بطولة ألمانيا: بايرن ميونيخ المتصدر يواجه تحدياً صعباً أمام ماينز المتألق

بايرن المنتشي أوروبياً بالفوز على برشلونة يخوض اختباراً صعباً أمام ماينز (رويترز)
بايرن المنتشي أوروبياً بالفوز على برشلونة يخوض اختباراً صعباً أمام ماينز (رويترز)
TT
20

بطولة ألمانيا: بايرن ميونيخ المتصدر يواجه تحدياً صعباً أمام ماينز المتألق

بايرن المنتشي أوروبياً بالفوز على برشلونة يخوض اختباراً صعباً أمام ماينز (رويترز)
بايرن المنتشي أوروبياً بالفوز على برشلونة يخوض اختباراً صعباً أمام ماينز (رويترز)

بالنسبة للبطل بايرن ميونيخ لم يشكل الفوز على فريق مثل ماينز في العادة أي خروج عن المألوف في أي موسم خلال العقد الأخير، لكن الأمور تختلف تماماً هذا الموسم. ويقدم ماينز الذي يقوده المدرب الدنماركي بو سفينسون أفضل موسم منذ 11 عاماً، وخسر مرة واحدة في آخر ست مباريات خاضها على مستوى الدوري الألماني، وسيحل ضيفاً على حامل اللقب المنفرد بالصدارة غداً.
وفي الجولة الماضية، اكتشف فولفسبورغ الذي كان ينافس في دوري أبطال أوروبا قوة وخطورة هجوم ماينز هذه الأيام عندما اهتزت شباكه مرتين في أول أربع دقائق من عمر المواجهة بينهما قبل أن يخسر 3 - صفر في النهاية. ويحتل ماينز حالياً المركز السابع بين فرق البطولة (18 فريقاً) برصيد 21 نقطة بفضل قوة وصلابة خط دفاعه صاحب ثاني أفضل أداء في الدوري هذا الموسم.
وعندما يفقد فريق المدرب سفينسون السيطرة على الكرة، فإن لاعبيه يلاحقون المنافس ويضغطون عليه منعاً لحصوله على أي فرصة للانقضاض، بينما يملك النادي أفضل مهاجم ألماني في الوقت الحالي وهو يوناتان بوركارت (21 عاماً) الذي هز الشباك 10 مرات في جميع المنافسات هذا الموسم من بينها سبعة أهداف في الدوري. وفي الموسم الحالي بلغ معدل تهديف بوركارت هدفاً في كل مباراتين، كما أنه سدد 30 مرة على المرمى وهو بذلك صاحب ثاني أفضل سجل في ذلك على مستوى الدوري المحلي كما سجل هدفاً في مواجهة فولفسبورغ.
والحصول على بعض المكاسب من المواجهة في ملعب ميونيخ ليس بعيداً عن توقعات وطموحات ماينز هذه الأيام. وعن ذلك قال بوركارت: «إذا واصلنا اللعب بنفس الطريقة حتى عيد الميلاد فإننا سنكون سعداء عند الجلوس تحت شجرة عيد الميلاد». لكن يتعين على الفريق تقديم أفضل أداء ويأمل في الوقت نفسه في تعثر مضيفه. وتعززت الروح المعنوية لبايرن صاحب الصدارة كثيراً بعد فوزه 3 - 2 في الدوري المحلي، مطلع الأسبوع الحالي، على ملاحقه المباشر بروسيا دورتموند وتعزيز الفارق بينه وبين فريق المركز الثاني إلى أربع نقاط.
وبعد الفوز المحلي، انتصر بايرن أيضاً 3 - صفر على ضيفه برشلونة الإسباني، الأربعاء، في الجولة السادسة والأخيرة من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، محققاً فوزه السادس على التوالي والعلامة الكاملة في هذه المرحلة قبل انطلاق مراحل خروج المغلوب. وسيخوض ميونيخ بقيادة المدرب يوليان ناغلزمان المواجهة مع ماينز محروماً من جهود لاعب الوسط يوشوا كيميش الذي عاد لممارسة التدريبات الخفيفة، لكنه لا يزال يعاني من بعض المشكلات التنفسية بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد سريع العدوى والانتشار. وقال كيميش، الخميس، إنه سيعود للمباريات في يناير (كانون الثاني) المقبل.
ومن جهة أخرى، لا يزال دورتموند يعاني من تبعات الهزيمة أمام بايرن في الجولة الماضية وسيتعين عليه تحقيق الفوز في مواجهة بوخوم غداً، إذا أراد الاستمرار في سباق المنافسة على اللقب مع النادي البافاري. أما باير ليفركوزن صاحب المركز الثالث بفارق ثلاث نقاط عن دورتموند، فإنه يأمل في تعثر صاحب المركز الثاني قبل أن يحل ضيفاً على إينتراخت فرانكفورت، الأحد المقبل.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.