بعد أن كان قد هاجم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، وشتمه بسبب «نكرانه الجميل»، ونعته بـ«الخائن»، أدلى الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، بتصريحات جديدة تتعلق بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. فقد هاجم نتنياهو، وعده رافضاً للسلام. وفي المقابل، امتدح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، وعده صادقاً في الرغبة بالسلام. وقال إنه لو كان بيني غانتس قد انتخب رئيساً للحكومة الإسرائيلية في حينه، لاستطاع التوصل إلى سلام مع الرئيس الفلسطيني.
وقال ترمب، في تصريحات مسجلة بالصوت والصورة تم بثها على شاشة «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، إنه يعتقد أن «نتنياهو لا يريد صنع السلام، ولم يرد ذلك يوماً. وعندما صرح في خطابه في جامعة بار إيلان بأنه يؤيد حل الدولتين، لم يكن جاداً في ذلك. لا أعتقد أن بيبي أراد أبداً صنع السلام؛ أعتقد أنه ضللنا».
وأكد ترمب أنه عندما تولى منصبه، وفي أول لقاء له مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، طلب من نتنياهو تقديم مبادرات تجاه الفلسطينيين، واقترح احتمال تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية «لكن بيبي (أي نتنياهو) لم يرغب في عقد أي اتفاق. وحتى في المراحل الأخيرة من الإعداد لصفقة القرن، عندما قدمنا الخرائط بصفتها جزءاً من خطة السلام، كان رد فعل نتنياهو هو التأتأة؛ قال: (أوه، هذا جيد، كل شيء على ما يرام). كان دائما يقول (على ما يرام)، لكنه لم يكن أبداً كذلك... لم يكن يريد إبرام اتفاق. لقد ضللنا. لا أعرف إن كان سبب ذلك الاعتبارات السياسية الحزبية أو اعتبارات أخرى؛ كنت أتمنى لو قال إنه لا يريد إبرام اتفاق، بدلاً من... لأن كثيراً من الأشخاص كرسوا كثيراً من العمل، لكنني لا أعتقد أن (بيبي) كان سيبرم اتفاقاً على الإطلاق. هذا رأيي. أعتقد أن الجنرال (غانتس) أراد إبرام اتفاق».
وهنا، وقبل أن يمضي في إطراء غانتس، فاجأ ترمب محدثيه الإسرائيليين، وراح يمتدح الرئيس الفلسطيني، حيث قال: «رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أراد إبرام اتفاق أكثر من نتنياهو. وسأكون صادقاً؛ لقد كان لي لقاء رائع معه (عباس)، وقضينا كثيراً من الوقت معاً نتحدث عن أشياء كثيرة، وكان تقريباً مثل الأب؛ أعني: لقد كان لطيفاً جداً، لم يكن ممكناً له أن يكون ألطف من ذلك. وعندما التقيت نتنياهو بعدها، قلت له: كان لدي لقاء جيد جداً مع عباس؛ بإمكاننا بالتأكيد إبرام اتفاق. كيف كان رد القائد الإسرائيلي؟ قال: حسناً، لنفكر في الموضوع، دعنا لا نتحرك بسرعة، كما تعلم... فقاطعته وقلت له: لحظة واحدة، أنت لا تريد إبرام اتفاق؟ فأجاب: حسناً، ااه.. ااه.. ااه.. إن (بيبي) في الحقيقة لم يرد في أي وقت إبرام اتفاق، وقد صدمني. لقد كنت أعتقد أن الفلسطينيين هم الرافضون المتعبون، وأن الإسرائيليين سيفعلون أي شيء لصنع السلام والاتفاق؛ وقد وجدت أن هذا ليس صحيحاً».
وسئل ترمب عن أنه ما دام أنه كان غاضباً من نتنياهو، راضياً عن عباس، فلماذا اتخذ قراراته بالاعتراف بضم القدس لإسرائيل، وعدها عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب، مما أغضب الفلسطينيين، وجعلهم يقررون قطع العلاقات مع واشنطن، فأجاب بأنه هو الذي منع نتنياهو من ضم أراضي الضفة الغربية، قائلاً: «لقد غضبت عليه، وأوقفت ذلك».
وهنا، راح يمتدح وزير الدفاع بيني غانتس، قائلاً: «أعتقد أنه أراد إبرام اتفاق بصدق. فلو نفذ نتنياهو وعده، وأبقى على الشراكة معه، وأتاح له الوصول إلى منصب رئيس حكومة، بموجب الاتفاق، لكانت الأمور ستسير بشكل أسهل بكثير». وأضاف: «بيني غانتس أعجبني كثيراً. أعتقد أنه كان رائعاً. لقد جاء إلى البيت الأبيض، وأبدى آراء معتدلة كان بالإمكان أن تفضي إلى إبرام اتفاق مع الفلسطينيين؛ الفلسطينيون يكرهون نتنياهو، يكرهونه بشدة. ولكنهم لم يكرهوا غانتس، لم يكرهوه. وقد قلت لجاريد (كوشنر، صهره كبير مستشاريه) وديفيد (فريدمان، السفير الأميركي لدى إسرائيل آنذاك)، إنه إذا أصبح هو الرجل، إذا فاز، سيكون الأمر أسهل بكثير».
يذكر أن ترمب كان قد بدأ لقاءاته الصحافية مع الإعلام الإسرائيلي بمقابلة مطولة مع الصحافي باراك رافيد، المعلق السياسي في موقع «واللا»، الذي يعد كتاباً عن ترمب و«صفقة القرن» بعنوان «سلام ترمب». وحسب مقتطفات من المقابلة نشرت في نهاية الأسبوع في وسائل الإعلام العبرية، عد الرئيس الأميركي السابق شريكه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نتنياهو «مخادعاً خائناً»، وشتمه قائلاً إنه «لم يفعل أحد أكثر مني لبيبي. لقد أحببته، وما زلت أحبه، لكنني أيضاً أحب الإخلاص؛ كان بيبي أول شخص يهنئ بايدن. ولم يهنئه فحسب، بل فعل ذلك بواسطة مقطع فيديو. لقد شعرت بخيبة أمل شخصية منه؛ كان يمكن لبيبي أن يظل صامتاً. لقد ارتكب خطأً فادحاً. أعتقد أن إسرائيل كانت ستكون مدمرة بحلول هذا الوقت، لولا قراراتي ضد الاتفاق مع إيران».
وقد رد مكتب نتنياهو على تصريحات ترمب، قائلاً: «أقدر عالياً الرئيس ترمب، ودعمه لإسرائيل، لكنني أيضاً أقدر أهمية التحالف القوي بين إسرائيل والولايات المتحدة، وبالتالي كان من المهم بالنسبة لي أن أهنئ الرئيس الجديد».
ترمب يشيد بـ«أبو مازن» ويعده راغباً في السلام
في تصريحات إضافية موجهة للإسرائيليين
ترمب يشيد بـ«أبو مازن» ويعده راغباً في السلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة