البرهان يحذّر دبلوماسيين من «التدخل في الشأن السوداني»

اتهمهم بالتحريض ضد الجيش... ولوّح باتخاذ إجراءات بحقهم

رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
TT
20

البرهان يحذّر دبلوماسيين من «التدخل في الشأن السوداني»

رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

هدد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، باتخاذ إجراءات ضد بعض الدبلوماسيين الذين يحرضون ضد القوات المسلحة السودانية، مؤكداً التزامه بتنفيذ الاتفاق السياسي الموقع مع رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك.
ومنذ استيلاء قائد الجيش على السلطة بانقلاب عسكري في 25 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واجه ضغوطاً دولية وداخلية كثيفة، أجبرته على إعادة رئيس الوزراء إلى منصبه لتشكيل حكومة مدنية في البلاد.
وقال البرهان لدى مخاطبته ختام العام التدريبي للجيش بمدينة شندي شمال البلاد أمس، إن بعض أفراد البعثات الدبلوماسية يتجولون بين المواطنين، ويحرضون الناس «ليظهروا عداءهم للقوات المسلحة وليجدوا فرصة للتدخل في الشأن السوداني».
وأضاف «نحن نحذر من مغبة هذه التحركات، ولا يغلبنا اتخاذ أي إجراء ضد أي شخص يتطاول على أمن السودان وحرمة أهله أو أي شيء يمس هذا البلد».
وحمل خطاب البرهان رسائل تهديدية مباشرة لبعض الأطراف بالداخل التي وصفها بـ«المتربصة» وتعمل على عزل قادة الجيش. وقال «لا يمكن للقوات المسلحة أن ترضخ مرة ثانية، ولو تم تقطيع رقاب قادتها، وهم لا يخافون من أي شخص».
وأشار إلى أن «القوات المسلحة ستظل حارسة وحامية لتراب الوطن، والتغيير الذي ضحى من أجله الشباب في ثورة ديسمبر (كانون الأول) المجيدة»، مضيفاً نؤكد للشعب السوداني أن «طريق الثورة والتغيير الذي التزمنا به سنسير فيه ونستكمله إلى أن يتم الانتقالي بالصورة المطلوبة».
وقال البرهان «وقّعنا اتفاقاً مع رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، ونؤكد التزام ودعم الحكومة، وسنعمل معه على إنجاز مهام محددة، على رأسها معاش الناس وتحقيق الأمن واستكمال واستدامة السلام».
وقال «البعض يظن أن الجيش السوداني سينتهي، إذا ذهب البرهان، نقول لهم أنتم واهمون، سيظل الجيش موجوداً متمسكاً بعقيدته وببلده». وأكد أن القوات المسلحة مصممة على استكمال الفترة الانتقالية، تنتهي بقيام الانتخابات حرة نزيهة ينتخب فيها الشعب السوداني من يحكمونهم.
وأضاف «الآن تحررنا من كل القيود الحزبية التي كانت تمنعنا من العمل، ونقول لرئيس الوزراء، امضِ ونحن معك، وسنكون سنداً لك حتى نعبر بالسودان لنهاية الفترة الانتقالية نتوافق بعدها على إقامة انتخابات تفضي لنظام حكم ينتخبه ويرتضيه الشعب السوداني».
وقال «من يعتقدون أن القوات المسلحة وقادتها في أضعف حالاتهم، نقول لهم إننا كل يوم نزداد قوة، ولن نسمح أو نترك أي شخص يحاول أن يعبث بأمن الشعب السوداني». وأشار البرهان إلى أن الجيش السوداني قدم 16 شهيداً في الحدود الشرقية، في إشارة إلى الاشتباكات التي وقعت في منطقة «الفشقة» على الحدود الإثيوبية.
وقال، إن «واجب القوات المسلحة العمل والتهيئة لما هو قادم؛ لأن في مستقبل الأيام الظروف المحيطة بالبلد والدول المجاورة تواجه مشاكل تتطلب منا الاستعداد والقدرة لحماية البلاد».
وأبدى البرهان أسفه لسقوط شهداء في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، مؤكداً قدرة القوات المسلحة على تقديم كل من أجرم في حق الشعب السوداني، للعدالة وإنصاف الضحايا في دارفور وأي مكان في البلاد.



مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت «اتفاق غزة»

مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
TT
20

مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت «اتفاق غزة»

مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)
مصر تعلن نجاحها في قطْر ناقلة نفط هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية بالبحر الأحمر العام الماضي (هيئة قناة السويس)

تزامناً مع إعلان هيئة قناة السويس المصرية نجاحها في قطر ناقلة نفط تعرضت لهجوم «حوثي» قبل نحو 7 أشهر، أكدت مصر، الاثنين، أن تحقيق أمن البحر الأحمر مرتبط بحل الأزمة اليمنية وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال نائب وزير الخارجية والهجرة المصري السفير أبو بكر حفني، إن «أمن البحر الأحمر وثيق الصلة بالأزمات التي تشهدها المنطقة»، مُشيراً إلى «أهمية التوصل إلى حل عادل للأزمة اليمنية، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى تسوية الأزمة السودانية».

جاء ذلك في افتتاح البرنامج التدريبي الذي ينظمه «مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام»، بدعم من الحكومة اليابانية، بعنوان «مكافحة التهديدات العابرة للحدود: نحو تعزيز الأمن البحري في منطقة البحر الأحمر».

ويشارك في البرنامج التدريبي عدد من الكوادر المدنية والأمنية المعنية بالدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، ومنها السعودية، واليمن، وجيبوتي، والسودان، والصومال، والأردن، ومصر، وفق الإفادة.

وأشار حفني، في كلمته خلال مراسم افتتاح البرنامج التدريبي، إلى «تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة على استقرار منطقة البحر الأحمر وتصاعد التوتر بها على نحو غير مسبوق». وقال إن «الحفاظ على أمن البحر الأحمر وحرية الملاحة فيه، مسؤولية جماعية تتطلب تعاوناً دولياً وإقليمياً مكثفاً»، وأضاف: «مصر تؤكد دوماً محورية إدماج الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن في أي مبادرات تُعنى بالمنطقة».

وشدد نائب وزير الخارجية المصري على «أهمية تفعيل مجلس الدول العربية والأفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، باعتباره إطاراً إقليمياً ضرورياً لتعزيز التعاون والتنسيق بين الدول المشاطئة».

تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)
تشكو مصر من تراجع إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر (هيئة قناة السويس)

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، غيرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبة المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية، السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة».

وسبق أن أشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أخيراً، إن إيرادات قناة السويس تراجعت نحو من 40 إلى 50 في المائة، بسبب «الأزمات» على حدود البلاد المختلفة، بعد أن كانت تدرّ نحو 10 مليارات دولار سنوياً.

في سياق متصل، قال أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس المصرية، في إفادة رسمية، الاثنين، إن ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان، والتي هاجمتها جماعة «الحوثي» اليمنية العام الماضي، جرى قطرها بنجاح عبر القناة بعد إنقاذها من البحر الأحمر.

ووفق البيان، «جرت عملية القطر بواسطة 4 قاطرات تابعة للهيئة في رحلتها عبر قناة السويس ضمن قافلة الجنوب، مقبلة من البحر الأحمر ومتجهةً إلى اليونان».

وأوضح رئيس الهيئة أن «تجهيزات عملية قطْر الناقلة استلزمت اتخاذ إجراءات معقدة على مدار عدة أشهر لتفريغ حمولة الناقلة البالغة 150 ألف طن من البترول الخام قبل السماح بعبورها القناة، وذلك لخطورة وضع الناقلة بعد تعرضها لهجوم بالبحر الأحمر في أغسطس (آب) الماضي، أسفر عن حريق هائل بغرفة القيادة، وغرفة الماكينات، وغرف الإعاشة، وتعطل أجهزة التحكم والسيطرة، بشكل يصعب معه إبحار الناقلة وتزداد معه مخاطر حدوث التلوث والانسكاب البترولي أو الانفجار».

ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان (هيئة قناة السويس)
ناقلة النفط «سونيون» المسجلة في اليونان (هيئة قناة السويس)

وأضاف ربيع أن «عملية تفريغ الحمولة في منطقة غاطس السويس خضعت لإجراءات معقَّدة قامت بها شركتا الإنقاذ AMBERY وMEGA TUGS المعينتين من مُلَّاك الناقلة، حيث عملتا من خلال خطة عمل مشتركة، بالتعاون وتحت إشراف كامل من فريق الإنقاذ البحري التابع للهيئة، على تفريغ الحمولة بناقلة أخرى مماثلة، وفق معدلات تفريغ وحسابات دقيقة منعاً لحدوث أي تضرر أو انقسام في بدن الناقلة».

وأوضح أن «عملية القطْر استغرقت نحو 24 ساعة، بمشاركة 13 مرشداً في مناطق الغاطس والقناة، وجرت على عدة مراحل».

وأكد ربيع «جاهزية قناة السويس للتعامل مع حالات العبور الخاصة وغير التقليدية من خلال منظومة عمل متكاملة»، مشيراً إلى «ما تتيحه الهيئة من حزمة متنوعة من الخدمات البحرية والملاحية التي تلائم متطلبات العملاء المختلفة في الظروف الاعتيادية والطارئة».

وتعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في مصر، وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022 - 2023، إلى 7.2 مليار دولار خلال 2023 - 2024، بحسب التصريحات الرسمية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

بدوره، قال خبير الشؤون الأفريقية اللواء محمد عبد الواحد لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما يحدث في البحر الأحمر يجب النظر إليه من منظور جيوسياسي، لا سيما أن ما يحدث فيه يؤثر في دول عدة حول العالم، كونه أحد ممرات الملاحة العالمية التي كانت ولا تزال محل تنافس عالمي»، وأشار إلى «أهمية تعاون الدول المشاطئة لحماية أمن البحر الأحمر واستقراره». وأضاف: «إنهاء الصراعات في المنطقة أحد أهم شروط استعادة استقرار البحر الأحمر».

ووفق تقرير للبنك الدولي الشهر الماضي، «أدى تعطيل النقل البحري في البحر الأحمر إلى زيادة كبيرة في تكاليف الشحن العالمية بنسبة 141 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، مقارنةً بما قبل الأزمة».

كما شهدت قناة السويس ومضيق باب المندب انخفاضاً حاداً في حركة السفن، حيث تراجعت بنسبة تصل إلى 75 في المائة بحلول أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2024، مقارنةً بانخفاض 50 في المائة تم توثيقه في مايو (أيار) 2024، وفق التقرير.