المتحف المصري يقترب من إنهاء ترميم كنوزه النادرة

عبر مشروع ضخم يضمّ آلاف القطع

المتحف المصري يقترب من إنهاء ترميم كنوزه النادرة
TT

المتحف المصري يقترب من إنهاء ترميم كنوزه النادرة

المتحف المصري يقترب من إنهاء ترميم كنوزه النادرة

يقترب المتحف المصري بالتحرير من إنهاء أكبر مشروع لترميم مقتنياته التي تعود لعصور تاريخية مختلفة من بينها الدولة المصرية القديمة والعصر المتأخر، واليوناني والروماني، ومن بين المقتنيات النادرة التي يشملها مشروع الترميم «كنوز تانيس» ويبلغ عددها نحو ألفي قطعة، وقد اكتُشفت في مقبرة بمحافظة الشرقية، تمهيداً لعرضها أمام الجمهور بسيناريوهات عرض متحفي حديثة، إذ لم تعرض هذه الكنوز كاملة من قبل.
وتأتي عمليات الترميم ضمن مشروع تطوير متكامل للمتحف تشارك فيه خمسة متاحف عالمية.

مشروع الترميم الكبير الذي بدأ في ربيع العام الجاري يشمل ترميم كل مقتنيات الطابق الأول بالمتحف المصري في التحرير بوسط العاصمة القاهرة، التي تعود إلى عصر الدولة المصرية القديمة، والعصر المتأخر، واليوناني والروماني، ومع تنوع القطع، تعددت تخصصات خبراء الترميم العاملين على المشروع، ما بين الترميم الحجري للتماثيل والقطع الحجرية، وخبراء في ترميم الحلي والمجوهرات، وكذلك في القطع الخشبية، والمعادن، بجانب إجراء عمليات التنظيف الميكانيكي للمقتنيات المختلفة باستخدام فرشاة خاصة ومواد تنظيف معدة خصيصاً حسب تكوين كل قطعة وفق صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف المصري، التي تقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «مشروع الترميم الذي قارب على النهاية يشمل كل القطع الموجودة في قاعات الطابق الأول بالمتحف، التي تعود إلى عصر الدولة المصرية القديمة من حقب متتابعة، وأيضاً كنوز تانيس».
وتشير عبد الرازق إلى إعداد سيناريو عرض متحفي حديث لكل قاعة بالطابق يتناسب مع طبيعة كل مجموعة أثرية، وستُعرض على الجمهور، لأنّ كنوز تانيس لم تعرض كاملة من قبل، وتشمل عمليات الترميم تخصصات مختلفة تناسب نوعية وتكوين المقتنيات، حيث يُنفّذ المشروع بالتعاون مع خمسة متاحف عالمية.
ويأتي ترميم مقتنيات عصر الدولة المصرية القديمة ضمن مشروع متكامل لتطوير المتحف المصري بالتحرير يشارك فيه متحف اللوفر الفرنسي، والمتحف البريطاني بإنجلترا، والمتحف المصري بتورين في إيطاليا، ومتحف برلين في ألمانيا، ومتحف لايدن بهولندا.

وبمناسبة مرور 119 عاماً على تدشين المتحف، أطلقت وزارة السياحة والآثار في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، الموقع الإلكتروني الخاص بها ضمن مشروع التطوير الشامل وفي إطار استراتيجية الوزارة للتحول الرقمي، إذ يعد ثاني متحف مصري يطلق موقعه الإلكتروني بعد المتحف القومي للحضارة.
وتحل كنوز تانيس في العرض بالمتحف المصري بالتحرير مكان مجموعات الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون التي نُقلت إلى المتحف المصري الكبير، واكتُشفت مجموعة تانيس في مدينة تحمل الاسم نفسه أو «صان الحجر» بمركز الحسينية في محافظة الشرقية، (شرق الدلتا المصرية) وتضم نحو ألفي قطعة ذهبية، أبرزها حلي وأوانٍ وتمائم ذهبية وفضية، وقطع تعود للملك آمون إم أوبت «974 - 984 قبل الميلاد» منها توابيت ومصنوعات ذهبية ومشغولات وأحجار كريمة، ومن أشهر القطع، القناع الذهبي للملك بسوسنس الأول، وأيضاً مجموعات نادرة من التوابيت الذهبية والفضية، كما تضم كنوز تانيس مجموعة كبيرة من القطع الذهبية النادرة غير مكررة في الحضارة المصرية، منها قلادات وأساور وحلي ذهبية متنوعة.
وافتُتح المتحف المصري في التحرير عام 1902، ويعد من أوائل البنايات في العالم التي بُنيت لتكون متحفاً متخصصاً، ويضم المتحف أكثر من 250 ألف قطعة أثرية، ومعامل ترميم متميزة، بالإضافة إلى مكتبة تحتوي على كتب وموسوعات نادرة تتناول الآثار والحضارة المصرية القديمة.


مقالات ذات صلة

إحياء «القاهرة التاريخية» في المنتدى الحضري العالمي

يوميات الشرق أحد المواقع التراثية في القاهرة التاريخية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

إحياء «القاهرة التاريخية» في المنتدى الحضري العالمي

يحتفي المنتدى الحضري العالمي الذي يُعقد في مصر خلال الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، بمدينة القاهرة وما تمثله من قيمة تاريخية وتراثية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من المعرض (محافظة سوهاج)

عرض مقتنيات مقبرة «حاكم الصعيد» كاملة للمرة الأولى بسوهاج

يعرض متحف سوهاج القومي، بجنوب مصر، للمرة الأولى مقتنيات مقبرة حاكم الصعيد «وني» كاملة منذ اكتشافها عام 1858.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أحد عروض كركلا في بعلبك (خاص بـ«الشرق الأوسط»)

الخطر يهدد قلعة بعلبك الرومانية وضرر مباشر في أحد معالمها

استشعرت وزارة الثقافة في لبنان، منذ مطلع السنة الحالية، المخاطر التي يمكن أن تحيط بالأماكن الأثرية وبدئ تحضير الملفات ودراسة الإجراءات الممكنة، تحسباً لأي طارئ.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق إعادة بناء افتراضية ثلاثية الأبعاد لأطلال قرية النطاة من العصر البرونزي استناداً إلى أدلة ودراسات أثرية نُشرت حديثاً (مشروع خيبر عبر العصور)

قرية من العصر البرونزي... أحدث اكتشافات «العُلا» الأثرية

أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، في مؤتمر صحافي بالعاصمة السعودية الرياض، اكتشافاً فريداً من نوعه لقرية أثرية من العصر البرونزي في واحة خيبر بالسعودية.

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق بعض اللقى الأثرية المكتشفة في المقبرة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف «أول» مقبرة أثرية من عصر الدولة الوسطى

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الجمعة، اكتشاف أول مقبرة تعود لعصر الدولة الوسطى بجبانة العساسيف في الأقصر (جنوب مصر).

فتحية الدخاخني (القاهرة )

عروض فلكلورية وأزياء شعبية في الأسبوع العربي للتراث بباريس

فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
TT

عروض فلكلورية وأزياء شعبية في الأسبوع العربي للتراث بباريس

فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)

شاركت مصر في الأسبوع العربي للتراث بمنظمة اليونيسكو في العاصمة الفرنسية باريس، الاثنين، بأنشطة متنوعة، بين حفلات للغناء والرقص التراثي، وعروض الأزياء المصرية، بالإضافة إلى محاضرات حول صون التراث غير المادي، والتراث العلمي.

وتضمّنت الفعاليات التي شاركت فيها مصر عروضاً فلكلورية استعراضية، مثل رقصة التنّورة بتنويعاتها المختلفة، بالإضافة إلى معرض للحِرَف اليدوية التراثية، وكذلك عرض أزياء شعبية مستوحى من التراث المصري عبر عصور مختلفة، إلى جانب عرض موسيقي غنائي بمشاركة السوبرانو العالمية المصرية فرح الديباني.

ويمثّل وزارة الثقافة المصرية في احتفالية اليونيسكو بأسبوع التراث العربي الدكتورة نهلة إمام، ممثلة مصر في اتفاقية صَون التراث الثقافي غير المادي، ومن المقرَّر أن تُلقي محاضرة خلال الفعاليات حول الآفاق المستقبلية لصَون التراث الثقافي غير المادي، وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، الثلاثاء.

وبينما تستعرض محاضرة إمام خارطة طريق تهدف إلى حماية التراث الثقافي، وتعزيز دوره بصفته وسيلةً لترسيخ الاحترام المتبادل بين الشعوب ودعم السلام في عالم يتّسم بالتوترات، مع إبراز دور التراث بصفته جسراً يربط بين الشعوب، ويدعو إلى احترام الإنسان والبيئة، ويشارك في الفعاليات الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، ومرشح مصر لرئاسة اليونيسكو لعام 2025، ويقدّم محاضرة عن تاريخ العلوم.

وتربط الفعاليات التي تُقام بين الأصالة والمعاصرة والتنمية المستدامة، وتعزيز الهوية الوطنية للشعوب العربية، ويشارك في الاحتفالية أكثر من بلد عربي بفعاليات ومبادرات متنوعة.

أسبوع التراث العربي باليونيسكو شهد عديداً من الفعاليات (وزارة الثقافة المصرية)

ويُعدّ حدث «أسبوع التراث العربي» هو الأول من نوعه في تاريخ عمل الدول العربية مع اليونيسكو، وتستهدف الفعالية الاحتفاء بالثقافة العربية، وتسليط الضوء على جوانبها المتعددة.

وتستهدف الفعاليات تسليط الضوء على التراث الثقافي والحضاري العربي الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، والذي يتميّز بتنوّعه وفق تنوّع البيئات والدول العربية، كما يهدف إلى تعزيز مكانة الثقافة العربية في المنظمة الدولية، وكذلك العمل على تعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادَل، وعقد وتطوير شراكات بين الدول العربية ومنظمة اليونيسكو والدول الأعضاء الأخرى، فيما يتعلق بحفظ وحماية التراث.

وتهتم منظمة اليونيسكو بالتراث الثقافي غير المادي الذي تعرّفه بأنه «الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات التي تعتبرها الجماعات، وأحياناً الأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي، وما يرتبط بهذه الممارسات من آلات وقِطَع ومصنوعات وأماكن ثقافية».

وتؤكد - وفق إفادة على الصفحة الرسمية للمنظمة الدولية - أن «هذا التراث الثقافي غير المادي المتوارَث جيلاً عن جيل، تُبدِعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة، بما يتّفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها»، بما يُنمّي الإحساس بالهوية، ويُعزّز احترام التنوع الثقافي.

وكانت مصر قد تقدّمت بملفات لمنظمة اليونيسكو لصَون التراث الحضاري غير المادي لديها، ونجحت في تسجيل السيرة الهلالية في قائمة التراث الثقافي غير المادي عام 2008، كما سجّلت لعبة «التحطيب»، أو اللعب بالعصي لعبةً قتاليةً مستوحاةً من التراث المصري القديم، ضمن قائمة التراث غير المادي عام 2016، وسجّلت أيضاً الممارسات المتعلقة بالنخلة، والخط العربي، والنسيج اليدوي، والأراجوز، والاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة، والنقش على المعادن.