«اتحاد الشغل» يحذّر من «انفجار اجتماعي وشيك» في تونس

جانب من مظاهرات نظمها عمال بتونس أمس في الذكرى 69 لاغتيال النقابي فرحات حشاد (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرات نظمها عمال بتونس أمس في الذكرى 69 لاغتيال النقابي فرحات حشاد (أ.ف.ب)
TT

«اتحاد الشغل» يحذّر من «انفجار اجتماعي وشيك» في تونس

جانب من مظاهرات نظمها عمال بتونس أمس في الذكرى 69 لاغتيال النقابي فرحات حشاد (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرات نظمها عمال بتونس أمس في الذكرى 69 لاغتيال النقابي فرحات حشاد (أ.ف.ب)

طالب نور الدين الطبوبي، رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)، بتوضيح المسار الذي تسير فيه تونس، وعبر عن رفضه تهميش الدور الوطني والاجتماعي لاتحاد الشغل، مشدداً على استقلالية العمل النقابي، ومؤكداً أن التونسيين «يريدون توضيح الرؤية، واستعادة الثقة والاطمئنان على مستقبلهم في ظل الوضع الضبابي، الذي تعيشه البلاد»، حتى تتجنب البلاد خطر مواجهة «انفجار اجتماعي وشيك».
وقال الطبوبي إن الوضع الذي وصلت إليه البلاد «يمثل أزمة غير مسبوقة على الصعيد الاقتصادي والمالي، ولذلك أصبحنا اليوم نخشى على الشعب التونسي من تداعيات قرارات 25 يوليو (تموز)»، منبهاً في خطاب ألقاه أمس أمام تجمع عمالي ضخم، بمناسبة إحياء الذكرى 69 لاغتيال الزعيم الوطني والنقابي فرحات حشاد، إلى جملة المخاطر الاقتصادية والاجتماعية التي تتهدد تونس، في ظل عدم استقرار سياسي تجاوزت مدته أربعة أشهر، دون التأكد من مآلات قرارات 25 يوليو، وتاريخ انتهاء التدابير الاستثنائية، والعودة إلى المسار الديمقراطي الطبيعي بمؤسساته الدستورية المختلفة.
وأضاف الطبوبي أن تونس «تعيش حالة عطالة»، مشيراً إلى مظاهر العصيان التي بدأت تهدد بانفجار اجتماعي غير محدود العواقب. وتابع موضحاً: «نحتاج إلى رؤية، وبرنامج يقوم على الكفاءة الوطنية لا على الولاءات، ولا إلى المنوال التنموي الحالي مع الاستجابة للاستحقاقات الاجتماعية».
ويرى مراقبون أن الخطاب النقابي حمل عدة رسائل موجهة في المقام الأول إلى الرئيس التونسي قيس سعيد، ومن أهمها تجاوز الوضع السياسي الضبابي في تونس، وبدء برنامج الإصلاحات السياسية التي يعتزم الرئيس إنجازها عبر آلية الاستفتاء، بعد أن باتت قاب قوسين من الصياغة والتنزيل، وهو ما يجعل هامش «اتحاد الشغل» للتحرك ضيقاً، إذا ما أراد تغيير مآلات الوضع، «ومنع ذهاب البلاد نحو المجهول»، وفق تصريحات عدد من القيادات النقابية.
وكان الطبوبي قد اجتمع مع زهير المغزاوي، رئيس حزب «حركة الشعب»، وتطرق اللقاء إلى ضرورة وضع سقف زمني لإجراءات 25 يوليو، والتصدي لما اعتبراه «انحراف هذه الإجراءات إلى غير ما عبر عنه الشعب التونسي». كما بحثا سبل توحيد المواقف من الأزمتين الاقتصادية والسياسية، واقتراح حلول للخروج منهما.
وقال المغزاوي إن حركة الشعب «ستستمر في تنسيق المواقف وتنظيم اللقاءات مع القوى الوطنية، ومن بينها اتحاد الشغل الذي سيكون معه لقاء آخر الأسبوع المقبل، من أجل توحيد أكثر للمواقف بخصوص إجراءات 25 يوليو، التي دعمها الحزب منذ البداية، وأصبح محترزاً منها حالياً، خصوصاً بعد ما لاحظه من تباطؤ في المضي قدماً في الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتأخر في فتح ملفات الفساد».
وتعد «حركة الشعب» آخر الأحزاب، التي باتت تنتقد صراحة انفراد الرئيس سعيد بالرأي والقرار السياسي، وذلك بعد فترة من التأييد القوي لتفعيل الفصل 80 من الدستور التونسي.
ويرى متابعون للشأن السياسي التونسي أن هدف مختلف هذه التحركات هو الضغط على مؤسسة الرئاسة لفتح باب الحوار مع كل القوى الوطنية، بهدف تجاوز الفترة الاستثنائية، والعودة سريعاً إلى تنظيم انتخابات ديمقراطية في البلاد.
في غضون ذلك، دعا ماريو دراغي، رئيس الوزراء الإيطالي، السلطات التونسية، إلى تحديد مسار سياسي واضح، وقال أثناء مخاطبته مؤتمر «حوارات المتوسط» المنعقد في العاصمة الإيطالية روما، إنه على ثقة من أن تونس ستتغلب على حالة الطوارئ الحالية، ومواجهة الأزمة الملحة الاقتصادية والاجتماعية، لكنه دعاها في المقابل إلى ضرورة تحديد «مسار سياسي واضح ومتوافق عليه، يمكن أن يعيد عمل المؤسسات، بدءاً من البرلمان بعد تشكيل الحكومة الجديدة»، التي تقودها نجلاء بودن.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.