جدل فني لـ«أبطال» بعد إثارة مشاعر أُسر ذوي الاحتياجات الخاصة

ملصق فيلم «أبطال»
ملصق فيلم «أبطال»
TT

جدل فني لـ«أبطال» بعد إثارة مشاعر أُسر ذوي الاحتياجات الخاصة

ملصق فيلم «أبطال»
ملصق فيلم «أبطال»

شهد اليوم السادس من فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، جدلاً فنياً واسعاً، وذلك بعد عرض نجمي الفيلم السعودي «أبطال»، ياسر السقاف وفاطمة الأبنوي، الفيلم الذي أثار مشاعر وحفيظة بعض الأسر الذي رُزقت بأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتناوله مشهداً يُظهر أشخاصاً غير مؤهلين يدربون ذوي الاحتياجات.
ويعود سبب الجدل إلى مشهد في الفيلم يُظهر شخصية مساعد مدرب نادٍ عاقبه المدرب، لإخفاقه في أداء عمله، من ثم إحالته إلى المحكمة الذي أصدرت بحقه حكم تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة لفترة معينة، وهي تعد ضمن الأحكام البديلة التي تصدرها بعض المحاكم في وقت سابق.
يسرد الفيلم قصة خالد ذي الشخصية المغرورة وسريعة الانفعال، الذي يعمل مساعد مدرب في فريق كرة قدم (غرب السعودية)، بعد مباراة محبطة للغاية، أدت ردة فعله إلى تحويله لمحاكمة تأديبية، وسرعان ما حُرم من وظيفته المرموقة، وحُكم عليه بأبشع عقوبة تجاه غروره وكبريائه، بحكم بديل لتدريب لاعبي فريق من ذوي «الاحتياجات الذهنية» كخدمة اجتماعية. وبعد تنفيذ الحكم البديل، تتغير شخصية خالد مساعد المدرب، من واقع الغرور وسرعة الانفعال، إلى إنسان مختلف تماماً يتسم بالبراءة والطيبة. وبعد الجدل الفني للفيلم، قال أحد أبطاله، الفنان السعودي ياسر السقاف لـ«الشرق الأوسط»، إن «عنصر الجدل لا بد أن يكون موجوداً في أي عمل فني، والوصول له يكون أحد عوامل النجاح». وأضاف: «إذا كان الفيلم يحكي خلاف ما ورد في القصة، فأين الدراما فيه وأي رسالة يقدم؟»، وتابع: «هذا أيضاً، لا يعني أن القصة لا تحتوي على أمر واقعي، فمثل هذه المواقف موجودة وتحدث في المجتمعات، وليست بغريبة، وليس كل من يُدرب ويعلم ذوي الاحتياجات الخاصة، أشخاصاً مثاليين. وشخصية خالد تعمدت إثارة الجدل والالتفات حول الموضوع وإيصال رسالة مهمة».
وذكر السقاف أن «أشقاءنا من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يختلفون عنا في شيء، ويستطيعون أن يتعلموا كل شيء، وكما جاء في الفيلم شخصية مساعد المدرب (خالد) المتعجرف والمحكوم بتدريبهم لينهي فترة عقوبته مضطراً، ولكنه تعلم منهم الكثير من المشاعر التي غيرت من شخصيته ومن نظرته لهم».
وبيّن السقاف أن الرسالة الحقيقية التي أراد المشاركون في فيلم «أبطال» إيصالها من خلال الفيلم، هي أن ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم طاقات ومواهب كبيرة تحتاج لمن يصقلها ويبرزها، وأن التعامل معهم هي حياة تختلف عن التي نعيشها، فهي بمثابة مدرسة إنسانية تتعلم فيها كل المشاعر التي تحتاجها لتعيش بسلام مع من حولك.


مقالات ذات صلة

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)

هل استعاد محمد سعد «توازنه» بفضل «الدشاش»؟

حقق فيلم «الدشاش» للفنان المصري محمد سعد الإيرادات اليومية لشباك التذاكر المصري منذ طرحه بدور العرض.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تماثيل وقوالب من الفخار مصنوعة قبل الميلاد (مكتبة الإسكندرية)

«صناعة الفخار»... وثائقي مصري يستدعي حرفة من زمن الفراعنة

يستدعي الفيلم الوثائقي «حرفة الفخار» تاريخ هذه الصناعة التي تحمل طابعاً فنياً في بعض جوانبها، على مدى التاريخ المصري القديم، منذ أيام الفراعنة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من الفيلم تجمع «شاهيناز» وأولادها (الشركة المنتجة)

«المستريحة»... فيلم مصري يتناول النصّابين يمزج الكوميديا بالإثارة

تصدَّرت مجسّمات دعائية للأبطال دار العرض عبر لقطات من الفيلم تُعبّر عنهم، فظهرت ليلى علوي في مجسّم خشبيّ جالسةً على حافة حوض استحمام مليء بالدولارات.

انتصار دردير (القاهرة )

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».