مطالب بمقاضاة «النهضة» التونسية بـ{تلقي تمويلات أجنبية» خلال الانتخابات

عبير موسي زعيمة حزب الدستوري الحر تقود تظاهرة ضد حركة النهضة وسط العاصمة أواخر الشهر الماضي (رويترز)
عبير موسي زعيمة حزب الدستوري الحر تقود تظاهرة ضد حركة النهضة وسط العاصمة أواخر الشهر الماضي (رويترز)
TT

مطالب بمقاضاة «النهضة» التونسية بـ{تلقي تمويلات أجنبية» خلال الانتخابات

عبير موسي زعيمة حزب الدستوري الحر تقود تظاهرة ضد حركة النهضة وسط العاصمة أواخر الشهر الماضي (رويترز)
عبير موسي زعيمة حزب الدستوري الحر تقود تظاهرة ضد حركة النهضة وسط العاصمة أواخر الشهر الماضي (رويترز)

أكدت منظمة «أنا يقظ» (حقوقية مستقلة) أن عقود «اللوبيينغ»، المرتبطة بحركة النهضة التونسية خلال انتخابات 2014 و2019، حقيقية وموجودة بالفعل. مشيرة إلى أنها أحالت تلك العقود، التي أبرمتها الحركة ومرشح حزب قلب تونس للانتخابات الرئاسية نبيل القروي، وألفة التراس رئيسة جمعية «عيش تونسي» على الجهات القضائية المختصة.
وعبرت المنظمة عن استغرابها من «تعنت حركة النهضة، ومواصلتها مغالطة الرأي العام، خاصة أن هذه العقود منشورة للعموم في موقع وزارة العدل الأميركية، وعاينتها المنظمة ومحكمة المحاسبات».
وبينت المنظمة التي كانت وراء سجن نبيل القروي، رئيس حزب قلب تونس بتهمة التهرب الضريبي وتبييض الأموال، أن قيمة العقود التي أبرمتها حركة النهضة بين سنتي 2014 و2019، والتي تقدّر بأكثر من 778 ألف دولار أميركي «تمثّل شبهة جدية لتلقي تمويلات أجنبية مجهولة المصدر، وهي أفعال مخالفة للقانون قد ترتقي لجرائم تستوجب متابعات قانونية». ودعت القضاء إلى تحمل مسؤوليته التاريخية للبت في هذه الملفات، التي من شأنها تنقية المشهد السياسي في تونس، على حد تعبيرها.
ويأتي موقف «أنا يقظ» بعد يوم واحد من نفي قيادات حركة النهضة في مؤتمر صحافي تهماً وجهت لحزبهم بتلقي تمويلات أجنبية، مؤكدة أن القضاء هو الذي سيفصل في هذه التهم.
في السياق ذاته، أكد المجلس الأعلى للقضاء استقلالية السلطة القضائية، وأعلن رفضه المساس بالبناء الدستوري للسلطة القضائية بواسطة المراسيم الرئاسية، مذكراً في هذا السياق بوجود المجلس كضمانة أساسية لاستقلال القضاء التونسي، والتأكيد على استعداد المجلس للقيام بدوره كاملاً. وقال المجلس الأعلى للقضاء أن إصلاح منظومة القضاء «ينبغي أن يتم في إطار الضوابط الدستورية وخارج إطار التدابير الاستثنائية».
وجاء هذا الموقف بعد لقاء جمع وفداً من المجلس الأعلى للقضاء بالرئيس قيس سعيد، الذي اغتنم هذا اللقاء لتوجيه عدة انتقادات للسلطة القضائية، من بينها «السكوت» عن حجز آلات للتجسس جاءت من الخارج وتمس بالأمن القومي، وقال متسائلاً: «إلى متى سيتواصل الوضع في القضاء على ما هو عليه، رغم أنه أهم السلط؟». مؤكداً أنه يعرف جيداً وبالاسم ماذا فعل عدد من القضاة وماذا أخفوا عن المواطنين، وهو ما خلف تساؤلات عديدة حول الملفات التي يتوفر عليها الرئيس دون أن يعمل على حسمها.
وكانت عدة أحزاب سياسية، من بينها حركة النهضة ومنظمات نقابية وحقوقية، أبرزها اتحاد الشغل، قد أبدت مخاوفها من محاولة تطويع الرئيس سعيد القضاء لمحاربة خصومه السياسيين خدمة لبرنامجه السياسي.
على صعيد آخر، قدمت الحكومة التونسية مقترحات لحل إشكالية النفايات في ولاية (محافظة) صفاقس، ثاني أكبر المدن التونسية، التي تنتظر تفاعل مختلف الأطراف الاجتماعية والحقوقية، على أمل إلغاء الإضراب الجهوي العام المقرر بعد غد الجمعة، الذي سيشهد غلق كل منافذ المدينة للمطالبة ببدء إزالة النفايات فوراً.
وعقدت وزيرة البيئة ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة نجلاء بودن سلسلة اجتماعات مع وفد مكون من رئيس الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، ورئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بالمدينة، إضافة إلى عدد من مكونات المجتمع المدني، وعرضت الحكومة مقترحاً يقضي بإعادة فتح مصبّ القنة بمدينة عقارب لفترة مُحدّدة، في إطار مسار يُفضي إلى إنهاء أزمة النفايات بصفاقس. لكن المنظمات الاجتماعية والجمعيات تمسكت بمطلب إزالة فورية للنفايات، «تجنّباً لاستفحال الوضع الذي ينذر بكارثة صحية وبيئية خطيرة قد تخرج عن السيطرة».
وقالت إن الإضراب العام الجهوي «ليس سوى بداية لسلسلة تحركات يمكن أن تبلغ حد العصيان المدني».
في المقابل، دعا ممثلو منطقة صفاقس إلى حل مشكل النفايات، الذي تواصل لأكثر من شهرين، مما نجم عنه تكدس الزبالة بالأزقة والشوارع، بلغت نحو 640 طناً في اليوم الواحد، ما ينذر بكارثة بيئية، حسبهم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».