«نصف مقاطعة» أميركية للألعاب الأولمبية في الصين

TT

«نصف مقاطعة» أميركية للألعاب الأولمبية في الصين

أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستقاطع «دبلوماسياً» الألعاب الأولمبية في الصين، من دون أن يشمل ذلك اللاعبين الأميركيين الذين سيسمح لهم بالمشاركة في المنافسات.
وقد سبق للرئيس الأميركي جو بايدن أن قال إن المقاطعة الدبلوماسية مطروحة على الطاولة، بسبب «تحفظات جدية» لدى البيت الأبيض حيال انتهاكات حقوق الإنسان في الصين.
وبمجرد انتشار خبر المقاطعة الدبلوماسية، سارعت الصين إلى التهديد بـ«رد حاسم». وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية زاو ليجان، إن «خطوة من هذا النوع تعد استفزازاً سياسياً مباشراً»، من دون إعطاء تفاصيل عن الرد الصيني المحتمل عليها، لكنه لمّح قائلاً: «يجب وقف المطالبات بمقاطعة الألعاب الأولمبية كي لا يتأثر الحوار والتعاون بين الصين والولايات المتحدة في ملفات مهمة».
وكان أعضاء الكونغرس من الحزبين دعوا الإدارة الأميركية إلى مقاطعة الألعاب الأولمبية في الصين التي ستجري في التاسع من شهر فبراير (شباط)، فقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي: «لا يمكننا الحضور كأن شيئاً لم يكن»، واقترحت بيلوسي في شهر مايو (أيار)، مقاطعة دبلوماسية للألعاب من دون معاقبة اللاعبين الأميركيين الذين سيتمكنون من التنافس. وقالت بيلوسي: «ما الصلاحية الأخلاقية التي ستتمكن من خلالها الحديث عن حقوق الإنسان في أي مكان من العالم إن أظهرت احترامك للحكومة الصينية وهي ترتكب الإبادة الجماعية؟ لنكرم اللاعبين الأميركيين لكن لنقاطع الحدث دبلوماسياً. الصمت غير مقبول. وسيعزز من انتهاكات الصين».
وتترواح الانتقادات للصين ما بين ملاحقتها لأقلية الأويغور المسلمة وسياساتها المتعلقة بتايوان وهونغ كونغ وغيرها من ملفات حقوق الإنسان. وهذا ما تحدث عنه السيناتور الجمهوري ميت رومني الذي دفع باتجاه المقاطعة منذ شهر مارس (آذار)، قائلاً: «في دول مستبدة مثل الصين، تعد الألعاب الأولمبية نوعاً من الترويج بدلاً من الإصلاحات. ومن غير المقبول أن تحصل الصين على شرف استضافة الألعاب الأولمبية فيما يرتكب الحزب الشيوعي الصيني إبادة جماعية بحق الأويغور».
ولن تعد هذه المقاطعة الدبلوماسية مقاطعة تامة، على خلاف ما جرى في عام 1980 عندما قرر الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر مقاطعة الألعاب الأولمبية التي أجريت في موسكو بشكل تام.
إضافة إلى هذا الإعلان المتوقع، يدفع المشرعون باتجاه إقرار مشروع قانون يدين انتهاكات الصين لأقلية الأويغور المسلمة في وقت يرفض فيه عراب المشروع، السيناتور الجمهوري ماركو روبيو المضي قدماً بالمصادقة على السفير الأميركي المعين لدى الصين نيكولاس بيرنز بحجة أنه «ليس الرجل المناسب لهذا المنصب».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».