الأشخاص الذين يستيقظون باكراً يتلقون مستويات أعلى من الدعم الاجتماعي (أرشيفية-رويترز)
وارسو:«الشرق الأوسط»
TT
20
وارسو:«الشرق الأوسط»
TT
كيف يرتبط توقيت استيقاظك بشعورك بالسعادة؟
الأشخاص الذين يستيقظون باكراً يتلقون مستويات أعلى من الدعم الاجتماعي (أرشيفية-رويترز)
قد يكون للأشخاص الذين يستمتعون بالاستيقاظ مبكراً انطباع عام بكونهم مزعجين، لكن العلماء وجدوا أنهم أكثر سعادة ويحصلون على المزيد من الدعم الاجتماعي مقارنةً بالآخرين.
وكشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الأكثر استيقاظاً وإنتاجية في الليل غالباً ما يكونون غير متزامنين مع روتين العمل المنتظم أو جداول المدرسة، ويُنظر إليهم على أنهم كسالى أو فظين، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
نتيجة لجداولهم غير المعتادة، يتلقى الأشخاص الذين يسهرون كثيراً في الليل دعماً اجتماعياً أقل مقارنةً بأولئك الذين يستيقظون باكراً، الذين يرتبطون بشكل إيجابي برفاهية أفضل.
وقام الباحثون، من جامعة وارسو، بدراسة 1067 بالغاً تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً.
طُلب من المشاركين إكمال سلسلة من الاستبيانات لتحديد الوقت المفضل لديهم من اليوم، متبوعاً بمستويات رضاهم، وكيف شعروا مؤخراً، ورفاهيتهم.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يستيقظون باكراً يتلقون مستويات أعلى من الدعم الاجتماعي وبالتالي فإنهم «أكثر رضا عن علاقاتهم الاجتماعية ويتمتعون بصحة أفضل».
في حين أن هناك تفسيراً بيولوجياً لمستويات منخفضة من السعادة بين محبي السهر -والذي قال الباحثون إنه بسبب قلة الضوء الطبيعي ونوم غير كافٍ- وجدوا أن الدعم الاجتماعي «مؤشر قوي على الصحة والرفاهية».
قد يعزو الأشخاص الذين يتلقون مستويات أعلى من الدعم ذلك أيضاً إلى «جودة نوم أفضل وتقليل مخاطر الإصابة بشكاوى النوم».
ولكن نظراً لأن الأشخاص المهتمين بالليل قد يجدون صعوبة في العمل في الصباح، فقد يُنظر إليهم في ضوء سلبي على أنهم كسالى أو لديهم «سلوك سيئ»، وفقاً للدراسة.
ويعكس البحث النتائج السابقة التي تفيد بأن من يستيقظ مبكراً قد يكون أكثر سعادة بشكل عام، حيث ينخفض لديه خطر الإصابة بالاكتئاب.
قد يسبب التعرض للضغط الشديد في الحياة اليومية الشعور بالتوتر المستمر، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى مجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية والعاطفية بدرجات متفاوتة من الشدة.
«فن المملكة»... أعمال إبداعية تغوص في الثنائيات وتتبع نموّ التصوراتhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5116020-%E2%80%8B%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A5%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%BA%D9%88%D8%B5-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AA%D8%AA%D8%A8%D8%B9-%D9%86%D9%85%D9%88%D9%91-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA
«فن المملكة»... أعمال إبداعية تغوص في الثنائيات وتتبع نموّ التصورات
في عصر محركات البحث، تنهال الصُّور والمعلومات الآتية من مصادر متنوعة، لتهاجم تصورات الأفراد، وآلية تشكّلها، وربما تسببت في عرقلة قدرتهم وسعيهم إلى بناء مفاهيم أعمق.
ومن هذا المنطلق، يسعى معرض «فن المملكة» في محطته الثانية بالرياض، آتياً من البرازيل، إلى الإجابة عن أسئلة لا تخلو من الجدّية، ويحاول أن يكون بوابة إلى فهم ثقافة ما، تسهم فيه الفنون البصرية، لإعادة تشكيل السرديات حول المجتمع، والذاكرة، والماضي، والحاضر.
وفي أروقة المتحف السعودي للفنّ المعاصر، يحتفي المعرض الذي افتتحته هيئة المتاحف، بالمشهد الفني السعودي المعاصر، ويقدم رؤى إبداعية متنوعة تعكس ثراء الهوية الثقافية للمملكة.
وتحثّ أعمال 17 فناناً سعودياً بارزاً يشارك في المعرض، الزوّار على التفكير والتأمّل في التصوّرات التي راودت الفنانين، للكشف عن رؤاهم الفردية، بالإضافة إلى النسيج الثقافي المشترك الذي يجمعهم، استناداً إلى الهوية الفريدة لكل فنان، التي تسهم بدورها في بناء ثقافة بصرية مميزة ضمن سياقات الفنّ المعاصر.
ويضيء المعرض بقصص التاريخ والذاكرة والتراث الثقافي للمملكة، وتوظف الأعمال الفنية المعروضة فيه، مجموعة من الاستراتيجيات الجمالية والبصرية، مستخدمة مواد متنوعة تثري المساحة، ليس بالأفكار والرؤى وحسب، بل أيضاً من خلال نقل الزائر إلى حدودٍ جديدة تتغير عندها المفاهيم.
أعمال 17 فناناً سعودياً بارزاً تشارك في المعرض (هيئة المتاحف)
وتتناول الأعمال المعروضة موضوعين رئيسين، يرتبط الأول بالصَّحراءِ بوصفها رمزاً للرحابة واللانهاية والحياة، فيما يناقش الثاني تفرّد التراث الثقافي وتطور الثّقافة البصرية المتميزة بين الماضي والحاضر.
ومن هذين الموضوعين، تتفرّع مواضيع أخرى، مثل: الذاكرة، والوعي البيئي، والهوية والمنشأ، فيخلق ذلك مشهداً فنياً غنياً، حيث يتقاطع تاريخ المملكة مع قضاياها المُعاصرة، لم يُقدّمها المعرض على نحو مجرّد فحسب، بل سعى إلى إدراجها في سياقٍ أرحب، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمساحة المادية والفكرية في مدينة الرياض.
وتتنوّع الأعمال المعروضة التي أنجزها الفنانون المشاركون، مهند شونو، ولينا قزاز، ومنال الضويان، وأيمن زيداني، ومعاذ العوفي، وأحمد ماطر، وعهد العمودي، وشادية عالم، وفيصل سمرا، وأيمن يسري ديدبان، ودانيا الصالح، وفلوة ناظر، وسارة إبراهيم، وأحمد عنقاوي، وناصر السالم، وبسمة فلمبان، وفاطمة عبد الهادي، بين اللوحات الزيتية، والمنحوتات، والأعمال التركيبية، والفيديو، في مشهد فني يعكس التفاعل بين الموروث والحداثة، ويستكشف الوسائط الإبداعية الحديثة التي باتت تشكل جزءاً من ممارسات الفنانين المعاصرين.
تسهم الأعمال في بناء ثقافة بصرية مميزة ضمن سياقات الفنّ المعاصر (هيئة المتاحف)
غوص في الثنائيات وتتبع لنمو التصورات
يتناول الفنان أحمد ماطر من خلال سلسلة أعماله «إضاءات» العلاقات الثنائية الظاهرة، حيث يخلق الفنان من تلاقي الماضي والحاضر وحدة فنية بديعة؛ إذ يلتقي الأول بما يحمل من بصمات الفن الإسلامي التقليدي الذي يشع بعراقة وعمق، ويتناغم مع الثاني بما يقدمه من ابتكارات طبية ثورية، تفتح أمامنا آفاقاً جديدة لا تخطر على البال.
وفي هذا الحوار الفني، يغوص في عمق ثنائية الإيمان والعلم اللذين يتنازعان في النفس البشرية، ويتنافيان في ظاهرهما، ولكنّهما في الواقع يشتركان في السعي وراء الحقيقة.
يستلهم الفنان من الصفحات الأولى للمخطوطات المقدسة، تلك التي خطّها الحرفيون بيدٍ مبدعة في أزمان مضت، بما تحويه من حروف وكلمات مشرقة تنبض بالحياة، ولكنّه يستبدل الأشكال الهندسية التقليدية بواسطة صورتين بالأشعة السينية لجذعين بشريين، في خطوة تعبيرية عميقة تسعى إلى الكشف عن البنية الداخلية للوجود.
من جهته، يوظف الفنان مهند شونو في عمله التركيبي «عودة إلى اللانهاية»، الرمال بطبيعتها دائمة التغيّر، تماماً مثل السرديات وتأويلاتها.
يضيء المعرض بقصص التاريخ والذاكرة والتراث الثقافي للمملكة (هيئة المتاحف)
وفي هذا العمل الفني، يصنع مهند شونو، 5 منحوتات على شكل أعمدة من الرمال والصباغ الأسود والراتنج، ويضعها على طاولة صناعية مزودة ببكرات دوارة.
وتبدأ هياكل الأعمدة الصلبة بالتآكل مع دورانها البطيء، لتتفكك حبة تلو الأخرى وتتكدّس في الأسفل، ويتفكّك كل عمود بوتيرته الخاصة، فتتحلّل أجزاؤه لتغذي حلقة تستمر إلى ما لا نهاية. وليس هذا العمل الأول الذي يستخدم فيه شونو الرمال، وهو المعروف بتوظيفه هذه المادة بشكل متكرر في مصنوعاته لارتباطها العميق بالمساحات الطبيعية في العالم العربي، ومفهوم مرور الزمن.
توظف الأعمال الفنية المعروضة في المعرض مجموعة من الاستراتيجيات الجمالية والبصرية (هيئة المتاحف)
ويغوص العمل الفني لفاطمة عبد الهادي «سوف تشفى» في عمق الحوار المستمر والمتجدد بين الإنسان والطبيعة، حيث تصبح الممارسات التقليدية فيه سلسلة لا تتوقف من التأمل والعمل.
واستلهمت الفنانة من كتاب قديم ذي طابع علاجي، فجمعت في عملها بين المطبوعات متعددة المستويات التي نفذت عبر تقنية الشاشة الحريرية، وبين الرسومات الفحمية التي نقشَتْها على أوراقٍ شبكية.
ومثلما تتواصل النباتات وتنمو وفقاً لسنن الطبيعة، تجسّد العبارة «إن شاء الله تشفيك» الإيمان بالشفاء بوصفه نعمة لا تنقضي، لتكون بذلك إشارة إلى دورة أبدية من التواصل والتجدد لا تتوقف.
استخدم الفنانون مواد متنوعة تثري المساحة بالأفكار والرؤى (هيئة المتاحف)
فيما يقدم الفنان معاذ العوفي في سلسلة الصور الفوتوغرافية «أهل بانجيا»، السعودية، وتحديداً المدينة المنورة، بعدسة غير معهودة.
ويتساءل عن كيفية توارث الحكايات عن أرض الأجداد، ويُعيد استعراض اللقطات الجوية المأخوذة في عشرينات القرن الماضي ليقدّم من خلالها منظوراً جديداً عن تاريخ هذه الأرض. وتكشف صور العوفي عن أشكال يُعتقد أنها مساحات صخرية شاسعة تعود إلى تسعة آلاف سنة، تشكل أنماطاً يسهل التعرّف عليها من الجوّ.
وفي هذا العمل الفني، يطرح الفنان سؤالاً لافتاً: لو كنا نعلم بوجود هذه الأشكال، فهل يتغيّر فهمنا للحاضر والماضي؟ وفي حين تبقى الإجابة عن هذا السؤال غير محسومة، يدعونا العمل إلى تخيّل قراءة جديدة للمساحات السعودية وذاكرة أهلها.