في ختام زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إلى الولايات المتحدة، صرح مسؤول أمني كبير مقرب منه بأنه «أعاد الانسجام إلى الموقف مع إدارة الرئيس (الأميركي) جو بايدن»، وبأنه «عاد ليؤكد أن إسرائيل لا تمانع في التوصل إلى اتفاق جيد مع إيران». وفي ضوء القناعة المشتركة بأن طهران ليست جادة في التوصل إلى اتفاق، جرى الحديث عن بدائل أميركية (خطة ب) وبدائل إسرائيلية (خطة ج). فيما قال غانتس نفسه إنه «لا يوجد (فيتو) أميركي على عمليات إسرائيلية عسكرية ضد إيران».
وقال المسؤول الإسرائيلي إن «الأميركيين معنا، وإلى جانب ذلك؛ علينا نحن الإسرائيليين أن ندرك أيضاً أن الولايات المتحدة تنظر إلى العالم بشكل أوسع... ويدرك الأميركيون جيداً أن إيران تماطل، وأنه ليس بحوزتهم أوراق جيدة. ومن شأن تشديد العقوبات الاقتصادية بالذات أن يدفع بالإيرانيين إلى الانسحاب من المجال النووي. وهذا هو الوقت لتشديد العقوبات».
وتابع المسؤول الإسرائيلي أن التقديرات في إسرائيل هي أن «إيران قريبة من المرحلة التي ستكون لديها قنبلة نووية واحدة»، لكنه أضاف: «إنهم لن يسارعوا إلى تجاوز العتبة النووية؛ لأنهم يدركون معنى ذلك، لكننا نتابع هذا الموضوع.
ونشدد على أنه يحظر السماح لإيران بالتقدم في هذه العملية».
وادعى أن غانتس خرج بانطباع أن الأميركيين ليسوا بعيدين عن فقدان صبرهم تجاه إيران. وتابع: «أميركا هي أقوى دولة في العالم، ولأنها كذلك؛ فهي لا تسارع إلى البدء بممارسة القوة. وهي تبقي ذلك إلى مراحل أخرى».
وفي إحاطة صحافية لمراسلين إسرائيليين رافقوه إلى واشنطن، قال الوزير غانتس، مساء السبت، إن الولايات المتحدة وأوروبا «يدركون جيداً ما الذي يحدث، ويفقدون صبرهم. فلم يكن هناك تقدم في جولة المفاوضات في فيينا، وهم يدركون أن الإيرانيين يماطلون».
وأضاف: «قلت لهم إن بحوزة إيران أوراقاً سيئة الآن، والوضع الاقتصادي هناك صعب، ولذلك يوجد حيز لممارسة ضغوط دولية؛ سياسية واقتصادية وعسكرية أيضاً، من أجل دفعها إلى أن توقف حلمها في موضوع البرنامج النووي». وتابع: «وجدت في واشنطن إدارة منصتة، وقلت لهم إن إيران مشكلة عالمية وإقليمية أولاً، وبعد ذلك فقط هي تحدٍّ لإسرائيل. وسمعت من قادة حول مدى استهداف إيران لأمنهم؛ وضمن ذلك في أفريقيا وأميركا الجنوبية ودول أخرى في الشرق الأوسط». وقال أيضاً: «بدا أن المسؤولين في إدارة بايدن الذين التقيت بهم كانوا مهتمين بمخاوف إسرائيل من المشاريع الإيرانية، فأكدت لهم أن إيران هي أولاً وقبل كل شيء مشكلة عالمية، قبل أن تكون مشكلة إسرائيلية».
وأقر غانتس بأن إدارة بايدن لم تحدد موعداً نهائياً لانسحابها من المحادثات في فيينا إذا لم يكن هناك تقدم، لكنه أعرب عن ثقته بأن الولايات المتحدة ستبدأ التفكير في الخيار العسكري بجدية أكبر إذا لم تكن هناك تطورات إيجابية.
وأضاف أنه اتفق خلال اجتماعيه؛ مع نظيره الأميركي لويد أوستن، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستواصلان تطوير تعاونهما ضد طهران. وقال: «أوعزت للجيش الإسرائيلي بالاستعداد والجهوزية لمواجهة التحدي الإيراني من الناحية العسكرية. فقد استعرضت خلال اللقاءات في واشنطن كيف ترى إسرائيل (الخطة ب).
واتفقنا على مواصلة التعاون الأمني العميق، الذي بإمكاني أن أقول لكم إنه سيتعمق أكثر أيضاً، على خلفية مصالح مشتركة.
ولا يمكنني التوسع في ذلك». وهنا تحدث غانتس بشيء من الغموض عن خطة ثالثة «ج»، وهي التي تعدها إسرائيل وتتضمن ضربات للمنشآت الإيرانية في حال فشل الخطة المذكورة.
وأشار مسؤول عسكري كبير، يرافق غانتس، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن «غانتس قدم جدولاً زمنياً لموعد وقوع مثل هذا الهجوم خلال اجتماعيه مع أوستن وبلينكن».
وفي تل أبيب؛ قال الجنرال إيال زمير، الذي كان نائباً لرئيس الأركان ويعدّ أحد أقوى المرشحين لخلافة أفيف كوخافي في رئاسة أركان الجيش في السنة المقبلة، إن جيشه يمكن أن «يتصرف بشكل مستقل ضد إيران إذا لزم الأمر، ولكن ما من شك في أن توجيه ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية سيكون صعباً دون التنسيق مع الولايات المتحدة».
وأضاف زمير، خلال مقابلة أجريت معه أول من أمس، السبت، في مؤتمر «المجلس الإسرائيلي - الأميركي»: «هناك رغبة دائماً في التنسيق مع الولايات المتحدة فيما نقوم به، ولكن في نهاية المطاف، فإن إسرائيل مسؤولة عن مصيرها وستحمي أمن مواطنيها». وقال إنه «بينما تأمل إسرائيل في أن تردع الولايات المتحدة إيران، فإنها ستتصرف إذا فشلت واشنطن في القيام بذلك».
غانتس: لا «فيتو» أميركياً على عمل عسكري ضد إيران
مصادر إسرائيلية قالت إنه أعاد الانسجام إلى الموقف مع بايدن حول طهران
غانتس: لا «فيتو» أميركياً على عمل عسكري ضد إيران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة