هنية: لدينا 4 جنود لن يروا الشمس إلا عبر صفقة تبادل

التوأم هاني وهمام بجانب أمهما رسمية حميد (لا تظهر في الصورة) وهي زوجة الأسير ناهد عبد القادر حميد. وولد التوأم في مستشفى الشفاء بمدينة غزة من سائل منوي تم تهريبه من السجن الإسرائيلي الذي يُحتجز فيه ناهد المسجون (20 سنة) بعدما اعتُقل في عملية إسرائيلية عام 2007 في بيت حانون بقطاع غزة. (د.ب.أ)
التوأم هاني وهمام بجانب أمهما رسمية حميد (لا تظهر في الصورة) وهي زوجة الأسير ناهد عبد القادر حميد. وولد التوأم في مستشفى الشفاء بمدينة غزة من سائل منوي تم تهريبه من السجن الإسرائيلي الذي يُحتجز فيه ناهد المسجون (20 سنة) بعدما اعتُقل في عملية إسرائيلية عام 2007 في بيت حانون بقطاع غزة. (د.ب.أ)
TT

هنية: لدينا 4 جنود لن يروا الشمس إلا عبر صفقة تبادل

التوأم هاني وهمام بجانب أمهما رسمية حميد (لا تظهر في الصورة) وهي زوجة الأسير ناهد عبد القادر حميد. وولد التوأم في مستشفى الشفاء بمدينة غزة من سائل منوي تم تهريبه من السجن الإسرائيلي الذي يُحتجز فيه ناهد المسجون (20 سنة) بعدما اعتُقل في عملية إسرائيلية عام 2007 في بيت حانون بقطاع غزة. (د.ب.أ)
التوأم هاني وهمام بجانب أمهما رسمية حميد (لا تظهر في الصورة) وهي زوجة الأسير ناهد عبد القادر حميد. وولد التوأم في مستشفى الشفاء بمدينة غزة من سائل منوي تم تهريبه من السجن الإسرائيلي الذي يُحتجز فيه ناهد المسجون (20 سنة) بعدما اعتُقل في عملية إسرائيلية عام 2007 في بيت حانون بقطاع غزة. (د.ب.أ)

قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، «إن 4 أسرى جنود من جيش الاحتلال في قبضة المقاومة بقطاع غزة لن يروا الشمس مطلقاً إلا إذا تنعم الأسرى الفلسطينيون بشمس الحرية».
وأضاف هنية خلال كلمته في مؤتمر «رواد ورائدات بيت المقدس الثاني عشر»، أمس السبت، في إسطنبول: «إن قضية الأسرى على رأس أولويات وأجندة حركة (حماس) والمقاومة».
وتابع «أن طريق التحرير والوصول إلى المسجد الأقصى المبارك وكل فلسطين لا يمر إلا عبر فوهات البنادق، والأسرى والشهداء هم ضحايا الاحتلال وإرهابه، لكنهم أيضاً تقدموا وحملوا أرواحهم على أكفهم بكل معاني البطولة ليدافعوا عن أرضهم».
وجاء تصريح هنية في سياق التأكيد أن «حماس» ماضية في صفقة تبادل منفصلة وليس مقابل ثمن سياسي.
وتحاول إسرائيل دفع أثمان سياسية مقابل إنجاز صفقة إلى جانب الإفراج عن بعض الأسرى. لكن «حماس» طلبت الإفراج عن أكثر من 100 أسير بينهم قائمة للأسرى الكبار الذين يشكلون معضلة بالنسبة لإسرائيل.
وأبلغت «حماس»، مصر، التي تتوسط في مباحثات حول ذلك، أنها مستعدة لصفقة تبادل، سوءاً كانت شاملة أو على مرحلتين. واقترحت الحركة صفقة من مرحلتين، تتضمن المرحلة الأولى إطلاق سراح اثنين من الأسرى الإسرائيليين المدنيين، وهما إبراهام منغستو وهشام السيد، إضافة إلى معلومات عن الجنديين شاؤول آرون وهدار غولدن مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين (كبار سن، أطفال، نساء، مرضى وجثامين)، وفي المرحلة الثانية تجري مفاوضات لجهة تسليم الجنود مقابل 800 أسير.
لكن إسرائيل لم ترد على ذلك.
ويوجد في قطاع غزة 4 إسرائيليين لدى «حماس»، هم الجنديان شاؤول آرون وهدار غولدن اللذان أسرتهما الحركة الفلسطينية في الحرب التي اندلعت في صيف 2014 (تقول إسرائيل إنهما ليسا على قيد الحياة)، وأبراهام منغستو وهاشم بدوي السيد وهما مواطنان يحملان الجنسية الإسرائيلية، الأول إثيوبي والثاني عربي، ودخلا إلى غزة بمحض إرادتهما بعد حرب غزة في وقتين مختلفين.
ومقابل ذلك يقبع في السجون الإسرائيلية حولي 4500 أسير فلسطيني. ويعتقد أن العقبة التي تعيق صفقة تبادل هي رفض إسرائيل الإفراج عن أسرى «على أيديهم دم»، وهم الأسرى الأكثر أولوية بالنسبة لـ«حماس»، ويعرفون باسم قائمة الـ«VIP».
وقالت مصادر إسرائيلية إن رئيس الحكومة نفتالي بنيت، يخشى على تماسك ائتلافه إذا ما أخذ خطوة تضمنت الإفراج عن أسرى كبار.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».