تمكين القطاع الخاص ركيزة أساسية في الميزانية السعودية

وزير المالية: نمو الناتج المحلي غير النفطي 5.4 % ومؤشرات الاستهلاك تتصاعد

وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال مؤتمر صحافي أعقب الإعلان عن ميزانية عام 2022 (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال مؤتمر صحافي أعقب الإعلان عن ميزانية عام 2022 (الشرق الأوسط)
TT

تمكين القطاع الخاص ركيزة أساسية في الميزانية السعودية

وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال مؤتمر صحافي أعقب الإعلان عن ميزانية عام 2022 (الشرق الأوسط)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان خلال مؤتمر صحافي أعقب الإعلان عن ميزانية عام 2022 (الشرق الأوسط)

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أن اقتصاد المملكة يشهد تنامياً مستمراً في دور الممكنات الاقتصادية الداعمة للقطاع الخاص، ويأتي على رأسها المساهمة التنموية والفعالة من المشاريع والبرامج التي يقوم بها كل من صندوق الاستثمارات العامة من خلال ضخه ما يقارب 3 تريليونات ريال (800 مليار دولار) وكذلك صندوق التنمية الوطني في رفع مستوى أداء الصناديق والبنوك التنموية الأخرى في مواكبة ما يخدم أولويات التنمية والاحتياجات الاقتصادية وتفعيل القطاع غير النفطي وزيادة أثره في الميزانية السعودية.
وتطرق الجدعان خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب إقرار ميزانية السعودية لعام 2022، إلى دعم نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة تزامناً مع دور الإنفاق الحكومي في تحقيق تحولات هيكلية تدعم النمو طويل الأجل، بما في ذلك إطلاق بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة واستمرار برنامج كفالة وصناديق دعم القطاعات الناشئة.
وتحدث عن الدور المحوري للاستراتيجية الوطنية للاستثمار التي تستهدف لضخ 12 تريليون ريال في (3.2 تريليون دولار) في الاقتصاد الوطني حتى 2030 بما يدعم نمو الاقتصاد الوطني كأحد مستهدفات رؤية المملكة ورفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65 في المائة، وتشمل الاستراتيجية برنامج «شريك» الذي يهدف إلى بناء إطار تعاوني بين القطاع الحكومي والشركات لتوسيع أهدافها الاستثمارية وضخ ما يقارب 5 تريليونات ريال (1.3 تريليون دولار) في استثمارات جديدة حتى 2030.
وواصل الجدعان، أن مؤشرات أداء الأنشطة الاقتصادية شهدت نمواً ملحوظاً حتى الربع الثالث من العام الجاري، مشيراً إلى استمرار حالة التعافي مع ارتفاع نسب التحصين لتصل الحصانة المجتمعية لأكثر من 70 في المائة، حيث أدى تجاوب المواطنين والمقيمين إلى تسارع التحصين وتخفيف المزيد من الإجراءات الاحترازية، بالإضافة إلى السماح بالعودة الحضورية بشكل جزئي لقطاع التعليم مما انعكس إيجاباً على النمو الاقتصادي.
وزاد الجدعان، أن تقديرات الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي الحقيقي لهذا العام وحتى الربع الثالث تشير إلى نموه بمعدلات مرتفعة بلغت 5.4 في المائة مدفوعاً بارتفاع أداء القطاع الخاص الذي سجل نمواً بمعدل 7 في المائة، كما سجلت مؤشرات الاستهلاك الرئيسية معدلات نمو إيجابية لتحقق مبيعات نقاط البيع والتجارة الإلكترونية نمواً منذ بداية العام إلى أكتوبر (تشرين الأول) بمعدل 35.8 في المائة و94.1 في المائة على التوالي.
وأكد أن ميزانية عام 2022 تأتي نتيجة للتخطيط والعمل التشاركي بين كل الأجهزة الحكومية، حيث بُذلت الجهود وسُخرت الإمكانيات وحُشدت الطاقات في إعداد هذه الميزانية بصورة ملائمة تحقق من خلالها مستهدفاتها الاستراتيجية حتى تخرج بمنتهى الشفافية والوضوح، انطلاقاً من التزام الحكومة المباشر فيما يخص الأوضاع المالية والاقتصادية، من خلال إصدار التقارير المرتبطة بالميزانية مثل تقارير الأداء ربع السنوي، ونصف السنوي، والسنوي، والبيان التمهيدي، بالإضافة إلى بيان الميزانية ونسخة المواطن، وذلك تماشياً مع رؤية المملكة 2030.



الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
TT

الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)

قال رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل، يوم الجمعة، إن اقتصاد ألمانيا سينكمش للعام الثاني على التوالي هذا العام، وسيكون تعافيه باهتاً، وربما يتفاقم بسبب حرب تجارية مع الولايات المتحدة.

وتعاني ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، منذ سنوات، منذ أن فقد قطاعها الصناعي القوي القدرة على الوصول إلى الطاقة الروسية الرخيصة، وأيضاً مع تضاؤل ​​شهية الصين للصادرات الألمانية.

ومن المتوقع الآن أن يشهد الاقتصاد الألماني ركوداً خلال أشهر الشتاء ثم يتعافى بأبطأ وتيرة ممكنة؛ حيث سيكون الارتفاع المتوقع في الاستهلاك الخاص أقل ما كان مرتقباً، وقد يضعف سوق العمل أكثر وتتعافى استثمارات الأعمال ببطء.

وقال ناغل: «الاقتصاد الألماني لا يكافح فقط الرياح الاقتصادية المعاكسة المستمرة، ولكن أيضاً المشاكل البنيوية. كما تستجيب سوق العمل الآن بشكل ملحوظ للضعف المطول للنشاط الاقتصادي».

ويتوقع البنك المركزي الألماني الآن انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.2 في المائة هذا العام، بعد أن توقع في يونيو (حزيران) توسعاً بنسبة 0.3 في المائة، بينما تم خفض توقعات النمو لعام 2025 إلى 0.2 في المائة من 1.1 في المائة سابقاً.

ولكن حتى هذه الأرقام قد تكون مفرطة في التفاؤل، كما حذر البنك، نظراً للتهديدات الناجمة عن الحمائية المتزايدة والصراعات الجيوسياسية وتأثير التغيير الهيكلي على الاقتصاد الألماني.

وأضاف البنك المركزي الألماني أن محاكاة الرسوم الجمركية المتزايدة المتوقعة من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، تظهر أن الولايات المتحدة ستعاني من أكبر ضربة للنمو، ولكن ألمانيا ستخسر أيضاً ما بين 1.3 و1.4 في المائة من الناتج حتى عام 2027، وقد يرتفع التضخم أيضاً بسبب هذه التدابير.

وقال البنك المركزي الألماني إن التضخم سيرتفع بنسبة 0.1 إلى 0.2 في المائة سنوياً حتى عام 2027 بسبب سياسة الحماية التي ينتهجها ترمب، لكن نموذج المعهد الوطني للاقتصاد القياسي العالمي توقع انخفاضاً بنسبة 1.5 في المائة العام المقبل، و0.6 في المائة في عام 2026. وقال البنك المركزي الألماني: «المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي حالياً تميل إلى الجانب السلبي، والمخاطر التي تهدد التضخم تميل إلى الجانب الإيجابي»، مضيفاً أن الانتخابات الفيدرالية الألمانية في الأشهر المقبلة قد تغير التوقعات المالية.

وهذا الضعف المستمر هو أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس، والتلميح إلى المزيد من التيسير في المستقبل، مع تراجع مخاوف التضخم إلى حد كبير وتحول التركيز نحو النمو.

لكن البنك المركزي الألماني ليس مستعداً بعد لإعلان الفوز في معركة التضخم؛ حيث قال يوم الجمعة إن تضخم أسعار المواد الغذائية قد يقفز، وإن تضخم الخدمات سيظل مرتفعاً، مما يبقي الزيادات في الأسعار أعلى من متوسط ​​منطقة اليورو.

وفي غضون ذلك، أظهرت البيانات يوم الجمعة تراجع الصادرات الألمانية على نحو ملحوظ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في فيسبادن أن الصادرات انكمشت في أكتوبر بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بسبتمبر (أيلول) السابق عليه، إلى 124.6 مليار يورو. كما انخفضت الصادرات بنفس النسبة على أساس سنوي.

وانخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة، أكبر سوق للصادرات الألمانية، بنسبة 14 في المائة على أساس شهري لتصل إلى 12.2 مليار يورو. وفي الوقت نفسه، انخفضت الصادرات الألمانية إلى الصين بنسبة 3.8 في المائة. وفي التجارة مع دول الاتحاد الأوروبي، انخفضت الصادرات الألمانية بنسبة 0.7 في المائة.

وكتب كبير الاقتصاديين في مصرف «في بي»، توماس جيتسل، أن بداية الربع الأخير من عام 2024 لا تبشر بالخير مع الانخفاض الذي سجلته الصادرات في أكتوبر الماضي، وأضاف: «حتى لو كان الانخفاض الكبير في الصادرات إلى الولايات المتحدة يتعلق على الأرجح بالطلبيات الكبيرة، فإن التراجع يعطي لمحة عما يمكن أن يحدث في حالة حدوث نزاعات جمركية كبيرة مع الولايات المتحدة».

وتسببت المنافسة المتزايدة في الأسواق العالمية من الصين، على سبيل المثال، فضلاً عن مشكلات هيكلية في الصناعة الألمانية، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة والأعباء البيروقراطية الكثيرة، في إنهاك ألمانيا بوصفها دولة تصديرية لفترة طويلة. وكانت الصادرات قد انخفضت بالفعل في سبتمبر الماضي.

وانخفضت الواردات إلى ألمانيا بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر مقارنة بسبتمبر إلى 111.2 مليار يورو. وبالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، كانت هناك زيادة بنسبة 1.7 في المائة. وكان الميزان التجاري إيجابياً عند 13.4 مليار يورو.