كيف يمكننا تحويل وباء كورونا إلى «مرض متوطن»؟

أشخاص يجتمعون دون كمامات في قرية الشتاء في براينت بارك بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
أشخاص يجتمعون دون كمامات في قرية الشتاء في براينت بارك بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
TT
20

كيف يمكننا تحويل وباء كورونا إلى «مرض متوطن»؟

أشخاص يجتمعون دون كمامات في قرية الشتاء في براينت بارك بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
أشخاص يجتمعون دون كمامات في قرية الشتاء في براينت بارك بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)

في حين أنه من الصعب توقع التوقيت الدقيق لانتهاء وباء «كورونا»، يتفق معظم العلماء على أنه سينتهي وأن الفيروس سيصبح «مرضاً متوطناً».
ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، تعرّف المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمراض المتوطنة على أنها «الوجود المستمر أو الانتشار المعتاد لمرض ما بين السكان»، تماماً مثلما يحدث مع نزلات البرد.
وهذا يعني أنه من المحتمل ألا يتم القضاء على فيروس كورونا تماماً، ولكن مع تحقيق مناعة القطيع من خلال العدوى الطبيعية وتلقي المزيد من الناس للقاح، ستظهر العدوى في النهاية بمعدل منخفض باستمرار، وسيصاب عدد أقل من الناس بأعراض خطيرة للفيروس.
ووفقاً لخبراء الصحة، من المحتمل أن تشهد المناطق التي ترتفع فيها معدلات التلقيح توطناً للفيروس في وقت أقرب من المناطق ذات معدلات التلقيح المنخفضة.
ولكن، كيف سيتم الانتقال من مرحلة الوباء إلى مرحلة «المرض المتوطن»؟
من الناحية العملية والرسمية، سيكون هناك إعلان. ستعلن منظمة الصحة العالمية ووكالات الصحة المحلية رسمياً انتهاء الوباء العالمي، بالاسترشاد بمعايير بيولوجية وإحصائية معينة، مثل عدد حالات الإصابة ومعدل الوفيات وعدد الحالات التي تحتاج إلى دخول المستشفى.
وفي بعض الأماكن، مثل الولايات المتحدة والدول الغنية الأخرى التي تتمتع بإمكانية الوصول الفوري إلى اللقاحات والعلاجات المضادة للفيروسات، يمكن أن تبدو مرحلة تحول الوباء إلى مرض متوطن شبيهاً إلى حد كبير بما يحدث في الوقت الحاضر: فالأشخاص يخرجون إلى الشوارع بحرية، ويذهبون إلى المطاعم والأماكن المزدحمة دون خوف، بل أصبح فحص بطاقات التلقيح نادراً إلى حدٍ كبير.


إلا أن هناك تغيرات مجتمعية أكثر عمقاً قد تعجل بجعل «كورونا» مرضاً متوطناً. ومن بين هذه التغيرات:
- التحول في مواقف الأشخاص وسلوكياتهم:
يستجيب الناس عموماً للأوبئة بالخوف والذعر في البداية قبل أن تتحول هذه المشاعر إلى تأقلم وتقبل للوضع. وأعطى تشارلز كيني، مدير مركز التنمية العالمية ومؤلف كتاب «دورة الطاعون The Plague Cycle»، مثالاً على ذلك بقوله إنه في المدن اليابانية في القرن السابع عشر، تغيرت المواقف تجاه الجدري مع انتشار المرض. فبعد أن تعرض معظم الناس للمرض بالفعل وتعافوا منه تقبل الناس فكرة «أن كل شخص سيصاب بالجدري» ومارسوا حياتهم بعدها بشكل طبيعي جداً.
ومن السابق لأوانه معرفة متى وكيف يمكن أن يحدث ذلك مع وباء «كورونا»، ومع ذلك، إذا أصبحت العدوى جزءاً طبيعياً من أشهر الشتاء، فقد تصبح مثلها مثل البرد والإنفلونزا.
- اللقاحات والتدخلات الطبية:
أكد خبراء الصحة أن التدخلات الطبية الفعالة تجعل من السهل على المجتمعات قبول فكرة التعايش مع المرض.
وتقول نانسي تومز، أستاذة التاريخ في جامعة ستوني بروك: «كان والداي مرعوبين من شلل الأطفال، إلى أن حصلت على لقاح المرض. ومنذ ذلك الوقت توقفنا عن القلق ومارست حياتي بصورة طبيعية».

ورغم أن «كورونا» لا يزال منتشراً، فإن ظهور اللقاحات الفعالة غيّر بسرعة نطاق تهديده، وخففت معظم حكومات العالم من القيود المرتبطة بـ«كورونا» منذ بدء حملات التلقيح.
ويقول الخبراء إن العودة إلى الحياة الطبيعية لن تحدث بالتساوي وفي نفس التوقيت في جميع أنحاء العالم.
ففي الأغلب يمكن أن تعود الدول الغنية أولاً لحياتها الطبيعية نظراً لتوفر اللقاحات بكميات كبيرة بها، وبعد ذلك بفترة، ربما تكون طويلة بعض الشيء، قد تعود باقي دول العالم لوضع ما قبل تفشي الوباء.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

عارفة عبد الرسول... تُقدّم دور الأم بطريقة غير نمطية

الفنانة المصرية عارفة عبد الرسول (حسابها على فيسبوك)
الفنانة المصرية عارفة عبد الرسول (حسابها على فيسبوك)
TT
20

عارفة عبد الرسول... تُقدّم دور الأم بطريقة غير نمطية

الفنانة المصرية عارفة عبد الرسول (حسابها على فيسبوك)
الفنانة المصرية عارفة عبد الرسول (حسابها على فيسبوك)

تسعى الفنانة المصرية عارفة عبد الرسول لتقديم أنماط مختلفة من الشخصيات والنماذج الإنسانية التي تستفزُّ قدراتها ممثلةً؛ إذ تستند إلى خبرات مسرحية متراكمة ساعدتها على صقل موهبتها منذ بداياتها الفنية.

وتشارك عارفة في سباق الموسم الدرامي الحالي عبر مسلسل «عقبال عندكوا»، الذي تلعب بطولته إيمي سمير غانم وحسن الرداد.

يتناول المسلسل خلافات ومشكلات زوجية في إطارٍ كوميدي ساخر. قدّمت فيه عارفة واحدة من أكثر شخصيات العمل لفتاً للانتباه، فما الذي أثار حماسها لخوض تلك التجربة؟

توضح لـ«الشرق الأوسط»، أن حلقات العمل «منفصلة متصلة»، فهناك إطار عام للحبكة الرئيسية من خلال قصص وشخصيات متعدّدة. وأعجبتها فكرة تقديم شخصيات عدّة مختلفة لنماذج الأم العصرية والقديمة والريفية، فضلاً عن نموذج «الأم الشعبية» الذي قدمته عبر أكثر من حلقة بملامح مختلفة، من حيث نبرة الصوت والأزياء وطريقة الكلام، وهو ما جاء بمنزلة تحدٍّ قرّرت أن تخوضه بشغف وحماس.

الفنانة المصرية عارفة عبد الرسول (حسابها على فيسبوك)
الفنانة المصرية عارفة عبد الرسول (حسابها على فيسبوك)

ولفتت إلى أن العمل يحمل شيئاً من رائحة المسلسل الشهير «هو وهي»، الذي لعبت بطولته «السندريلا» سعاد حسني وأحمد زكي، إنتاج عام 1985، فضلاً عن التفاهم و«الكيمياء» اللذين يجمعانها مع مخرج العمل علاء إسماعيل. مشدَّدة على أن تقديم النماذج التقليدية للأم العربية التي تُسدي النصائح لأولادها طوال الوقت لا يستهويها، موضحة أنها تحبُّ تقديم شخصية الأم التي ربما تكشف عن حنانها بطريقة غير مباشرة، وقد تستعمل الشِّدة مع الفكاهة.

لقطة من مسلسل «عقبال عندكوا» (حسابها على فيسبوك)
لقطة من مسلسل «عقبال عندكوا» (حسابها على فيسبوك)

وعن كواليس التَّعاون مع إيمي سمير غانم وحسن الرداد، قالت إنهما من أكثر النماذج الفنية التي التقتها جمالاً وطيبة قلب، لا سيما إيمي التي كانت تمازحها طوال الوقت، وتربِّتُ على كتفيها، وتخشى عليها من البرد، حتى شعرت بأنها ابنتها في الواقع.

وتحدّثت عن نشأتها في حي الحضرة الشَّعبي بالإسكندرية، وما تركه من أثر بالغ في أدائها التمثيلي، موضحة أنها التقت في هذا الحيِّ نماذج إنسانية كثيرة، سواء في البيوت أم الطرقات أم في الأسواق، فاختزنتها ذاكرتها لتستفيد منها لاحقاً في كل شخصية قدّمتها خلال مسيرتها التمثيليّة.

عارفة عبد الرسول تسعى لتقديم أدوار غير نمطية (حسابها على فيسبوك)
عارفة عبد الرسول تسعى لتقديم أدوار غير نمطية (حسابها على فيسبوك)

نشأت عارفة تمثيلياً في رحاب المسرح «أبو الفنون»، وأوضحت أنها تدين له بأي نجاح حققته لاحقاً؛ ففيه تعلمت أموراً كثيرة مثل التحكم في طبقة الصوت بدقة، ومعرفة نقاط القوة والضعف في أدائها التمثيلي فتراهن على الأولى، وتعمل على تقوية ضعفها والحذر منه.

وفيما يتعلق بمشاركتها في بطولة المسلسل الكوميدي الشهير «اللعبة» بمواسمه المتعددة، بطولة هشام ماجد وشيكو، أوضحت أن فريق العمل أصبح مثل «عائلة واحدة»، وكواليس التمثيل فيه رائعة جداً، لذا فهي تتمنّى أن يستمرّ العمل بمواسم جديدة.

بوستر مسلسل «عقبال عندكوا» (حسابها على فيسبوك)
بوستر مسلسل «عقبال عندكوا» (حسابها على فيسبوك)

ورداً على اتهام بعضهم للموسم الدرامي الحالي بأنه يجنح بشكل مبالغ فيه للعنف والبلطجة، ويشوه صورة المرأة، قالت، إن الدراما بطبيعتها فنّ يقوم على النماذج الشريرة وغير السَّوية، وكما تقدم نماذج مشوهة للمرأة، فإنها تقدم أيضاً نماذج رائعة ومثيرة للإعجاب.