعات». وأكّد صالح على «الدور المهم والمحوري للعراق في المنطقة، بما يمثله من عنصر استقرار وتوافق، وترابط اقتصادي وتجاري وتنموي، وبما يُحقق الأمن والاستقرار لدول وشعوب المنطقة».
وأفادت الناطقة باسم «مجلس الأمن القومي» لدى البيت الأبيض، إميلي هورن، بأن ماكغورك أنهى زيارة استمرت يومين للعراق بعدما تشاور مع مجموعة من القادة السياسيين والأمنيين هناك. وأوضحت أن ماكغورك التقى في بغداد كلاً من الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي. وعقد اجتماعاً في أربيل أيضاً مع رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني وكبار القادة الآخرين.
وأكد ماكغورك «التزام الرئيس جو بايدن نتائج (الحوار الاستراتيجي) مع الحكومة العراقية»، مضيفاً أنه «لم تعد هناك قوات أميركية تخدم في دور قتالي في العراق». وعدّ أن «هذا الانتقال صار ممكناً بسبب التقدم الهائل الذي حققته قوات الأمن العراقية؛ بما في ذلك البيشمركة، في قيادة القتال ضد تنظيم (داعش)».
وشدد على أن «قوات التحالف المتبقية في العراق ستبقى حاضرة بناء على دعوة من الحكومة بمهمة تقتصر على تقديم المشورة والمساعدة وتمكين قوات الأمن العراقية لضمان عدم عودة تنظيم (داعش) إلى الظهور». وهنأ ماكغورك الشعب العراقي بالذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقية، مؤكداً «التزام الولايات المتحدة طويل الأمد تجاه العراق بموجب اتفاق (الإطار الاستراتيجي)».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.