رحلة «عودة طوعية» تقل 96 سورياً من مينسك إلى دمشق

TT

رحلة «عودة طوعية» تقل 96 سورياً من مينسك إلى دمشق

نفذت شركة الطيران السورية الخاصة «أجنحة الشام» رحلة جوية فارغة من دمشق إلى بيلاروسيا بهدف إعادة المهاجرين العالقين عند الحدود البيلاروسية - البولندية إلى دمشق وتمت الرحلة بتسهيلات حكومية سورية للسماح بالهبوط والمغادرة في مطار دمشق، إضافة إلى تسهيلات تتعلق بوثائق السفر للعائدين. وكانت بروكسل وضعت الشركة على قائمة عقوباتها. وأفادت مصادر إعلامية في دمشق، بأن الرحلة ليست إجلاءً ولا ترحيلاً، وإنما هي فقط للراغبين في العودة من المهاجرين السوريين، ومن المرجح أن تكون رحلة واحدة فقط.
وأظهرت بيانات مطار مينسك على الإنترنت، أن طائرة «إيرباص A320» تابعة لشركة طيران «أجنحة الشام» السورية أقلعت صباح الأربعاء وعلى متنها مهاجرون من مينسك إلى دمشق. يقدر عددهم بـ96 مسافراً، بحسب ما ذكرته قناة «روسيا اليوم».
وتشهد سوريا منذ الصيف الماضي موجة هجرة واسعة مع تفاقم الأزمة المعيشية جراء ارتفاع الأسعار وأزمات مواد الطاقة (كهرباء مازوت وغاز منزلي وبنزين) التي تتسبب في شلل حركة النقل وتعطيل العمل والإنتاج وازدياد المعاناة من البرد القارس والظلام.
وأعلن مطار مينسك عما سُمي برحلة «العودة إلى الوطن» التي نظمتها شركة «أجنحة الشام» لنقل الراغبين من المهاجرين العالقين على الحدود البيلاروسية - البولندية التي تشهد توتراً على خلفية اتهام الاتحاد الأوروبي لبيلاروسيا باستخدام المهاجرين ورقة ضغط سياسي. حيث سمحت بيلاروسيا بدخول المهاجرين إليها من دول الشرق الأوسط: العراق، وسوريا، واليمن، وغيرها الذين يقومون بالتوجه إلى الحدود مع لاتفيا، وليتوانيا، وبولندا، والتسلل منها إلى دول الاتحاد الأوروبي. ومع ازدياد أعداد المهاجرين انفجرت الأزمة نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد حصول وفيات بين المهاجرين جراء البرد الشديد والظروف القاسية التي يتعرضون لها هناك، وقيام بعضهم باقتحام الأسلاك الشائكة والاشتباك مع حرس الحدود. وتشير الأرقام الرسمية البلاروسية إلى وجود نحو ألفي شخص في مركز النقل والخدمات اللوجستية في بروزجي بالقرب من الحدود مع بولندا، في حين كشف رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، الذي ينفي الاتهامات الأوروبية عن وجود نحو 2 إلى 3 آلاف لاجئ من دول الشرق الأوسط على أراضي بلاده، بالإضافة إلى العالقين على الحدود.
ولم تعلق دمشق رسمياً على رحلة «العودة إلى الوطن» التي انطلقت من مطار مينسك الدولي، صباح الأربعاء من مطار مينسك إلى مطار دمشق الدولي، على غرار الرحلات التي أطلقتها طائرات الخطوط الجوية العراقية لإجلاء المهاجرين العراقيين العالقين على الحدود البولندية - البيلاروسية منذ 18 نوفمبر. ونقل أكثر من 3 آلاف شخص إلى العراق.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.