مصر والأردن يختتمان تدريبات «العقبة 6» العسكرية

مصر والأردن يختتمان تدريبات «العقبة 6» العسكرية
TT

مصر والأردن يختتمان تدريبات «العقبة 6» العسكرية

مصر والأردن يختتمان تدريبات «العقبة 6» العسكرية

اختتمت فعاليات التدريب المصري - الأردني المشترك «العقبة 6»، الذي نفذته عناصر من القوات المسلحة المصرية والأردنية، بالمملكة الأردنية، بمشاركة القوات البرية، والقوات الخاصة من الصاعقة والمظلات، والقوات الخاصة البحرية والأسلحة التخصصية لكلا البلدين.
ووفق إفادة للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، أمس، «تضمنت المرحلة الختامية للتدريب تنفيذ عملية مشتركة للقضاء على بؤرة (إرهابية مسلحة) داخل قرية حدودية». وذكر المتحدث العسكري أن «عناصر قوات الصاعقة المصرية والقوات الخاصة الأردنية نفذت عمليات مشتركة لمقاومة العناصر (الإرهابية المسلحة) المتمركزة بالمناطق الجبلية»، مضيفاً أن «المرحلة تزامنت مع تنفيذ الوحدات الخاصة البحرية المصرية والأردنية لعدد من الأنشطة بمشاركة عناصر من الضفادع البشرية والصاعقة البحرية وباستخدام اللنشات السريعة وبمشاركة ناقلة الإمداد (سجم حلايب)». وبحسب بيان المتحدث العسكري المصري، فقد «أظهرت المرحلة المستوى المتميز لكل العناصر المشاركة وقدرتها على العمل الجماعي، وصولاً لأعلى معدلات الكفاءة والاستعداد لتنفيذ أي مهام مشتركة تحت مختلف الظروف، فضلاً عن دعم جهود الأمن والاستقرار بالمنطقة»... حضر المرحلة الختامية للتدريب عدد من قادة القوات المسلحة المصرية والأردنية.
ويشار إلى أنه في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، انطلق التدريب العسكري المصري - الأردني المشترك «العقبة 5»، الذي استمر حينها لعدة أيام، بمشاركة عناصر من القوات البرية والبحرية والقوات الخاصة للبلدين، بنطاق المنطقة الجنوبية العسكرية المصرية.
في سياق آخر، انطلقت، أمس، فعاليات التدريب البحري المصري - الروسي المشترك «جسر الصداقة 4»، الذي يستمر لأيام عدة في المياه الإقليمية بنطاق الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط. وقال المتحدث العسكري المصري، في بيان له، أمس، إن «فعاليات التدريب بدأت بمراسم استقبال القوات الروسية المشاركة في التدريب بقاعدة الإسكندرية البحرية برأس التين، بحضور الفريق أحمد خالد حسن سعيد، قائد القوات البحرية، الذي ألقى كلمة رحب خلالها بالقوات البحرية الروسية المشاركة بالتدريب»، مؤكداً «أهمية التدريب وما يمثله من إضافة لدعم علاقات التعاون العسكري بين القوات البحرية المصرية والروسية».
ويشارك في التدريب عدد من القطع البحرية المصرية والروسية، وعناصر من القوات الخاصة البحرية لكلا الجانبين، ومن المقرر أن يشهد التدريب تنفيذ أنشطة تدريبية لصقل مهارات القادة والضباط وتبادل الخبرات بين الجانبين، حيث يهدف التدريب إلى «تحقيق التجانس بين العناصر المشاركة، وتوحيد المفاهيم العملياتية وسرعة تنفيذ المهام المخططة بكفاءة». وأكد المتحدث العسكري المصري أن «التدريب يأتي في إطار خطة التدريبات السنوية المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الصديقة والشقيقة لتعزيز آفاق التعاون العسكري وتبادل الخبرات التدريبية، وبما يسهم في التعرف على أحدث النظم وأساليب القتال البحري وتعظيم الاستفادة المشتركة للقوات المنفذة للتدريب».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».