تراجع قضايا الإرهاب أمام المحاكم المغربية خلال 2020

تفكيك 126 خلية وتقديم 165 شخصاً للمحاكمة

TT

تراجع قضايا الإرهاب أمام المحاكم المغربية خلال 2020

أفاد تقرير لرئاسة النيابة العامة (الادعاء العام) في المغرب بأنه رغم الظروف الاستثنائية بسبب الجائحة، فقد جرى تسجيل 126 قضية تتعلق بتفكيك الخلايا الإرهابية، خلال سنة 2020، قدم خلالها 165 شخصاً أمام العدالة. وسجل التقرير أن عدد القضايا الإرهابية عرفت تراجعاً سنة 2020، مقارنة مع سنة 2019، التي عرفت تسجيل 302 قضية توبع فيها 358 شخصاً. وعزا التقرير هذا التراجع إلى «الانحدار الذي تعرفه التنظيمات الإرهابية على المستوى الدولي». وجاء في التقرير أن المصالح الأمنية وجهت «ضربات استباقية»، أدت إلى الحد من عمل الخلايا الإرهابية ومن أنشطة أتباعها، وجرى «إحباط مخططاتها قبل أن تبلغ مراحل متقدمة في التنفيذ». وسجل التقرير أيضاً أن جرائم الإشادة بالإرهاب وتكوين عصابة إجرامية وارتكاب أفعال إرهابية تتصدر قائمة الجرائم الإرهابية حيث وصل عدد المتابعين بتهمة الإشادة بالإرهاب 104 أشخاص، والتحريض وإقناع الغير 84 شخصاً، وتكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية 76 شخصاً. ومن ضمن المتابعين حسب التقرير 10 أشخاص مغاربة عادوا من بؤر التوتر بعد التحاقهم بالتنظيمات الإرهابية. ورغم تراجع الجرائم الإرهابية سنة 2020، فإن الخلايا التي تم تفكيكها «شكلت تهديداً حقيقياً للمملكة»، حسب التقرير، بالنظر للأهداف النوعية التي كانت تسعى لتنفيذها، حيث كانت تستهدف «مؤسسات حيوية ومواقع سياحية وشخصيات عمومية»، باستعمال أسلحة وأدوات إلكترونية وكهربائية ومواد كيميائية تدخل في صناعة المتفجرات. وأشار التقرير إلى خطورة الأشخاص الموقوفين. وحسب التقرير فإنه رغم اعتماد «المحاكمات عن بعد»، بالنسبة للمتهمين الراغبين في ذلك، فإن الجائحة أثرت على المحاكمات في ملفات الإرهاب. فإلى حدود شهر ديسمبر (كانون الأول) 2020، أصدرت محكمة الاستئناف بالرباط 4 قرارات فقط؛ إذ قضت بإدانة أربعة متهمين بعقوبات سالبة للحرية، في حين ما زال 119 شخصاً في طور التحقيق أو المحاكمة ابتدائياً.
من جهة أخرى، توقف التقرير عند تطور جريمة تهريب المهاجرين، وسجل انخفاض هذه الجرائم خلال سنة 2020، إلى 587 قضية، مقارنة مع 1583 قضية في 2019، بانخفاض قُدّر بأكثر من 62 في المائة. كما انتقل عدد المتابعين في تهريب المهاجرين من 1957 شخصاً إلى 896، بين 2019 و2020 منهم 790 مغربياً، و106 من جنسيات مختلفة، أغلبهم من جنوب الصحراء الأفريقية، ينشطون في شبكات الهجرة غير المشروعة. وبخصوص جرائم المخدرات، سجل التقرير تراجع هذه القضايا المعروضة على المحاكم، لتنتقل من 122 ألفاً و999 قضية في 2019، إلى 106 آلاف و842 قضية في 2020، بانخفاض بلغ 13 في المائة، فيما بلغ عدد المعتقلين في قضايا المخدرات 128 ألفاً و25 شخصاً سنة 2020 مقارنة مع 152 ألفاً و88 شخصاً في 2019، وأوضح التقرير أنه تم اعتقال 22 في المائة من هؤلاء أي ما مجموعه 28 ألفاً و517 شخصاً. هذا فيما عرفت قضايا استيراد وتصدير المخدرات ارتفاعاً طفيفاً بتسجيل 472 قضية سنة 2019 مقارنة مع 541 قضية سنة 2020. وتوقف التقرير عند ظاهرة زواج القصر، مشيراً إلى أن طلبات الإذن بالزواج من القصر، التي عرضت على المحاكم سنة 2020، بلغت 19 ألفاً و926 حالة، منها 95 في المائة تتعلق بتزويج فتيات قاصرات، و5 في المائة تتعلق بتزويج الذكور.
وأشار التقرير إلى أن 68 في المائة من هذه الطلبات يقطن أصحابها بالمجال القروي. وتشكل الفتاة القاصر 77 في المائة من الحالات، والتي تطلب الزواج، ما يعني أن الاعتبارات الاجتماعية والثقافية لا تزال تؤثر في ظاهرة زواج القاصرات بشكل كبير. ويشير التقرير إلى أن النيابة العامة تقدمت سنة 2020 بـ33 ألفاً و788 ملتمساً بشأن طلبات تزويج القاصرات، منها طلبات تتعلق بإنجاز بحث اجتماعي، أو خبرة طبية. وتوقف التقرير أيضاً عن قضايا الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال، التي بلغت 2261 حالة سنة 2020، مسجلاً تراجعاً مقارنة مع سنة 2019، التي شهدت 2354 حالة. واعتبر التقرير أن هذه الجرائم ما زالت تحتل الصدارة ضمن الجرائم المرتكبة ضد الأطفال عموماً، بنسبة 46 في المائة. وسجلت جريمة هتك عرض القصر بدون عنف مع ظروف التشديد ارتفاعاً من 310 حالات سنة 2019 إلى 373 حالة سنة 2020، بزيادة 63 في المائة.
وتشكل الاعتداءات الجسدية ضد الأطفال نسبة 24 في المائة من مجموع الاعتداءات المسجلة سنة 2020، حيث بلغ عددها 1179 حالة، وهي تحتل الرتبة الثانية بعد الاعتداءات الجنسية. وسجلت قضايا إهمال الأسرة بدورها تراجعاً من 1007 قضايا سنة 2019 إلى 623 قضية في 2020، وهي تعد من أكثر الجرائم شيوعاً ضد الأطفال. وخلال السنوات الثلاث الأخيرة تراجع العنف ضد الأطفال بشكل ملحوظ، إذ انخفض عدد القضايا المسجلة من 6702 سنة 2018، إلى 5650 سنة 2019، ثم 4828 سنة 2020. وبلغ عدد المتابعين بجريمة الاعتداء على الأطفال، حسب التقرير، 5424 متابعاً بانخفاض بلغ 18 في المائة مقارنة مع سنة 2019، التي توبع فيها 6291 شخصاً.


مقالات ذات صلة

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )
آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
TT

القطن المصري... محاولة حكومية لاستعادة «عصره الذهبي» تواجه تحديات

مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي بصحبة عدد من الوزراء خلال تفقده مصنع الغزل والنسيج في المحلة (مجلس الوزراء المصري)

تراهن الحكومة المصرية على القطن المشهور بجودته، لاستنهاض صناعة الغزل والنسيج وتصدير منتجاتها إلى الخارج، لكن رهانها يواجه تحديات عدة في ظل تراجع المساحات المزروعة من «الذهب الأبيض»، وانخفاض مؤشرات زيادتها قريباً.

ويمتاز القطن المصري بأنه طويل التيلة، وتزرعه دول محدودة حول العالم، حيث يُستخدم في صناعة الأقمشة الفاخرة. وقد ذاع صيته عالمياً منذ القرن التاسع عشر، حتى أن بعض دور الأزياء السويسرية كانت تعتمد عليه بشكل أساسي، حسب كتاب «سبع خواجات - سير رواد الصناعة الأجانب في مصر»، للكاتب مصطفى عبيد.

ولم يكن القطن بالنسبة لمصر مجرد محصول، بل «وقود» لصناعة الغزل والنسيج، «التي مثلت 40 في المائة من قوة الاقتصاد المصري في مرحلة ما، قبل أن تتهاوى وتصل إلى ما بين 2.5 و3 في المائة حالياً»، حسب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الذي أكد عناية الدولة باستنهاض هذه الصناعة مجدداً، خلال مؤتمر صحافي من داخل مصنع غزل «1» في مدينة المحلة 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

أشار مدبولي، حسب ما نقله بيان مجلس الوزراء، إلى أن مشروع «إحياء الأصول» في الغزل والنسيج يتكلف 56 مليار جنيه (الدولار يعادل 50.7 جنيها مصري)، ويبدأ من حلج القطن، ثم تحويله غزلاً فنسيجاً أو قماشاً، ثم صبغه وتطويره حتى يصل إلى مُنتج سواء ملابس أو منسوجات، متطلعاً إلى أن ينتهي المشروع نهاية 2025 أو بداية 2026 على الأكثر.

وتكمن أهمية المشروع لمصر باعتباره مصدراً للدولار الذي تعاني الدولة من نقصه منذ سنوات؛ ما تسبب في أزمة اقتصادية دفعت الحكومة إلى الاقتراض من صندوق النقد الدولي؛ مرتين أولاهما عام 2016 ثم في 2023.

وبينما دعا مدبولي المزارعين إلى زيادة المساحة المزروعة من القطن، أراد أن يطمئن الذين خسروا من زراعته، أو هجروه لزراعة الذرة والموالح، قائلاً: «مع انتهاء تطوير هذه القلعة الصناعية العام المقبل، فسوف نحتاج إلى كل ما تتم زراعته في مصر لتشغيل تلك المصانع».

وتراجعت زراعة القطن في مصر خلال الفترة من 2000 إلى عام 2021 بنسبة 54 في المائة، من 518 ألفاً و33 فداناً، إلى 237 ألفاً و72 فداناً، حسب دراسة صادرة عن مركز البحوث الزراعية في أبريل (نيسان) الماضي.

وأرجعت الدراسة انكماش مساحته إلى مشكلات خاصة بمدخلات الإنتاج من بذور وتقاوٍ وأسمدة، بالإضافة إلى أزمات مرتبطة بالتسويق.

أزمات الفلاحين

سمع المزارع الستيني محمد سعد، وعود رئيس الوزراء من شاشة تليفزيون منزله في محافظة الغربية (دلتا النيل)، لكنه ما زال قلقاً من زراعة القطن الموسم المقبل، الذي يبدأ في غضون 3 أشهر، تحديداً مارس (آذار) كل عام.

يقول لـ«الشرق الأوسط»: «زرعت قطناً الموسم الماضي، لكن التقاوي لم تثمر كما ينبغي... لو كنت أجَّرت الأرض لكسبت أكثر دون عناء». وأشار إلى أنه قرر الموسم المقبل زراعة ذرة أو موالح بدلاً منه.

نقيب الفلاحين المصري حسين أبو صدام (صفحته بفيسبوك)

على بعد مئات الكيلومترات، في محافظة المنيا (جنوب مصر)، زرع نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، القطن وكان أفضل حظاً من سعد، فأزهر محصوله، وحصده مع غيره من المزارعين بقريته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن أزمة أخرى خيَّبت أملهم، متوقعاً أن تتراجع زراعة القطن الموسم المقبل مقارنة بالماضي (2024)، الذي بلغت المساحة المزروعة فيه 311 ألف فدان.

تتلخص الأزمة التي شرحها أبو صدام لـ«الشرق الأوسط» في التسويق، قائلاً إن «المحصول تراكم لدى الفلاحين شهوراً عدة؛ لرفض التجار شراءه وفق سعر الضمان الذي سبق وحدَّدته الحكومة لتشجيع الفلاح على زراعة القطن وزيادة المحصول».

ويوضح أن سعر الضمان هو سعر متغير تحدده الحكومة للفلاح قبل أو خلال الموسم الزراعي، وتضمن به ألا يبيع القنطار (وحدة قياس تساوي 100 كيلوغرام) بأقل منه، ويمكن أن يزيد السعر حسب المزايدات التي تقيمها الحكومة لعرض القطن على التجار.

وكان سعر الضمان الموسم الماضي 10 آلاف جنيه، لمحصول القطن من الوجه القبلي، و12 ألف جنيه للمحصول من الوجه البحري «الأعلى جودة». لكن رياح القطن لم تجرِ كما تشتهي سفن الحكومة، حيث انخفضت قيمة القطن المصري عالمياً في السوق، وأرجع نقيب الفلاحين ذلك إلى «الأزمات الإقليمية وتراجع الطلب عليه».

ويحدّد رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن التابع لوزارة الزراعة، الدكتور مصطفى عمارة، فارق سعر الضمان عن سعر السوق بنحو ألفي جنيه؛ ما نتج منه عزوف من التجار عن الشراء.

وأكد عمارة أن الدولة تدخلت واشترت جزءاً من المحصول، وحاولت التيسير على التجار لشراء الجزء المتبقي، مقابل أن تعوض هي الفلاح عن الفارق، لكن التجار تراجعوا؛ ما عمق الأزمة في السوق.

يتفق معه نقيب الفلاحين، مؤكداً أن مزارعي القطن يتعرضون لخسارة مستمرة «سواء في المحصول نفسه أو في عدم حصول الفلاح على أمواله؛ ما جعل كثيرين يسخطون وينون عدم تكرار التجربة».

د. مصطفى عمارة رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار المصري)

فرصة ثانية

يتفق المزارع ونقيب الفلاحين والمسؤول في مركز أبحاث القطن، على أن الحكومة أمامها تحدٍ صعب، لكنه ليس مستحيلاً كي تحافظ على مساحة القطن المزروعة وزيادتها.

أول مفاتيح الحل سرعة استيعاب أزمة الموسم الماضي وشراء المحصول من الفلاحين، ثم إعلان سعر ضمان مجزٍ قبل موسم الزراعة بفترة كافية، وتوفير التقاوي والأسمدة، والأهم الذي أكد عليه المزارع من الغربية محمد سعد، هو عودة نظام الإشراف والمراقبة والعناية بمنظومة زراعة القطن.

ويحذر رئيس قسم بحوث المعاملات الزراعية في معهد بحوث القطن من هجران الفلاحين لزراعة القطن، قائلاً: «لو فلاح القطن هجره فـلن نعوضه».

أنواع جديدة

يشير رئيس غرفة الصناعات النسيجية في اتحاد الصناعات محمد المرشدي، إلى حاجة مصر ليس فقط إلى إقناع الفلاحين بزراعة القطن، لكن أيضاً إلى تعدد أنواعه، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن القطن طويل التيلة رغم تميزه الشديد، لكن نسبة دخوله في المنسوجات عالمياً قليلة ولا تقارن بالقطن قصير التيلة.

ويؤكد المسؤول في معهد بحوث القطن أنهم استنبطوا بالفعل الكثير من الأنواع الجديدة، وأن خطة الدولة للنهوض بصناعة القطن تبدأ من الزراعة، متمنياً أن يقتنع الفلاح ويساعدهم فيها.