«المفوضية» تعلن تأجيل القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الليبية

روسيا تبحث مع لجنة «5+5» إخراج القوات الأجنبية و«المرتزقة»

جانب من مؤتمر صحافي عقده المجلس الأعلى للدولة في طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)
جانب من مؤتمر صحافي عقده المجلس الأعلى للدولة في طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

«المفوضية» تعلن تأجيل القائمة النهائية لمرشحي الانتخابات الليبية

جانب من مؤتمر صحافي عقده المجلس الأعلى للدولة في طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)
جانب من مؤتمر صحافي عقده المجلس الأعلى للدولة في طرابلس أول من أمس (أ.ف.ب)

أرجأت المفوضية العليا للانتخابات الليبية إعلان القائمة النهائية للمرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية. فيما نفى سعيد القصبي، رئيس غرفة العمليات الرئيسية بالمفوضية، تحديد موعد نهائي حتى الآن لإعلان هذه القائمة، وذلك بعد عملية متشعبة للطعون القضائية بشأن أهلية 98 مرشحاً، سجلوا أسماءهم لخوض الانتخابات؛ حيث من المنتظر إدلاء أكثر من 2.4 مليون ليبي بأصواتهم.
وقالت المفوضية، مساء أول من أمس، إن عدد المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة تجاوز 5 آلاف مرشح في كل الدوائر الانتخابية، وأوضحت عقب إغلاق باب الترشيحات أن هؤلاء المرشحين استوفوا الوثائق والمستندات التي اشترطتها لائحة تسجيلهم.
في غضون ذلك، أكد محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، على أهمية اضطلاع «قوة مكافحة الإرهاب» بواجبها الأمني بكل مهنية لتعزيز أمن المواطنين، من أجل قطع الطريق على من يحاول المساس بأمن المجتمع، مشدداً على ضرورة العمل وفقاً للترتيبات التي أقرتها اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» في اجتماعاتها الأخيرة.
وأضاف المنفي، مساء أول من أمس، أنه ناقش، باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، مع قيادات من «قوة مكافحة الإرهاب» بالعاصمة طرابلس دورها في حفظ الأمن ومكافحة الجرائم المتعلقة بزعزعة الأمن والاستقرار، بالإضافة إلى تأمين العملية الانتخابية المقبلة.
في غضون ذلك، اعتبر السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أن «الامتناع عن الذهاب إلى الانتخابات والتحشيد لعرقلتها؛ لن يؤدي إلا إلى وضع مصير البلد ومستقبله تحت رحمة من هم داخل ليبيا وداعميهم الخارجيين، الذين يفضلون قوة الرصاصة على قوة الاقتراع».
وبعدما هنّأ في بيان له أمس، باسم السفارة الأميركية، ستيفاني ويليامز، على تعيينها مستشارة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة، أكد دعم الولايات المتحدة لجهود الأمم المتحدة لدفع العملية السياسية، بما في ذلك من خلال الانتخابات الوطنية لتشكيل حكومة موحدة ودائمة.
كما شكر المبعوث الخاص للأمين العام المنتهية ولايته، يان كوبيش، على عمله وتفانيه في تسخير الدعم الدولي لليبيا في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخها.
وكان كوبيش قد حذر الليبيين في خطاب توديع مطول، مساء أول من أمس، من أن العزوف عن الانتخابات والتعبئة ضدها «لن يؤديا إلا إلى وضع مصير البلاد ومستقبلها تحت رحمة من في داخل ليبيا وداعميهم في الخارج، من المستفيدين من الوضع الراهن المنهِك».
من جهة أخرى، وفي أول زيارة من نوعها لسفير دولة أجنبية، حلّت كارولاين هرندل، سفيرة بريطانيا لدى ليبيا، مساء أول من أمس، على مدينة سرت، رفقة الملحق العسكري بالسفارة العقيد مارك بافن.
وكان «الجيش الوطني» قد أعلن أن اللواء أحمد سالم، آمر المنطقة العسكرية الوسطى وآمر غرفة عمليات غرب سرت التابعة له، قد اجتمع بالوفد البريطاني، بناءً على طلبه خلال زيارته لسرت، مشيراً إلى أن الاجتماع، الذي حضره رئيس المجلس الاجتماعي لقبائل سرت، ناقش عدداً من القضايا، كنزع مخلفات الحروب وإعادة إعمار المدينة.
كما ناقشت كارولاين بمدينة مصراتة مع إبراهيم بيت المال، آمر غرفة عمليات سرت والجفرة التابعة لقوات الحكومة، مساء أول من أمس، اتفاق إطلاق النار، وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة، ونزع مخلفات الحروب وإعادة إعمار سرت.
إلى ذلك، نقل اللواء خالد المحجوب، مسؤول التوجيه المعنوي بـ«الجيش الوطني»، عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف «استعداد روسيا للمساهمة في استقرار ليبيا، وإنجاح عمل اللجنة العسكرية المشتركة حتى تحقق ما يصبو إليه الليبيون، من أمن وتنمية في ظل دولة واحدة مستقرة».
وأوضح المحجوب أن بوغدانوف، الذي اجتمع مساء أول من أمس بمقر وزارة الخارجية الروسية في موسكو مع اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، بحضور أعضاء من البعثة الأممية وممثلين عن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع بدولة روسيا، ناقش اتفاق جنيف الخاص بوقف إطلاق النار وبنوده، التي من أهمها إخراج القوات الأجنبية و«المرتزقة» لتحقيق السيادة الليبية.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».