«الدستوري» اللبناني يحدد الخميس موعداً لاستكمال البحث في الطعن بقانون الانتخابات

TT

«الدستوري» اللبناني يحدد الخميس موعداً لاستكمال البحث في الطعن بقانون الانتخابات

عقد المجلس الدستوري أمس جلسته الثانية للبحث في الطعن المقدم من قبل كتلة التيار الوطني الحر في التعديلات التي أقرها البرلمان على قانون الانتخابات من دون أن يتخذ قراراً نهائياً بشأنه، وحدد يوم الخميس المقبل موعداً جديداً لمتابعة درس تقرير المقرّر في الطعن.
وتتجه الأنظار إلى ما سيكون عليه قرار «الدستوري» لا سيما في ظل الخلافات السياسية الحاصلة حول قانون الانتخابات والتعديلات التي أدخلها إليه البرلمان موصياً بتقديم موعدها إلى شهر مارس (آذار) بدلاً من شهر مايو (أيار) المقبل، وهو ما أدى بـ«الوطني الحر» إلى تقديم الطعن لناحية مساواة المغتربين مع المقيمين بالاقتراع لـ128 نائباً، وهو ما اعتبره التيار أنه يتعارض مع القانون الذي كان قد خصهم بستة نواب يمثلون كل الطوائف، ويشكلون دائرة جديدة تضاف إلى الدوائر الانتخابية المخصصة للمقيمين.
كما اعترض نواب «التيار الوطني الحر» على احتساب نصاب الجلسة التشريعية، حيث اعتبر رئيس المجلس نبيه بري في الجلسة التي أقرت التعديل، أن الأكثرية المطلقة تأخذ بعين الاعتبار عدد الأحياء من النواب فقط، أي أنه يتم حسم النواب المستقيلين والمتوفين من العدد الإجمالي (128 نائباً)، فيكون بذلك النصاب 59 نائباً، فيما ينطلق طعن «التيار» على ضرورة الاعتماد على مجموع الأعضاء الذين يؤلفون المجلس قانوناً، أي العدد الذي حدده قانون الانتخاب وهو 128 نائباً.
ومع تأكيد وزارة الداخلية والحكومة الاستعداد لإجراء الانتخابات، يتبادل الأفرقاء السياسيون الاتهامات بالسعي لتطيير الانتخابات، إذ في حين يرى «التيار» في تقديم موعدها نية لتأجيلها يعتبر الأفرقاء الآخرون أن تقديم «الوطني الحر» للطعن هو بهدف تطيير الانتخابات النيابية.
وبانتظار ما سيكون عليه قرار «الدستوري» يقول الخبير الدستوري، رئيس «مؤسسة جوستيسيا الحقوقية» بول مرقص لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس يبطل كلياً أو جزئياً التعديلات التي أدخلها مجلس النواب على القانون وهو ليس ملزماً بالأخذ بجميع أسباب الطعن، وبالتالي يمكن له أيضاً رد هذه الأسباب كلياً أو جزئياً.
ويلفت مرقص إلى أنه من حيث المهل فإن لدى المجلس مهلة تقريبية أقصاها شهر واحد من تقديم الطعن لاتخاذ القرار (أي 17 ديسمبر «كانون الأول» الحالي)، موضحاً: «وإذا لم يصدر القرار إما بسبب عدم توافر النصاب (8 من أصل 10 أعضاء) أو بسبب عدم توافر أكثرية التصويت (7 من أصل 10) والاتفاق على اتجاه معين، عندها يتعذر إصدار القرار ويعتبر النص مقبولاً، أي التعديلات التي أقرها البرلمان سارية المفعول».
وعما إذا كان قرار «الدستوري» قد يؤثر على السير بالاستحقاق الانتخابي يقول مرقص: «ليس بالضرورة أن يؤثر على إجراء الانتخابات حتى لو كان في 27 مارس، إلا إذا كانت التعديلات القانونية بحاجة لتعديلات جديدة طلبها المجلس الدستوري وتأخر البرلمان عن القيام بها أو تأخر صدور القانون الجديد، كما لو رد عون القانون مجدداً لإعادة مناقشته في البرلمان، ما سيؤدي إلى الضغط على المهل المطلوبة لإنجاز الانتخابات النيابية والإجراءات المرتبطة بها».
مع العلم بأن نواب التيار الوطني الحر كانوا قد أعلنوا إثر تقديمهم الطعن أنهم سيقبلون بقرار «الدستوري» وأعلن رئيسه النائب جبران باسيل أن الطعن قدم بالتعديلات وليس بالقانون، رافضاً اتهامه بمحاولة تمديد ولاية البرلمان، لكن سبق لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي كان قد رفض توقيع القانون المعدل وردّه للبرلمان أن جزم قبل أيام أنه لن يوقّع مرسوماً يدعو الهيئات الناخبة للاقتراع في 27 مارس، مؤكداً «لن أوافق على انتخابات نيابية سوى في أحد موعدين 8 أو 15 مايو».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.