تحليل يتنبأ بالتهاب «المفاصل الروماتويدي» قبل حدوثه بـ10 سنوات

علاج التهاب «المفاصل الروماتويدي» في مراحله المبكرة يسبب هدوء الأعراض
علاج التهاب «المفاصل الروماتويدي» في مراحله المبكرة يسبب هدوء الأعراض
TT

تحليل يتنبأ بالتهاب «المفاصل الروماتويدي» قبل حدوثه بـ10 سنوات

علاج التهاب «المفاصل الروماتويدي» في مراحله المبكرة يسبب هدوء الأعراض
علاج التهاب «المفاصل الروماتويدي» في مراحله المبكرة يسبب هدوء الأعراض

كشفت مسحة مأخوذة من خلايا الخد (الخلايا الشدقية) عن مؤشرات حيوية لالتهاب «المفاصل الروماتويدي»، يمكن أن تؤدي إلى طريقة للتشخيص وبدء العلاج قبل تطور المرض بعشر سنوات، وذلك وفقاً لدراسة نشرت أول من أمس في دورية «ساينتفيك ريبورتيز». وفي الدراسة، حدد الباحثون من جامعة ولاية واشنطن الأميركية، مجموعة من التغييرات في التركيب الكيميائي للحمض النووي بخلايا النساء المصابات بالتهاب «المفاصل الروماتويدي»، التي تختلف عن تلك التي لا يعاني أصحابها من أمراض المناعة الذاتية المدمرة للمفاصل.
والتهاب «المفاصل الروماتويدي» ينتشر حول العالم مع معدل أعلى في الإصابة لدى النساء منه لدى الرجال، وفي حين أن «العلاجات الدوائية الحالية لها (فاعلية) محدودة في العديد من المرضى الذين أصيبوا بالفعل بالمرض»، فقد أظهرت بعض الدراسات أن «العلاجات التي تبدأ في المراحل المبكرة من المرض يمكن أن تسبب هدوء الأعراض».
ويقول مايكل سكينر، الأستاذ في كلية العلوم البيولوجية بجامعة ولاية واشنطن في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة، «إذا تمكنا من تحديد هؤلاء المرضى قبل عشر سنوات من تطور المرض، فإنه يفتح مجالاً كاملاً من الطب الوقائي الذي لم نتمكن من الوصول إليه من قبل».
ومن أجل الدراسة، جمع الباحثون خلايا الخد، باستخدام مسحة من مجموعتين من النساء؛ مجموعة من 26 امرأة قوقازية من سبوكان بواشنطن، ومجموعة من 23 امرأة أميركية من أصل أفريقي من لوس أنجليس، وفي كل مجموعة، كان حوالي نصف النساء مصابات بالتهاب «المفاصل الروماتويدي»، بينما يعمل النصف الآخر كعنصر تحكم (غير مصابات بالمرض).
ورغم أن الخلايا التي تم فحصها مأخوذة من الخد؛ إلا أنها سمحت للباحثين بإجراء تحليل على مستوى الإبيجينوم «ما فوق الجينوم»، وهو مصطلح يشير إلى سجل التغيرات الكيميائية الفوق جينية في الحمض النووي وبروتينات الهيستون لكائن حي، ويمكن أن تنتقل هذه التغييرات إلى نسل الكائن الحي عبر الوراثة الفوق جينية العابرة للأجيال. في هذه الدراسة، وجد الباحثون تغييرات في التركيب الكيميائي للحمض النووي في مناطق تسمى مناطق «مثيلة الحمض النووي»، بين النساء في كلا المجموعتين المصابات بالتهاب «المفاصل الروماتويدي»، مما يعني أن هذه التغييرات يمكن أن تكون إشارة قوية للمرض. ويضيف سكينر: «من المدهش أن معظم مواقع (مثيلة الحمض النووي) التي وجدناها، والتي كانت متسقة بين المرضى المصابين بالمرض كانت مرتبطة بجينات معروفة سابقاً بأنها متورطة في التهاب (المفاصل الروماتويدي)».


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».