الأفلام الأولى للمخرجين تحصد جوائز «القاهرة السينمائي»

إذا كان مهرجان القاهرة السينمائي قد رفع شعار «تعاقب الأجيال» في دورته الـ43 التي اختتمت مساء أول من أمس، فإنه وفق متابعين ونقاد قد حقق هذا الشعار واقعياً بجوائز مستحقة للأفلام الأولى أو الثانية للمخرجين الذين تصدروا المشهد بشكل خاص في السينما العربية، وأكدوا صعود جيل جديد من صناع الأفلام الموهوبين، كما حققها كذلك في حفل الختام، حيث شارك فنانون كبار في توزيع الجوائز على الفائزين.
وتميزت الدورة 43 باختيار أفلام مهمة داخل أو خارج مسابقاته، كما تميزت بزخم الفعاليات والتكريمات والمؤتمرات الصحافية التي عقدت لصناع الأفلام، و«درس السينما» الذي ألقاه المخرج الصربي أمير كوستوريتسا رئيس لجنة التحكيم، والحوارات التي ضمت نجوم السينما العربية، من بينهم المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد.
وأشعل ظهور نجمين كبيرين في حفل الختام الإعجاب والتصفيق داخل مسرح الأوبرا، فقد فوجئ الجمهور بصعود الفنان الكبير رشوان توفيق، على المسرح، ليسلم جائزة أفضل ممثل التي فاز بها الفنان محمد ممدوح عن فيلم «أبو صدام»، وهو ثاني أفلام المخرجة نادين خان ابنة المخرج الكبير الراحل محمد خان.
بينما ظهرت الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز، لتسليم جائزة أفضل ممثلة التي فازت بها «سوامي روتولو» بطلة فيلم «كيارا».
ووفقاً للناقد السينمائي خالد محمود، فإن الدورة الـ43 للمهرجان قد ضمت مجموعة من الأفلام الجيدة، سواء في مسابقة الأفلام العربية أو القسم الرسمي خارج المسابقة، منوهاً بأن المهرجان واجه تحديات عدة في ظل تنافسه مع مهرجانات عربية أخرى.
ويقول محمود لـ«الشرق الأوسط»، «كانت المنافسة على الأفلام العربية أشد لمحدودية الإنتاج، غير أنه نجح في الاستحواذ على أفلام جيدة تميزت بمستواها الفني رغم أن بعضها يمثل أعمالاً أولى للمخرجين، كما أن المسابقة الدولية ضمت أفلاماً جديدة ومميزة، أما الجوائز فيظل لكل لجنة تحكيم خصوصيتها، لكن أحياناً تتوافق الرؤى مع الجمهور والنقاد».
واعتبر محمود أن «فوز فيلم (بنات عبد الرحمن) بجائزة الجمهور كان مستحقاً، لأنه حقق تماساً مع المشاهدين منذ أول عرض». ويرى أن «الأفلام العربية في السنوات الأخيرة شهدت نضجاً كبيراً من حيث الأفكار المطروحة ومستوى الإنتاج، لكن مهرجان القاهرة السينمائي يحتاج دعماً كبيراً أكثر من أي وقت مضى ليسترد بريقه بشكل تام».
وحصدت السينما العربية جوائز مهمة، فقد فازت تونس بثلاث جوائز، من بينها جائزة أفضل ممثلة في مسابقة «آفاق السينما العربية» للممثلة عفاف بن محمود عن دورها في فيلم «أطياف» للمخرج مهدي الهميلي، ورُغم تغيبها عن المهرجان فقد أثارت شجن الحضور خلال عرض الفيلم بأدائها الصادق لشخصية الأم التي يتهمها زوجها بالزنا؛ وفاز الفنان ظافر العابدين بجائزة الفيبرسي «سمير فريد» عن أول أفلامه مخرجاً «غُدوة»، والفيلم من تمثيله وقصته، كما شارك في كتابة السيناريو مع أحمد عامر، وقد طرح من خلاله قضية مهمة، بعد عشر سنوات من انطلاق ثورة الربيع العربي في تونس، ومدى تحقيقها طموحات المواطن التونسي. وحصل فيلم «قدحة» لأنيس الأسود على تنويه خاص من لجنة التحكيم، وفاز فيلم «نقطة عمياء» للطفي عاشور بجائزة يوسف شاهين كأفضل فيلم روائي قصير، التي تؤهله للمشاركة في سباق الأوسكار، كما فاز الفيلم السوري «الغريب» للمخرج أمير فخر الدين بجائزة شادي عبد السلام كأفضل إخراج، وجائزة أفضل فيلم عربي بالمهرجان، وتميز الفيلم بتفوق عناصره الفنية.
وذهبت «جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم» بمسابقة آفاق السينما العربية، لـ«دفاتر مايا» من إخراج جوانا حاجي توما، وخليل جريج.
وفازت السينما المصرية بجائزة أفضل فيلم غير روائي للوثائقي الطويل «من القاهرة» للمخرجة هالة جلال، التي تتبعت من خلاله رحلة فتاتين مصريتين تعيشان وسط زحام وفوضى المدينة، وقالت هالة لـ«الشرق الأوسط»، إن الجائزة تتويج لمجهود كبير بذلته وفريق العمل على مدى سنوات حتى يخرج للنور. وحصل الفيلم الأردني «بنات عبد الرحمن» على جائزة الجمهور (يوسف شريف رزق الله)، الذي يتناول أزمة أربع شقيقات والتي تتفجر مع اختفاء والدهن، وعبرت الفنانة صبا مبارك لـ«الشرق الأوسط» عن سعادتها بهذه الجائزة التي تتم بتصويت الجمهور، مؤكدة أنها تمنت الفوز بها، خصوصاً بعدما أثار سيناريو الفيلم حماسها منذ قراءته للمرة الأولى، وهو من تأليف وإخراج زيد أبو حمدان في أول أفلامه الطويلة.
وتوج فيلم «الثقب في السياج» من إنتاج المكسيك وبولندا بجائزة «الهرم الذهبي» لأفضل فيلم بالمسابقة الدولية، فيما حصل فيلم «جسد ضئيل» على جائزة «الهرم الفضي»، والفيلم الكوري «إنطوائيون» على جائزة الهرم البرونزي.