«النصرة» تخلي معبر نصيب الحدودي تمهيدًا لإعادة تشغيله بإدارة مجلس محافظة درعا

اشتباكات في محيط أكبر مطارين عسكريين للنظام في ريف السويداء

عنصر من حرس الحدود الأردني على معبر جابر على الجانب الأردني من الحدود مع سوريا (أ.ف.ب)
عنصر من حرس الحدود الأردني على معبر جابر على الجانب الأردني من الحدود مع سوريا (أ.ف.ب)
TT

«النصرة» تخلي معبر نصيب الحدودي تمهيدًا لإعادة تشغيله بإدارة مجلس محافظة درعا

عنصر من حرس الحدود الأردني على معبر جابر على الجانب الأردني من الحدود مع سوريا (أ.ف.ب)
عنصر من حرس الحدود الأردني على معبر جابر على الجانب الأردني من الحدود مع سوريا (أ.ف.ب)

أفاد ناشطون سوريون، أمس، بأن القوات الحكومية تمكّنت من صدّ هجوم نفذته قوات تابعة لتنظيم داعش ضد مطار خلخلة العسكري في شمال محافظة السويداء بجنوب سوريا. وفي حين شهدت المناطق الواقعة على حدود محافظتي السويداء ودرعا عمليات قصف، أخلت «جبهة النصرة» معبر نصيب الحدودي مع الأردن الذي تولّت إدارته كتائب مقاتلة تابعة لـ«الجيش السوري الحر»، في مخطط لإعادة تشغيله على خط الترانزيت بين الأردن وسوريا، وفق تصريحات مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط».
عبد الرحمن ذكر أن عناصر جبهة النصرة، وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا، انسحبت من المعبر الحدودي مع الأردن على مرحلتين، موضحا أنه «في المرحلة الأولى أخلت النصرة البوابة الحدودية مع الأردن خلال الأسبوع الماضي، قبل أن تخلي أمس (أول من أمس) الجمعة المنطقة الحدودية الحرة، لتتولى كتائب مقاتلة تابعة للجيش السوري الحر المعبر». ومن ثم، تولت كتائب تابعة لغرفة عمليات «تحالف صقور الجنوب» إدارة المعبر، بعد انسحاب «النصرة».
وحسب مصادر معارضة في جنوب سوريا تحدثت لـ«الشرق الأوسط» فإن الفصيل الأساسي الذي يتولى السيطرة على منطقة المعبر في الوقت الراهن هو «جيش اليرموك» الذي كان يتزعّمه بشار الزعبي قبل انضمامه إلى تحالف «صقور الجنوب»، إضافة إلى «لواء التوحيد» في حوران، وكتائب «أسود السنة» التي تعد منطقة نصيب قطاعها العسكري في جنوب سوريا.
وأكدت المصادر أن المعبر «سيُسلّم إلى مجلس محافظة درعا» التابع لـ«الائتلاف الوطني السوري»، تمهيدا لإعادة تشغيله على خط «الترانزيت» بين سوريا والأردن، مشيرة إلى أن ذلك المخطط «ينضم إلى سلسلة إجراءات اتخذتها المعارضة في الجنوب بعد السيطرة على مواقع كانت القوات الحكومية تسيطر عليها، بهدف إعادة تفعيل الخدمات الأساسية في المنطقة».
كذلك أشارت المصادر إلى أن قوات المعارضة «أعادت في بلدة بصرى الشام تشغيل المؤسسات المدنية، وأهمها قطاع النقل والمراكز الطبية والتعليمية وإعادة افتتاح الموقع الأثري في بصرى الشام»، مشيرة إلى أن الهيئات الإدارية المدنية «تتولى إعادة تشغيلها بمبادرات ذاتية محلية». وما يذكر أنه في 25 مارس (آذار) الماضي، استولى مقاتلو المعارضة وبينها جبهة النصرة على مدينة بصرى الشام بمحافظة درعا (جنوب البلاد)، وهي قريبة من الحدود الأردنية وتتاخم من الغرب أراضي محافظة السويداء.
في هذه الأثناء، بموازاة إعادة الخدمات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، تواصلت العمليات العسكرية في الجنوب السوري ضد مواقع تابعة للقوات الحكومية. وأكد ناشطون أن مطار الثعلة العسكري في غرب محافظة السويداء على أطراف محافظة درعا، وهو يقع على مسافة 5 كيلومترات شمال بصرى الشام، تعرّض لهجوم لم تتبنّه أي جهة معارضة. إذ استهدف بالقصف المدفعي، وتعرّضت للقصف إحدى حامياته في بلدة أم ولد، المجاورة للثعلة والتابعة إداريا لمحافظة درعا. ويُعد مطار الثعلة، أقرب موقع عسكري لمحافظة درعا من جهة الشرق، ويحتوي على مرابض مدفعية وقواعد عسكرية للقوات النظامية، فضلا عن أنه يستخدم كمهبط للمروحيات، وهو يقع بجوار بلدة الثعلة بأقصى غرب محافظة السويداء التي يتبعها إداريا. أما مطار خلخلة العسكري، فيعد القاعدة العسكرية الأهم في محافظة السويداء ويقع في وادي اللوا بشمال المحافظة، وقد تعرض أمس لهجوم من قبل تنظيم داعش الذي هاجمه من نقطة نفوذه في بير قصب الواقعة أقصى جنوب شرقي ريف دمشق.
ووفق «المرصد» فإن القوات النظامية السورية تمكّنت من صد هجوم لمجموعات مسلحة في محيط مطار عسكري رئيسي في محافظة السويداء بجنوب سوريا بعد معارك قتل فيها 35 عنصرا من الطرفين، مرجحا أن يكون منفذوه من عناصر تنظيم داعش. غير أن مصادر المعارضة في الجنوب استبعدت أن تكون قواتها شنت الهجوم على مطار خلخلة، لصعوبة الوصول إليه في الوقت الحالي. وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن منطقة نفوذ المعارضة الأقرب إلى بلدة خلخلة ومطارها تبعد نحو 15 كيلومترا، وتلزم قوات المعارضة بالانطلاق من منطقة غرب اللجاه إلى المناطق الواقعة خارج محافظة السويداء باتجاه الشمال، وهو ما يضاعف خطر الاحتكاك بقوات «داعش» التي تسيطر على بير قصب بجنوب غوطة دمشق الشرقية.
وكان ناشطون قد ادعوا أن المعارك التي تركزت في منطقة تل ظلفع ومحيطها شرق مطار خلخلة العسكري أسفرت عن مقتل عشرين عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و15 مقاتلا من المهاجمين. وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» وقوع الهجوم، وأوردت أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أحبطت محاولات إرهابيين من تنظيم داعش التسلل باتجاه تل ظلفع وأبو حارات بريف السويداء الشمالي، وأوقعت العشرات منهم قتلى ومصابين». وأشارت الوكالة الحكومية إلى أن «مناطق في ريف السويداء الشمالي والشمالي الشرقي الممتد مع البادية» غالبا ما تتعرض لعمليات «تسلل» من تنظيم «داعش» عبر البادية الممتدة إلى الحدود الأردنية.
ويقع المطار قرب طريق رئيسي يربط دمشق ومدينة السويداء الواقعتين تحت سيطرة قوات النظام. وتقع منطقة تل ظلفع على مقربة من حدود محافظة دمشق. ويشكّل الموحدون (الدروز) غالبية سكان محافظة السويداء، التي بقيت إجمالا في منأى عن أعمال العنف في مناطقها الداخلية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.