لقاء بين أوباما وكاسترو يدشن عصرًا جديدًا في العلاقات بين عدوي الحرب

واشنطن سعت لتهدئة التوتر مع فنزويلا بلقاء غير مسبوق مع الرئيس مادورو

الرئيس الأميركي باراك أوباما يصافح نظيرته البرازيلية ديلما روسيف على هامش قمة الأميركتين في بنما أول من أمس حيث أعلن أن الرئيسة البرازيلية ستزور واشنطن في 30 يونيو المقبل (أ.ب)
الرئيس الأميركي باراك أوباما يصافح نظيرته البرازيلية ديلما روسيف على هامش قمة الأميركتين في بنما أول من أمس حيث أعلن أن الرئيسة البرازيلية ستزور واشنطن في 30 يونيو المقبل (أ.ب)
TT

لقاء بين أوباما وكاسترو يدشن عصرًا جديدًا في العلاقات بين عدوي الحرب

الرئيس الأميركي باراك أوباما يصافح نظيرته البرازيلية ديلما روسيف على هامش قمة الأميركتين في بنما أول من أمس حيث أعلن أن الرئيسة البرازيلية ستزور واشنطن في 30 يونيو المقبل (أ.ب)
الرئيس الأميركي باراك أوباما يصافح نظيرته البرازيلية ديلما روسيف على هامش قمة الأميركتين في بنما أول من أمس حيث أعلن أن الرئيسة البرازيلية ستزور واشنطن في 30 يونيو المقبل (أ.ب)

بلقائه التاريخي مع راؤول كاسترو ومناوراته مع نيكولاس مادورو، مهد الرئيس الأميركي باراك أوباما في قمة الأميركتين التاريخية في بنما، لمرحلة جديدة للعلاقات المضطربة غالبا بين الولايات المتحدة ودول أميركا اللاتينية.
ففي سياق الإعلان عن تقاربهما منتصف ديسمبر (كانون الأول) تمكن الرئيسان الأميركي والكوبي بادئ ذي بدء من طي آخر صفحات الحرب الباردة بعقد لقاء ودي غير مسبوق منذ 1956 بين رئيسي البلدين.
كان ذلك قبل ثلاث سنوات من ثورة كاسترو عندما تحولت العلاقة بين واشنطن وهافانا إلى عداوة شرسة. في تلك الآونة لم يكن الرئيس الأميركي الحالي البالغ من العمر 53 عاما قد ولد بعد.
وقال أوباما في خطابه أمام ثلاثين من قادة الدول: «إن التغيير السياسي (الأميركي) تجاه كوبا يشكل علامة (فارقة) قبل وبعد، فجلوس الرئيس كاسترو وأنا هنا اليوم يمثل بحد ذاته حدثا تاريخيا».
وهذا اللقاء سجل أيضا عودة كوبا إلى المنابر الكبرى الأميركية التي أقصيت عنها هافانا منذ أن بدأت في 1994، وهو حدث سيكون له تردداته في العلاقات القارية حتى وإن بقيت هناك نقاط خلافية كثيرة بين العدوين القديمين.
ولفتت جوي أولسون من مجموعة الأبحاث «مكتب واشنطن حول أميركا اللاتينية» إلى «أن هذا اللقاء كان هاما إلى حد يفوق التصور؛ فهو ينطوي على كل المقومات لتحريك الخطوط الأساسية من أجل تحسين العلاقات» بين نصفي الكرة الأرضية. ورأى باراك أوباما أن التقارب بين واشنطن وهافانا يسجل «منعطفا» بالنسبة للأميركتين.
وفي هذا الصدد قال سانتياغو كانتون المسؤول في مركز روبرت فيتزجيرالد كنيدي للعدالة وحقوق الإنسان في الكلام: «العلاقات بين الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية باتت مختلفة اعتبارا من الآن».
وتابع: «إن شبح كوبا كان حاضرا في كل العلاقات الثنائية والمتعددة بين الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية، لكن هذا الشبح توارى اعتبارا من الآن». وأضاف هذا الخبير: «نتمنى أن لا تصبح فنزويلا هذا الشبح». فالملف الفنزويلي كان يلوح بتهديد لهذه القمة، لكن الرئيس أوباما سعى أيضا إلى نزع فتيله؛ فبعد أن هبت دول أميركية لاتينية كثيرة لدعم كراكاس عند إعلان واشنطن فرض عقوبات مرفقة بوصف غير مترو لفنزويلا بأنها «خطر على أمن» الولايات المتحدة، عرف أوباما كيف يحد من الأضرار خلال يومي القمة في بنما.
وبعد أن أرسل هذا الأسبوع مبعوثا خاصا إلى مادورو، بذل قصارى جهده لعدم التعرض لانتقادات أمام قادة الدول الآخرين. وكان في البداية أكد الجمعة أن فنزويلا لا تشكل فعلا أي خطر على أمن بلاده. وأول من أمس تعمد الغياب عن الطاولة المستديرة قبل خطاب الرئيس الفنزويلي الذي كان أعلن نيته تسديد «ضربة» إعلامية من خلال تسليمه عريضة تحمل أكثر من 10 ملايين توقيع ضد هذا المرسوم.
ثم تمكن أوباما بعد ذلك من التحدث في الكواليس إلى مادورو في حوار غير مسبوق أكد خلاله أن مصلحة الولايات المتحدة لا تتمثل «بتهديد فنزويلا، بل بدعم الديمقراطية والاستقرار والازدهار في فنزويلا وفي المنطقة»، بحسب البيت الأبيض. واعتبرت جوي أولسون أنه «عندما يكون هناك حوار يكون أمرا جيدا دائما»، وإن كشف خطاب مادورو «أن النزاع مع الولايات يشكل حلا سهلا لتحويل الانتباه عن مشكلات خطيرة أخرى في فنزويلا». ومع هذه القمة أتاح أوباما انطلاقة جديدة، لكن الخبراء يعتبرون أنه يبقى هناك الكثير من العمل من أجل استعادة مكانة مميزة في منطقة النفوذ الأميركية سابقا.
وأوضحت أولسون «أن تاريخ أميركا اللاتينية لا ينعكس في لقاء واحد كما تظهره خطب مادورو (ورئيسة الأرجنتين كريستينا) كيرشنر». ورأت أن هذه القمة لن تؤتي ثمارها إلا بعد «جهد طويل» للدبلوماسية الأميركية.
وعقد الرئيسان الأميركي والكوبي باراك أوباما وراؤول كاسترو أول من أمس في بنما اجتماعا على انفراد لا سابق له منذ 1956 يدشن عصرا جديدا في العلاقات بين بلديهما بعد عقود من العداء في الحرب الباردة.
وبمناسبة قمة الأميركتين وعلى هامش هذا اللقاء، أطلق الرجلان تصريحات تنم عن انفتاح دون أن يترددا في ذكر نقاط الخلاف الكثيرة الموروثة من أكثر من نصف قرن من التوتر والمواجهات. وسعى أوباما أيضا إلى تهدئة التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا أيضا، بلقاء آخر غير رسمي وغير مسبوق مع الرئيس نيكولاس مادورو. وأمام كاسترو، عبر أوباما عن شكره لنظيره لكوبي «لروح الانفتاح» التي أبداها. وقال إنه «مع الوقت من الممكن لنا طي الصفحة وتطوير علاقة جديدة، حتى إذا كانت بيننا خلافات عميقة وكبيرة». ويكرس هذا اللقاء التحسن المفاجئ الذي أعلن في منتصف ديسمبر بين البلدين وسمح بطي صفحة أكثر من نصف قرن من العلاقات المضطربة منذ الثورة التي قادها فيدل كاسترو في 1959. ورد راؤول كاسترو الذي تولى الرئاسة خلفا لشقيقه فيدل كاسترو في 2006: «نريد أن نتحدث عن كل شيء، لكن علينا أن نتحلى بالصبر، بصبر طويل». وأضاف أن «قصة بلدينا كانت معقدة ونحن مستعدون للسير قدما كما قال» أوباما.
وبعد اللقاء تحدث الرئيس الأميركي أمام الصحافيين عن حديث «صريح ومثمر». وقال: «لدينا وجهات نظر مختلفة لطريقة تنظيم المجتمع وكنت مباشرا جدا معه».
وقبيل ذلك وفي فترة إلقاء الخطب، احتفى رئيسا الدولتين بعودة كوبا إلى التجمع القاري بعد عقود من العزلة. وأمام نحو ثلاثين من نظرائه، أكد باراك أوباما أن التقارب بين واشنطن وهافانا يشكل «منعطفا» للأميركتين. وأضاف أن «مجرد وجود الرئيس كاسترو وأنا هنا اليوم يمثل حدثا تاريخيا». وفي افتتاح قمة الأميركتين التي حضرها رؤساء 34 من 35 دولة عضوا، تصافح الرجلان وتبادلا بعض الكلمات أمام عدسات الكاميرات، مكررين بذلك الخطوة التي قاما بها في ديسمبر 2013 في جنوب أفريقيا. ودعا كاسترو نظيره الأميركي إلى تسريع إجراءات شطب كوبا من لائحة الدول المتهمة بدعم الإرهاب، وهو ملف تعتبره هافانا العقبة الرئيسية في طريق فتح السفارات. وقال أوباما إنه تلقى توصية من وزارة الخارجية الأميركية في هذا الاتجاه لكن لم يتوفر لديه الوقت ليدرسها ويعرضها على الكونغرس. وأكد وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز أمام القمة أن الجولة الجديدة من المحادثات المتعلقة بإعادة فتح سفارتي البلدين ستعقد «في أقرب وقت ممكن». وبمعزل عن العلاقات الدبلوماسية، ما زالت هناك عقبات كبيرة في طريق التطبيع وعلى رأسها الحظر الكامل على الصفقات الاقتصادية والمالية مع كوبا المفروض منذ 1962. وأكد الرئيس الكوبي السبت من جديد ضرورة «تسوية» هذه القضية التي تضر بالبلاد وانتهت قمة الأميركتين دون بيان ختامي؛ إذ إن الولايات المتحدة ترفض أن تدرج إشارة إلى دعم كراكاس في نزاعها مع واشنطن. إلا أن أوباما أجرى السبت «حديثا خاطفا» لبضع دقائق مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو على هامش القمة. وهذه المحادثة هي الأولى بين الرئيسين الأميركي والفنزويلي منذ تولي مادورو السلطة في أبريل (نيسان) 2013 بعد وفاة هوغو شافيز. وقالت كاترين فارغاس المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية إن الرئيس أوباما كرر القول إن «مصلحتنا ليست في تهديد فنزويلا، ولكن بدعم الديمقراطية والاستقرار والازدهار في فنزويلا وفي المنطقة». وفي وقت سابق، قال مادورو على منبر القمة إنه جمع 11 مليون توقيع على رسالة تطالب الولايات المتحدة بإلغاء هذا المرسوم «غير العقلاني وغير المتكافئ». وأضاف أن الرسالة ستسلم إلى السلطات الأميركية «بالطرق الدبلوماسية». ولقي مادورو دعم نظيريه الاشتراكيين البوليفي إيفو موراليس والإكوادوري رافايل كوريا. وقال مادورو متوجها إلى أوباما: «لا تسقط في النسيان مثل (الرئيس السابق) جورج بوش عبر دعم انقلاب في فنزويلا». وستعقد القمة المقبلة للأميركتين في ليما. ومن مصافحتهما أواخر عام 2013 في جنوب أفريقيا حتى لقائهما التاريخي وجها لوجه في بنما أول من أمس، تمكن باراك أوباما وراؤول كاسترو تدريجيا من تجاوز 53 عاما من العداوة والريبة مجازفين في انفراج طويل لطالما اعتبر مستحيلا؛ فالمصافحة التي التقطتها الكاميرات في جوهانسبورغ على هامش تشييع الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا تركت للمرة الأولى الانطباع بوجود أمل للتقارب بين البلدين. ولوحظت أولى بوادر عودة الحرارة قبل بضعة أسابيع عندما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام أوساط معارضة لكاسترو في ميامي إن على الولايات المتحدة أن تعيد النظر في سياستها تجاه كوبا مع الإبقاء في الوقت نفسه على هدف المساعدة على تحرير الجزيرة. لكن في الكواليس بدأت الاتصالات منذ يونيو (حزيران) 2013 برعاية كندا. وجرت محادثات مباشرة أحيطت حتى النهاية بأكبر قدر من السرية رغم استياء الكثير من رؤساء الدول والدبلوماسيين الكوبيين والأميركيين.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.