{الإنترنت} تتحول إلى شبكة تلفزيون مجّانية للترويج للمنتجات

مزيج يجمع بين التجارة الإلكترونية والتواصل الاجتماعي

المؤثرون والمؤثرات حولوا الإنترنت إلى شبكة تجارية للتسويق المباشر
المؤثرون والمؤثرات حولوا الإنترنت إلى شبكة تجارية للتسويق المباشر
TT

{الإنترنت} تتحول إلى شبكة تلفزيون مجّانية للترويج للمنتجات

المؤثرون والمؤثرات حولوا الإنترنت إلى شبكة تجارية للتسويق المباشر
المؤثرون والمؤثرات حولوا الإنترنت إلى شبكة تجارية للتسويق المباشر

يملك «يوتيوب» طريقته الخاصّة في العمل وقد نشاهد قريباً فيديوهات لتعليم الماكياج وشراء بودرة الوجه وقلم تحديد العينين مباشرة من موقعه الخاص. كما تبثّ منصّة «فيسبوك» برامج على شكل إعلانات ترويجيّة تشجّع النّاس على التبضّع من مختلف الشركات الصغيرة.

{إنترنت} تجارية
وبينما يروّج الكثيرون من المؤثّرين وكذلك الشركات التجارية المنتجات على منصّات التواصل الاجتماعي، يبدو وللمرّة الأولى أن شركات الإنترنت في الولايات المتّحدة الأميركية، وكأنّها توحّد جهودها لجعل التبضّع جزءاً أساسياً وسلساً من المساحات الإلكترونية التي يزورها المستخدمون عادة للترفيه وللحصول على معلومات وليس بالضرورة لشراء الحاجيات.
نعم، تتحوّل «الإنترنت» في الولايات المتحدة اليوم إلى شبكة تلفزيون مجّانيّة البثّ مخصّصة للترويج للبضائع والمنتجات. ويحصل هذا الأمر لثلاثة أسباب هي الجشع، والخوف،... والصين.
دعونا نعود للبداية ونشرح لكم ما الذي يحصل ولماذا. يعشق الصينيون منذ سنوات البثّ الشبكي والفيديوهات القصيرة ومؤثري التواصل الاجتماعي الذين يقدّمون لهم معلومات عن المنتجات ويتيحون لهم شراءها فوراً.
يحصل هذا الأمر غالباً بواسطة بثّ شبكي تطبيقي، توصف بأنها «شبكات تلفزيونية مجّانية البثّ مخصّصة للترويج للمنتجات ولعرض إعلانات تجارية في آخر الليل بصيغة جديدة ملائمة لعصر الأجهزة المحمولة». وفي واحدة من شبكات البثّ هذه، نجح مقدّم إعلاني صيني يُعرف بـ«شقيق أحمر الشفاه» الشهر الماضي ببيع بضائع بقيمة 1.9 مليار دولار في يومٍ واحد.
لم يصبح الأمرُ واقعاً بعد في الولايات المتحدة، ولكنّ خبراء التقنية يتوقّعون أنّ انجرار الأميركيين وتعلّقهم بمزيج شبيه يجمع بين التجارة الإلكترونية والتواصل الاجتماعي ليس إلّا مسألة وقت.

تواصل وتجارة
يبيع الكثير من الأشخاص والشركات البضائع عبر «إنستغرام» و«يوتيوب» و«تيك توك»، ولكنّها غالباً ما تحول المستهلك للشراء من «أمازون» وغيرها من المواقع الإلكترونية. وهنا يبرز سحر التبضّع الصيني من البثّ الشبكي مباشرة حيث يستطيع الزبون شراء ما يريده في الثانية التي يقول فيها عقله: «آه، أريد هذا الشيء!»
توجد الكثير من الشركات الأميركية التي تدفع باتجاه هذه الفكرة التي قد تغيّر عاداتنا حسب رغبتها.
لم يتوقّف تنفيذيّو «يوتيوب» في الفترة الأخيرة عن الحديث عن تحويل الموقع إلى منصّة لصنّاع الفيديوهات لبيع المنتجات. وكشفت المنصّة المملوكة من «غوغل» أخيراً تفاصيل عن خططها التي تقضي بتقديم بثّ شبكي حي للتبضّع وعرض «فيديوهات تسمح بالشراء»، بالتزامن مع موسم الأعياد. في المقابل، وضعت منصات «أمازون» و«سنابتشات» و«بنترست» و«فيسبوك» و«إنستغرام» خططاً أكبر في مجال شبكات البثّ وطعّمتها بمزايا إضافية تتيح للمستخدم الشراء مباشرة من داخل تطبيقاتها. وكذلك يفعل «تيك توك»، الذي تُعدّ شركته الأمّ من أكبر اللاعبين في مجال التبضّع المباشر في الصين.
ولكن لماذا يحدث هذا كلّه الآن؟ بسبب الجشع والخوف.
تسعى شركتا «فيسبوك» و«غوغل»، اللتان تملكان مليارات المستخدمين، لبيع جمهورهما العظيم هذا المزيد من المنتجات المتنوّعة. وتعمل شركات التواصل الاجتماعي أيضاً لخدمة النّاس الذين يسعون لصناعة دخلٍ من متابعيهم على «إنستغرام» و«يوتيوب» و«سنابتشات» و«تيك توك»، بهدف ضمان استمرار زيارة المستخدمين لمواقعها، فضلاً عن أنّ التجارة الإلكترونية هي الطعم الذي يمكن لعمالقة الإنترنت استخدامه لجذب صانعي المحتوى ومساعدتهم في تحقيق الأرباح.
ويوجد أيضاً الخوف، إذ إنّ فكرة لجوء معظم الأميركيين لموقع «أمازون» للتبضّع عوضاً عن مربّع البحث في موقعها لا تروق لـ«غوغل». ومن جهة أخرى، تخشى «فيسبوك» و«سنابتشات» من قوانين الخصوصية الجديدة التي تبنّتها «آبل» والتي قد تؤثر على أرباحهما الإعلانية. وهذا ما دفعهما للاعتماد على التجارة الإلكترونية باعتبارها خطّة بديلة. علاوة على ذلك، لن تكفي المبيعات الإعلانية وحدها لضمان استمرار الشركات الأحدث عهدا كـ«بنترست» و«سنابتشات».
* خدمة «نيويورك تايمز».


مقالات ذات صلة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص يحول الذكاء الاصطناعي الطابعات من مجرد خدمة بسيطة إلى أداة أكثر ذكاءً واستجابة لحاجات المستخدمين (أدوبي)

خاص كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟

تلتقي «الشرق الأوسط» الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة «إتش بي» (HP) لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل الطابعات ومستقبلها.

نسيم رمضان (بالو ألتو - كاليفورنيا)

أحدث نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة من مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024»

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
TT

أحدث نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة من مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024»

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

انطلقت قبل قليل فعاليات مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» Microsoft Ignite 2024 من مدينة شيكاغو الأميركية، الذي يستمر إلى نهاية الخميس 21 نوفمبر (تشرين الثاني). وحصلت «الشرق الأوسط» على نظرة استباقية حول «عملاء الذكاء الاصطناعي» AI Agents، ونذكرها في هذا الموضوع.

بداية، تتوجه «مايكروسوفت» نحو تبني الذكاء الاصطناعي على صعيد أوسع في جميع خدماتها، وذلك من خلال ما يعرف بـ«عملاء الذكاء الاصطناعي» و«كوبايلوت» Copilot لتسريع عمليات الشركات والموظفين وتطوير البرامج والتحول إلى الذكاء الاصطناعي على جميع الصعد.

يمكن إيجاد «عميل ذكي» بكل سهولة باستخدام اللغة البشرية

مَن هم «عملاء الذكاء الاصطناعي»؟

«عملاء الذكاء الاصطناعي» هي أدوات لأتمتة الأعمال اليومية بذكاء باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن تطويرها بسهولة كبيرة وباستخدام النصوص البشرية وليس البرمجية. ويمكن لـ«العملاء» الرد على استفسارات الزبائن عبر الإنترنت بشكل آلي طوال الوقت وتنظيم الجداول المالية والبحث في آلاف الوثائق عن إجابة محددة للزبون، ومن ثم اتخاذ الإجراءات التالية آلياً أو رفعها إلى المستخدم ليعالج الحالات الخاصة يدويا. ويمكن تلخيص تعريف هذه الأدوات على أنها تطبيقات المستقبل المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

قدرات فائقة

ويستطيع «العملاء الأذكياء» مراجعة سجل منتجات الشركة وتحليلها وتلخيصها للمهتمين الذين يرسلون رسائل البريد الإلكتروني إلى الشركة للاستفسار عن منتج أو خدمة محددة، أو الذين يسألون عن ذلك عبر نظام الدردشة في موقع الشركة. ويمكنها كذلك إكمال سلسلة العمل لدى طلب منتج ما وإصدار وإرسال فاتورة الشراء إلى الزبون وطلب استلام المنتج من شركة التوصيل ومتابعة حالة الطلب، دون أي تدخل من المستخدم.

كما يمكنهم البحث في ملفات الشركة الموجودة في SharePoint أو في مجلدات خاصة فيها، والإجابة عن أسئلة الموظفين أنفسهم، مثل سؤال موظف: «ما عدد المنتجات التي تم تسليمها في آخر أسبوعين؟» أو «ما هو إجراء طلب نقل موظف إلى فرع آخر؟»، ليجيب «العميل الذكي» وكأن المتحدث يدردش مع خدمة ذكاء اصطناعي تقليدية، وبالأسلوب نفسه.

تحويل النصوص لغاتٍ مختلفة

ويستطيع بعض «العملاء» تحويل النصوص بين اللغات المختلفة في اجتماعات برنامج «تيمز» ومحاكاة صوت المستخدم ونبرته وتحويلها لغة أخرى بشكل مباشر دون أن يشعر أي شخص بذلك، ليستطيع المشاركون التحدث بلغات العالم وكسر حواجز اللغة بينهم خلال الاجتماعات والتركيز على المسائل المهمة في كل اجتماع. ويستطيع البعض الآخر حل المشاكل التقنية في كومبيوترات المستخدمين. ويستطيع البعض الآخر مساعدة المستخدم في ترتيب جدول أعماله، حيث يمكنه ملاحظة أن اجتماعاً ما قد تجاوز مدته المطلوبة، ليقوم بإعادة جدولة الاجتماع التالي آلياً، أو تلخيص رسائل البريد الإلكتروني غير المقروءة التي وصلت المستخدم خلال اجتماعه وذكر نقاط العمل التالية لكل رسالة.

هذا، وتمت إضافة «العملاء الأذكياء» إلى شبكة «لينكدإن» LinkedIn لمساعدة مديري التوظيف في العثور على الموظفين ذوي المهارات المناسبة وبكل سهولة.

كيفية إعداد «عميل ذكي»

ويمكن إعداد «عميل ذكي» جديد بشكل سهل وباستخدام اللغة البشرية، مع وضع تسلسل العمليات المطلوبة («مثل البحث عن المعلومة، ومن ثم الإجابة عن السؤال، ومن ثم إرسال بريد إلكتروني في حال طلب المستخدم ذلك، أو تحويل الطلب إلى شخص محدد في حال عدم العثور على المعلومة»، وغيرها) وتفعيل «العميل الذكي» فوراً.

ولا يحتاج المستخدم إلى أي خبرة برمجية لإعداد «عميل ذكي» جديد، وكأنه وثيقة نصية جديدة في برنامج «وورد» أو جدول حسابات في «إكسل». يكفي إعداد آلية العمل وكتابة ما الذي ينبغي القيام به في «مايكروسوفت 360 كوبايلوت» لبدء العمل.

برامج «تفهم» المستقبل الذكي

ويمكن للمطورين استخدام خدمة «أزور إيه آي إغنايت» Azure AI Agent Service لدمج «العملاء الأذكياء» مع نصوصهم البرمجية للحصول على برامج متقدمة مدعمة بالذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى كتابة نصوص برمجية معقدة مرتبطة بلغات الذكاء الاصطناعي، حيث يستطيع «العملاء الأذكياء» فهم وإدراك السياق الذي تعمل فيه وتقوم بتقسيم العمل أجزاء وخطوات عدّة والعمل على كل منها وإكمالها بشكل سريع وأكثر كفاءة مما سابق.

كما سيستطيع «العملاء الأذكياء» تقييم المخاطر وخفضها أو تجاوزها وتقديم تقارير الأداء ومتابعة تنفيذ التوصيات، مع وجود الإشراف البشري على الخطوات الأخيرة للتأكد من دقتها وصحتها وضمان عدم حدوث أي خطأ قد يتسبب بضرر على سير العمل.