كشف هويتي الضابطين الإيرانيين المحتجزين في عدن

اعتقالهما أكد تورط طهران المباشر في دعم الحوثيين

يمنيون يتظاهرون في العاصمة البريطانية لندن أمس تأييدا لـ «عاصفة الحزم» (واس)
يمنيون يتظاهرون في العاصمة البريطانية لندن أمس تأييدا لـ «عاصفة الحزم» (واس)
TT

كشف هويتي الضابطين الإيرانيين المحتجزين في عدن

يمنيون يتظاهرون في العاصمة البريطانية لندن أمس تأييدا لـ «عاصفة الحزم» (واس)
يمنيون يتظاهرون في العاصمة البريطانية لندن أمس تأييدا لـ «عاصفة الحزم» (واس)

كشفت التطورات الميدانية التي تشهدها مناطق جنوب اليمن، المزيد من الأدلة على التدخلات الإيرانية في اليمن والمساهمة المادية والعسكرية في الصراع الدائر. فقد أسرت المقاومة الشعبية في عدن عنصرين من الحرس الثوري الإيراني، وقبل ذلك عثر مقاتلو القبائل في محافظة شبوة على جثة عنصر من مقاتلي حزب الله اللبناني، حسبما بينت وثيقة الهوية التي يحملها.
وبات من المؤكد وجود خبراء عسكريين إيرانيين ومن حزب الله في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، وأن هؤلاء الخبراء هم من يخططون، منذ فترة طويلة، لخوض الميليشيات الحوثية للصراع المسلح في اليمن، غير أن التطورات الميدانية أثبتت وجود مقاتلين في صفوف الحوثيين من الحرس الثوري ومن حزب الله. وكشف مسؤول المكتب الإعلامي في «الحراك الجنوبي»، علي سالم الهيج، لـ«سبوتنيك» الروسية أمس، هوية الضابطين الإيرانيين المحتجزين لدى اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن، كبرى مدن الجنوب اليمني التي تشهد حرب شوارع منذ أيام.
وأضاف الهيج خلال اتصال هاتفي لـ«سبوتنيك»، أن «الضابطين الإيرانيين، هما العقيد آصف زادة والنقيب شهبور بختياري، اعتقلا خلال عمليتين منفصلتين في حي خور مكسر، ومدخل مدينة المعلا في عدن». وأكد الهيج أن الضابطين الإيرانيين «كانا يقاتلان في صفوف الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح».
وكانت كثير من الأوساط اليمنية قد طرحت تساؤلات كثيرة حول الاتفاقية التي وقعها الحوثيون مع السلطات الإيرانية، أواخر فبراير (شباط) الماضي، لتسيير رحلات يومية بين صنعاء وطهران بمعدل رحلتين يوميا، بصورة لا تعكس حجم التعاون والتعامل بين البلدين. وأفادت مصادر سياسية وعسكرية أن تلك الرحلات التي تمت منذ الساعات الأولى للتوقيع، لم تكن تنقل مسافرين وإنما خبراء ومقاتلين ومعدات وأجهزة عسكرية سلمت إلى الحوثيين والقوات الموالية لهم.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.