احتفاء رسمي باختيار القاهرة «عاصمة للثقافة الإسلامية 2022»

بعد تأجيل الاحتفال باختيار مدينة القاهرة عاصمة لثقافة دول العالم الإسلامي، لمدة عامين، بسبب وباء كورونا، أعلنت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، أمس برنامج «احتفال تنصيب القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2022»، بحضور الدكتور سالم بن محمد المالك مدير عام منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، «الإيسيسكو».
وتعد القاهرة، عاصمة الثقافة الإسلامية، من أهم المدن التراثية وأكبرها في العالم، وتضم عددا كبيرا من الآثار من مختلف العصور الإسلامية، وخصوصاً المساجد التاريخية على غرار مسجد عمرو بن العاص، والأزهر والسلطان حسن وأحمد بن طولون وجامع محمد علي وغيرها.
وتضم الفعاليات مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية المعبرة عن الهوية المصرية الثقافية والتراثية، وتشمل إنتاج فيلم تسجيلي خاص بهذه المناسبة من إخراج لؤي جلال، وندوات ثقافية للأفلام، وورشا سينمائية لمشروع (ابدأ حلمك) افتراضياً بدول العالم الإسلامي، بجانب عرض مجموعة مميزة من كلاسيكيات الأفلام العربية والإسلامية على غرار «المومياء» للمخرج الراحل شادي عبد السلام من مصر، و«أسد الصحراء عمر المختار»، من ليبيا ، إخراج المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد، و«الفلاقة من تونس»، و«وقائع سنين الجمر» الجزائر، و«بيروت الغربية» لبنان، و«ذيب الأردن»، و«المخدوعون» من سوريا، بالإضافة إلى فيلمي «الناصر صلاح الدين» و«الوداع يا بونابرت»، للمخرج العالمي الراحل يوسف شاهين، والفيلم القصير«شكاوى الفلاح الفصيح» لشادي عبد السلام.
ويهدف برنامج عواصم الثقافة الإسلامية إلى توطيد أواصر العلاقات بين الشعوب الإسلامية عبر إقامة حوار إبداعي بينها وتعزيز مجالات التواصل الفكري بين أبناء الأمة الإسلامية، كما يعمل على إبراز مضامين التراث الزاخر بالمفاهيم التي تدعو إلى التسامح والتعايش أمام العالم وتقديم صورة حقيقية عن الحضارة الإسلامية العريقة.
وتتضمن فعاليات البرنامج كذلك تنظيم أمسية ثقافية حول «جماليات العمارة المملوكية... (مسجد السلطان حسن نموذجا)»، الذي يعده خبراء الآثار أحد أكبر الأبنية الإسلامية عبر التاريخ، بجانب تنظيم عدد من المحاضرات والندوات حول العمارة الإسلامية، ومعرض التصوير الفوتوغرافي عن جماليات القاهرة التاريخية، وندوات عن الفلكلور المصري وتأثيره في دول العالم الإسلامي، ومعرض لرسومات الأطفال تحت عنوان (مصر في عيون أطفال دول العالم الإسلامي).
وستكون حفلات الإنشاد الديني والصوفي حاضرة بقوة ضمن برنامج اختيار القاهرة عاصمة لثقافة دول العالم الإسلامي، بجانب معرض مستنسخات لصور مساجد مصر عبارة عن صور لمجموعة كبيرة من المساجد يرجع تاريخها إلى عام 1920، ومسابقة «تراثي» في التصوير (دورة استثنائية) عن دول العالم الإسلامي، والمؤتمر العلمي الأكاديمي الخامس (القاهرة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي) ومعرض القاهرة في عيون فنانيها.
وكانت وزارة الثقافة المصرية قد أعلنت في شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي عن تأجيل الاحتفال باختيار القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية، بسبب تداعيات وباء كورونا، واتفقت مع منظمة الإيسيسكو على تدشين الفعاليات في عام 2022، ما دفع السلطات المصرية إلى تعديل البرنامج الذي أعلنت عنه في بداية عام 2020، وإضافة فقرات ثقافية وفنية تواكب انطلاق الحدث بعد عامين من التأجيل.
ووفق وزارة الثقافة المصرية فإن البرنامج يتضمن كذلك، أوبريت غنائيا استعراضيا «هنا القاهرة»، وإنتاج عرض مسرحي يضم (كولاج) من أهم الأعمال الدينية التي تم إنتاجها في السنوات الأخيرة، وحفلات فنية متنوعة تجمع فنون الموسيقى والغناء، وسهرات عربية وإسلامية، وأمسيات يتم تنظيمها بالتعاون مع السفارات العربية والإسلامية بالقاهرة، ومؤتمرا دوليا بعنوان «تراث القاهرة غير المادي في ألف عام».
وكان مقرراً أن تتسلم مصر شعلة تنصيب مدينة القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية في عام 2020، خلفاً للعاصمة التونسية، حيث أعلن عن ذلك في الاحتفال الذي أقامته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بمدينة الثقافة في تونس في شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2019.
وتبنت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) برنامج عاصمة الثقافة الإسلامية، في عام 2001، مع انعقاد المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة، واعتمد في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد في الجزائر عام 2004. وحملت مكة المكرمة اللقب الأول عام 2005. ثم تداولت المدن الإسلامية اللقب، وعلى التوالي انتقل إلى حلب في سوريا، وفاس في المغرب، والإسكندرية في مصر، والقيروان في تونس، وتريم في اليمن، وتلمسان في الجزائر، والنجف في العراق، والمدينة المنورة في السعودية، والشارقة في الإمارات، ونزوى في سلطنة عمان، والكويت في الكويت، والعاصمة الأردنية عمان، والمنامة عاصمة البحرين، وتونس (تونس)، حتى وصل إلى القاهرة عام 2020، الذي اختارت منظمة «الإيسيسكو» خلاله أيضاً العاصمة الأوزبكية «بوخارى»، عاصمة الثقافة الإسلامية في المنطقة الآسيوية، و«باماكو» في جمهورية مالي في أفريقيا.