«اتحاد الشغل» ينفي تقاربه مع «النهضة» ضد الرئيس التونسي

TT

«اتحاد الشغل» ينفي تقاربه مع «النهضة» ضد الرئيس التونسي

حسم نور الدين الطبوبي، رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) في تونس، موقفه من التقارب المحتمل مع قيادات حركة «النهضة» التي تتهم الرئيس التونسي قيس سعيد بـ«الانقلاب على المؤسسات الدستورية»، وتطالب بالعودة إلى مسار الانتقال الديمقراطي، وتلتقي في انتقاد المرحلة الاستثنائية مع «اتحاد الشغل» الطرف الاجتماعي المؤثر في المشهد السياسي. وأكد الطبوبي في تصريح إعلامي على هامش إحياء الذكرى الـ69 لاغتيال فرحات حشاد، الزعيم النقابي التونسي، أنه «لا يمكن للاتحاد أن يتقاطع مع من يؤمنون بسفك الدماء، ومع متهمين بالتهريب والتهرب الضريبي والمتورطين في تفقير الشعب التونسي وتجويعه».
وبهذا التصريح يكون «اتحاد الشغل» قد أجاب على ما تم تداوله من أخبار حول إمكانية تشكيل جبهة وطنية تضم حركة «النهضة» ضد التدابير الاستثنائية التي أقرها الرئيس التونسي في 25 يوليو (تموز) المنقضي. وكانت تقارير إعلامية محلية أكدت وجود تقارب في المواقف بين قيادات اتحاد الشغل وقيادات حركة «النهضة»، اعتماداً على التقارب الحاصل بين الطرفين في مواجهة مخاوف «انفراد قيس سعيد بالقرار السياسي» وعدم تحديد سقف زمني للتدابير الاستثنائية التي يحكم بها تونس منذ أكثر من أربعة أشهر.
وتعاني حركة «النهضة» من «عزلة سياسية» إثر إقرار الرئيس التونسي «مساراً تصحيحياً»، وتواجه عدم استعداد أي طرف سياسي، خاصة من التيارين اليساري والقومي، القبول بالتحالف معها، وهي المرة الثانية التي تخرج فيها من الحكم تحت الضغط الداخلي، إذ سبق أن ضغط الشارع التونسي نهاية سنة 2013 من أجل خروجها من السلطة. وكان ذلك إثر اغتيالين سياسيين تعرض لهما القيادي اليساري شكري بلعي والنائب البرلماني القومي محمد البراهمي. وكانت قرارات 25 يوليو 2021 قد أخرجت حركة «النهضة» المتزعمة للمشهد السياسي للمرة الثانية من الحكم.
وفي مقابل رفض التحالف مع حركة «النهضة»، كان الطبوبي قد اجتمع مع زهير المغزاوي رئيس حزب «حركة الشعب» (حزب قومي) وتطرق اللقاء إلى ضرورة التسقيف الزمني لإجراءات 25 يوليو، واتفقا على ضرورة التصدي لما سمياه «الانحرافات بهذه الإجراءات إلى غير ما عبّر عنه الشعب التونسي». وبحثا سبل توحيد المواقف من الأزمتين الاقتصادية والسياسية واقتراح حلول للخروج منهما.
وقال المغزاوي، في تصريح إعلامي، إن «حركة الشعب» ستستمر في تنسيق المواقف وتنظيم اللقاءات مع القوى الوطنية ومن بينها اتحاد الشغل الذي سيكون معه لقاء آخر الأسبوع المقبل، من أجل مزيد توحيد المواقف بخصوص إجراءات 25 يوليو التي دعمها الحزب منذ البداية وأصبح محترزا منها حالياً خاصة بعد ما لاحظه من تباطؤ في المضي قدماً في الإصلاحات وفتح ملفات الفساد.
وتعد حركة الشعب آخر الأحزاب التونسية التي انضمت إلى معارضي القرارات الرئاسية وباتت تنتقد صراحة انفراد الرئيس التونسي بالرأي والقرار السياسي، وذلك بعد فترة من التأييد القوي لتفعيل الفصل 80 من الدستور التونسي، الذي أدى إلى خروج منافستها حركة النهضة من السلطة.
ويرى متابعون للشأن السياسي التونسي، أن مختلف هذه التحركات هدفها الأساسي الضغط على مؤسسة الرئاسة لفتح باب الحوار مع كل القوى الوطنيّة بهدف تجاوز الفترة الاستثنائية والعودة سريعاً إلى تنظيم انتخابات ديمقراطية في تونس.
على صعيد متصل، طالبت عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر (حزب ليبرالي)، بتنظيم انتخابات مبكرة تفضي إلى مؤسسات دائمة، للخروج من الوضع الاستثنائي الذي دخلته تونس وأصبحت في حكم الدولة العاجزة غير القادرة على تعبئة الموارد وعلى تفعيل التعاون الدولي.
ودعت في تصريحات على هامش زيارة أدتها أمس (الأحد) إلى ولاية (محافظة) صفاقس (وسط شرقي تونس) إلى «تنظيف المناخ الانتخابي أولاً عبر إنهاء (أخطبوط الجمعيات الإخوانية)، والتمويلات المشبوهة والجمعيات التي تشتغل في السياسة وتريد إعادة منظومة (عيش تونسي) وحزب (قلب تونس)»، على حد تعبيرها.
وبشأن برنامج تغيير القانون الانتخابي من قبل الرئيس التونسي، قالت موسي إن «رئيس السلطة القائمة ليست له الصلاحيات لسن قوانين تغير المنظومة الانتخابية أو المنظومة السياسية وليس من حقه أيضاً إسقاط ما يسميها (إصلاحات) على المجتمع التونسي»، على حد قولها.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.