الأمم المتحدة: عملية السلام في جنوب السودان مهددة

صورة جوية تُظهر منازل غارقة بمياه الفيضانات في بلدة بنتيو نوفمبر الماضي بولاية الوحدة جنوب السودان (رويترز)
صورة جوية تُظهر منازل غارقة بمياه الفيضانات في بلدة بنتيو نوفمبر الماضي بولاية الوحدة جنوب السودان (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: عملية السلام في جنوب السودان مهددة

صورة جوية تُظهر منازل غارقة بمياه الفيضانات في بلدة بنتيو نوفمبر الماضي بولاية الوحدة جنوب السودان (رويترز)
صورة جوية تُظهر منازل غارقة بمياه الفيضانات في بلدة بنتيو نوفمبر الماضي بولاية الوحدة جنوب السودان (رويترز)

حذرت الأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، قادة جنوب السودان من أن عملية السلام الهشة القائمة حالياً تواجه تهديداً خطيراً نظراً لعدم تحقيقها أي تقدم يُذكر، داعيةً إلى إعادة إحياء المفاوضات بشكل عاجل.
وعانت الدولة الأحدث عهداً في العالم من عدم استقرار مزمن منذ الاستقلال عام 2011، بما في ذلك حرب أهلية استمرت خمس سنوات بين قوات موالية للرئيس سلفا كير وأخرى موالية لنائبه رياك مشار أدت إلى مقتل نحو 400 ألف شخص.
وخيّمت السجالات بين الأحزاب المتخاصمة على اتفاق عام 2018 الذي أنهى الحرب، بينما لا تزال بعض أبرز بنود الاتفاق غير مطبّقة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى جنوب السودان نيكولاس هايسوم، إن العملية قد تصبح غير قابلة للاستمرار ما لم يجرِ تسريع وتيرتها.
وأفاد في إيجاز صحافي: «على الأحزاب أن تمنح العملية طابعاً ملحاً جديداً وتُظهر رغبة مستدامة جماعية وسياسية لوضع حلول نهائية لأجزاء الاتفاق الأهم». وأضاف: «بكل بساطة، لا يمكن الاستمرار في نهج يقوم على بقاء الأمور على حالها».
كما دق هايسوم ناقوس الخطر حيال أزمة الفيضانات الشديدة التي تجتاح البلاد، وأثّرت على أكثر من 800 ألف شخص بعد أمطار موسمية استمرت ستة أشهر. وأكد: «لا يمكنني وصف الوضع إلا بأنه سيئ. لا تتراجع مياه الفيضانات وما زال هناك مئات آلاف النازحين ممن هم بحاجة إلى مساعدات ملحّة».
ويعاني جنوب السودان من الحرب والمجاعة وأزمة سياسية واقتصادية مزمنة منذ نال استقلاله عن السودان في يوليو (تموز) 2011.
ومع اتساع نطاق الاستياء، دعا بعض المواطنين إلى انتفاضة شعبية سلمية للإطاحة بالنظام القائم، مؤكدين أنه لم يعد بإمكانهم التحمل.
وواجه التحالف الهش بين كير ومشار تهديداً جديداً في أغسطس (آب) عندما اندلعت معارك دامية بين فصائل متخاصمة ضمن حزب نائب الرئيس .
وقُتل 32 شخصاً على الأقل في المواجهات، فيما أفاد مشار بأن الخلافات تهدف إلى إخراج عملية تشكيل قيادة موحدة للقوات المسلحة عن مسارها، وهو بند بين أهم بنود اتفاق السلام الذي سيقي البلاد من أي نزاع مستقبلي.
ومنذ التوقيع على اتفاق عام 2018، واجه مشار معارضة متزايدة ضمن صفوف المقرّبين منه، إذ اشتكى كبار المسؤولين من أنهم خسروا لصالح الحزب الحاكم.
وما زال على الحزبين التوصل إلى اتفاق لتشارُك السلطة لتوحيد قواتهما.



رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
TT

رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)

انتقدت رئيسة المحكمة الجنائية الدولية، الولايات المتحدة وروسيا، بسبب تدخلهما في تحقيقات المحكمة، ووصفت التهديدات والهجمات على المحكمة بأنها «مروعة».

وقالت القاضية توموكو أكاني، في كلمتها أمام الاجتماع السنوي للمحكمة الذي بدأ اليوم (الاثنين)، إن «المحكمة تتعرض لتهديدات بعقوبات اقتصادية ضخمة من جانب عضو دائم آخر في مجلس الأمن، كما لو كانت منظمة إرهابية»، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وأضافت: «إذا انهارت المحكمة، فإنّ هذا يعني حتماً انهيار كلّ المواقف والقضايا... والخطر على المحكمة وجودي».

وكانت أكاني تشير إلى تصريحات أدلى بها السيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، الذي سيسيطر حزبه الجمهوري على مجلسي الكونغرس الأميركي في يناير (كانون الثاني) المقبل، والذي وصف المحكمة بأنها «مزحة خطيرة»، وحض الكونغرس على معاقبة المدعي العام للمحكمة.

القاضية توموكو أكاني رئيسة المحكمة الجنائية الدولية (موقع المحكمة)

وقال غراهام لقناة «فوكس نيوز» الأميركية: «أقول لأي دولة حليفة، سواء كانت كندا أو بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا: إذا حاولت مساعدة المحكمة الجنائية الدولية، فسوف نفرض ضدك عقوبات».

وما أثار غضب غراهام إعلان المحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي، أن قضاة المحكمة وافقوا على طلب من المدعي العام للمحكمة كريم خان بإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق، والقائد العسكري لحركة «حماس» بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية فيما يتصل بالحرب المستمرة منذ ما يقرب من 14 شهراً في غزة.

وقوبل هذا القرار بإدانة شديدة من جانب منتقدي المحكمة، ولم يحظَ إلا بتأييد فاتر من جانب كثير من مؤيديها، في تناقض صارخ مع الدعم القوي الذي حظيت به مذكرة اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي، على خلفية تهم بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

كما وجهت أكاني، اليوم (الاثنين)، أيضاً انتقادات لاذعة لروسيا، قائلة: «يخضع كثير من المسؤولين المنتخبين لمذكرات توقيف من عضو دائم في مجلس الأمن».

وكانت موسكو قد أصدرت مذكرات توقيف بحق كريم خان المدعي العام للمحكمة وآخرين، رداً على التحقيق في ارتكاب بوتين جرائم حرب بأوكرانيا.